يوم الوطن الأخضر
يعود التاريخ ليحمل ذكرى الفخر والشجاعة، وبطولة التوحيد، وتتبختر الأيام حين تزف هذا اليوم الوطني الأخضر المجيد لكل من على هذه الأرض الراسية.. يعود التاريخ شامخاً، منتشياً يترنم بتغاريد البهجة والسمو، حافلاً بروايات الإقدام والعزيمة.
الشغف بالوطن.. حكاية انتماء، وقصة ولاء، ورواية حب، تنمو كُل آمالنا في كل الجهات.. بلادنا أرض مُختلفة تنزل بها قلوبنا.. وبفضل الله تمنحنا التفاؤل، تزرع الأمل في كل الفراغات، وتتغذى بدستور مجيد، ومنهج قويم، وشعب كريم.. في بلادنا يوجدُ الإنسانُ، وتوجد القيادة.. فوق هام السحاب تكتب بوضوح الرؤية فتكون مختلفة.. وفوق الأرض تنجز الأهداف بإذن الله.
صهيل الفخر في جوف الزهو تنادى بأمجاد الوطن هذا اليوم.. وبلاد تلتحف الأمن والأمان ولله الحمد.. تغمرنا الذاكرة بأطياف عابقة، ومشاهد فاخرة تاريخية مجيدة كتبت على الرمال فكان صداها البحر.. لأرض كانت تمسى أعضاء فأصبحت جسداً واحداً ترتبط صفوفه بدين حنيف، وشريعة سمحة، ونهج قويم. وحين نتحدث عن الوطن نتحدث عن هوية تخصنا، وانتماء يضمنا، وولاء يربطنا.
هذا الوطن الذي بنيت دعائمه بفضل الله – عز وجل – ثم بعزيمة الرجال المخلصين، وأصبح وأمسى أحد أركان المعمورة وأعز مكان لثلث سكان الأرض، فكانت له الميزة الدينية، والقيمة السياسية، والوزن الاقتصادي والثقل العالمي، والخاصية الدبلوماسية. صارت كلمة هذا الوطن رنانة في جميع الفضاءات، وطن تؤوي إليه الأفئدة، وتعشقه القلوب، وتقر به الأعين.
ورغم الكثير من كتل النقع حولنا، وركام الهجمات الموجهة ضد بلادنا إلا أن الوطن يبقى سامقاً مهما تفشت الأطروحات الفارغة، والظنون الخائبة، وأرهقت الأجواء بالقيل والقال، وسقط الملونون الملوثون – دولاً كانت أم جهات أم أفراداً- في مظان التقوقع والانكسار والتحسر.
سأتغنى ببلادي التي تصنع السلام والإصلاح وتجمع المتفرقين.. واترك الدهشة للناقمين المتبرمين.. وعشاق الجلد «الفاضي» فحقيقة كل نقي يشعر بالنشوة والفخر لكل ما تحقق -بفضل الله – من تقديم رؤية وطنية واعدة، وإنجازات أمنية باهرة، ومكاسب سياسية، واقتصادية، وتنموية، واجتماعية، وتعليمية، وتحولات عميقة في مختلف مجالات الحياة ترجمت طموحات وأحلام شعبنا وتطلعاته في التقدم، والنهوض الحضاري وبناء الدولة السعودية الحديثة كانت الإرادة الوطنية فيها أقوى عند مواجهة كافة التحديات.
مؤكد أنه عند العقلاء تعلو المشاعر، وعند الأنقياء تكبر الأحاسيس، وعند الأوفياء تسمو الأمنيات داخلهم من أجل الوطن، مؤكد أن المواطن يتشرب قيمة المواطنة فيذود عن وطنه ويبتعد عن عقد المقارنات المائلة والانتقائية مع دول أخرى، مؤكداً أنه سيظهر وينافح عن وطنه بإبراز الصور الإيجابية عن بلده، وإظهار سلوكه الحسن.
ويبقى القول: حين تحتفل الشعوب بيومها الوطني فهي تمجد أحداثاً مشرقة لها في تاريخها العريض المميز، فيزداد ويتعزز الولاء والانتماء لديها.. فكان لزاماً أن نكون للوطن.. للمجتمع لا لغيره مهما رأينا، أو وجدنا، وأن نقدم أنفسنا للآخرين بما يستحقه وطننا، وأن نمنع المتربص بنا من أن يوظفنا لغاياته، ويستغل طرحنا ونقدنا وجلدنا في صناعة محتوى يسخر فيه منا، وألا نكون أدوات هدم وتكريس صور سلبية عن بلادنا بما نكتبه أو نقوله، فالوطن لا ينمو إلا برشد المواطن.. دمت مطمئناً يا وطني.