ما هي المبادرات التي تبنتها شركة سيسكو مؤخراً لتسليط الضوء على فجوة المهارات في المملكة العربية السعودية واقتراح حلول لمعالجتها؟
وفق أحدث التقديرات وصل عدد الشباب العاطلين عن العمل حول العالم إلى نحو 74 مليون شخص وهو رقم ينذر بالخطر، لكن المفارقة أننا نشهد في الوقت ذاته طلباً متزايدًا على الوظائف المواكبة للعصر الرقمي إذ تشير الإحصائيات الأخيرة أيضًا إلى بقاء نحو 60% من هذه الوظائف شاغرة بسبب نقص في المواهب التقنية. الواضح إذًا أننا أمام فرصة غير مسبوقة وإمكانات غير مستغلة يجب أن نأخذها في الحسبان، ليس لمستقبلنا فقط، بل لمستقبل الأجيال المقبلة أيضًا.
نحن في سيسكو نرى بأن تزايد عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت وتوسعها المضطرد سيؤدي بالضرورة إلى زيادة فجوة نقص المهارات، وهذا ما يجعلنا نلتزم بتحمل مسؤولية تمكين جيل الشباب من تأمين مستقبلهم التقني ومساعدتهم على استخدام هذه التقنية لصالحهم. شبكة الإنترنت قادرة على تغيير طريقة العمل والعيش والتسلية والتعلم، ولهذا قررت شركه سيسكو العالمية إطلاق برنامج «أكاديمية سيسكو للشبكات» (NetAcad) الذي أصبح اليوم أضخم برنامج للمسؤولية الاجتماعية لدى شركة سيسكو على مستوى العالم، والذي يهدف إلى تقديم المعرفة عبر توفير مناهج حديثة وباسلوب عصري في علوم تقنية المعلومات والاتصالات عبر منصة تعليمية مستقله (netacad.com) ومن خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص لخدمة 9.26 مليون مستفيد في 162 دولة بالعالم عبر اكثر من 11,000 أكاديمية منذ تاسيس واطلاق البرنامج سنة 1997.
وتعمل سيسكو من خلال البرنامج على:
• تحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأفراد والمجتمعات عبر توفير مناهج حديثة ومتطورة ومعربة حسب الحاجه
• تأهيل طلاب وطالبات المملكة للحصول على الشهادات التقنية العالمية ” CCNA” وغيرها .. لزيادة فرصهم الوظيفية
• توسيع نطاق الوصول إلى فرص التعليم والوظائف الشاغرة عبر توسيع منافذ التواصل بين الطلاب من جهه وبين شركائنا وعملائنا من جهة
• تعزيز نمو صناعة تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة عبر مشاركة أفضل الممارسات العالمية لمواكبة التوجهات الحديثة داخل السوق المحلية
كم عدد الطلاب الذين استفادوا من هذه المبادرات؟ ما أعمارهم وكم تبلغ نسبة مشاركة الفتيات؟ ومن أين؟
برنامج أكاديمية سيسكو للشبكات قائم في المملكة العربية السعودية منذ 17 عامًا، ونجحنا خلال هذه الفترة الوصول الى وتدريب وتطوير مهارات أكثر من 100,000 طالب في المملكة ، حيث يعتبر حجم البرنامج الأكبر على مستوى الشرق الأوسط.
لدينا حالياً في المملكة اكتر من 100 أكاديمية استفاد منها من 24,578 طالب في سنة 2018، وتتواجد هذه الأكاديميات في مختلف القطاعات التعليميه والحكومية. منها اكثر من 26 جامعة سعودية ، على سبيل الذكر : جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الملك سعود ، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وجامعة الأمير سلطان ، جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل …
كما نفخر بأن نحو 25% من هذا العدد هم من الإناث، ونتوقع أن ترتفع نسبتهن بين الطلاب عامًا بعد عام، حيث تمكنت سيسكو بالتعاون مع الجهات المعنية من من توسيع برنامج أكاديمية سيسكو عبر إنشاء أكاديميات في جامعات خاصة بالإناث كجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن وجامعة عفت الأهلية وجامعة دار الحكمة. ونسعى أن نتمكن من خلال برنامج أكاديمية سيسكو أن نوفر مزيدًا من فرص العمل لتمكين المرآة السعودية في مجال تقنية المعلومات وفي القطاعين العام والخاص، ونرى بأن حصولها على شهادات معترف بها عالميًا في هذا المجال يساعدهن في السعي نحو تولي وظائف أفضل ورفع مستوى حياتهن المهنية.
كما نعتز بشراكتنا الاستراتيجية مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني أهم شركاء البرنامج في الشرق الأوسط لادراجها بعض من مواد سيسكو أكاديمي في منهج الدبلوم التقني الذي بدوره ساهم في تحسين مستوى الخريجي وتأهيلهم لسوق العمل.
ما المهارات الرقمية الرئيسة التي تدرس للطلاب؟
نعمل على تقديم طرقًا تعليمية متنوعة لطلابنا ومدرسينا بهدف تزويدهم بمناهج معدة وفقًا لاحتياجاتهم وتفضيلاتهم، مع مراعاة عامل تطوير وتحديث هذه المناهج، حيث يساعد برنامج أكاديمية سيسكو الطلاب على أن ينمي الفرد من جميع جوانبه من خلال دروس ومحاضرات متنوعة تشمل أساسيات الشبكات، والمواضيع المتعلقة بالأمن السيبراني وإنترنت الأشياء وريادة المشاريع وغير ذلك وبمستويات مختلفة لتناسب الجميع.
أعلنت المملكة أنها تعمل على توطين قطاع التقنية في البلاد، ما تعليقكم على هذا؟
تسعى رؤية سيسكو في المملكة العربية السعودية إلى المساهمة الفعالية من عملية التحول الرقمي للمملكة. وبصفتها أكبر سوق في الشرق الأوسط فضلًا عن أنها تشهد نموًا سريعًا في عدد سكانها، نرى أن عليها الاستثمار أكثر في تنمية شبابها وفي القطاعات التي تتقدم بمستوى الابتكار فيها.
ومن خلال رفع مستوى المواهب المواطنة وفتح آفاق الفرص أمامها بصورة أوسع، تتمكن الحكومة من تعزيز ثقة المواطنين في مستقبلهم وأنهم قادرون على رد الجميل للمجتمع. لدى المملكة العربية السعودية فرص واسعة لتحقيق خطوات كبيرة على مستوى ريادة التغيير الاجتماعي والاقتصادي بالاستفادة من المواهب المحلية، وجني ثمار العصر الرقمي.
وحينما ننظر إلى تطلعات المملكة إلى استخدام التقنية في تحقيق التحول، نرى شركة سيسكو تمثل شريكًا مناسبًا تمامًا لدعم توجهات الحكومة وجهودها في تحقيق تلك الرؤية الطموحه، إذ تتمتع بالقدرة والسجل الحافل بالإنجازات لتوفير الحلول والشراكات القادرة على تسريع عملية التحور الرقمي في المملكة العربية السعودية من أوسع الأبواب.