عام

يمهل ولا يهمل يا خاشقجي

مقال الأستاذ جمال خاشقجي في الواشنطن بوست نقض جروح غائرة، وسكب زيت حروفه على نار قلبي الذي أكتوى من خاشقجي عنوة منه أو بسوء ظن زينه له حراس فضيل صحيفة الوطن، في حقبته الزمنية التي كانت قصيرة في التجربة الأولى ولم تكمل شهرين بينما كانت الثانية حوالي ثلاث سنوات، وفيها ما فيها من الذكريات المريرة راح ضحيتها عدد من الأبرياء وكنت أحدهم بسبب رفضي الإدلاء بشهادة تأييد لما تضمنته كذبته الكبرى بتعرض صحيفة الوطن لهجوم وإطلاق أعيرة نارية وظهر حينها الخاشقجي في القناة العربية وفي كل القنوات والوكالات ليؤكد الهجوم على صحيفة الوطن رغم عدم وجوده في مدينة أبها لحظتها ورغم أن مكتبي مجاور لمكتبه وأنا أقرب شخص للموقع الذي اعتقدوا أن الصحيفة تلقت الطلقات من الواجهة الشمالية …. اتصل بي الخاشقجي وطلب مني مرافقة اللجنة الأمنية المكلفة بالتحقيق وأكدت لهم بعد المعاينة وبعد تمشيطهم للموقع ثلاثة أيام متتالية وبعد حضور لجنة أمنية أيضا من الرياض عدم وجود أثر للرصاص المزعوم أنني لم أسمع الطلقات النارية فكانت شهادتي الصادقة بداية النهاية لي كمدير تحرير وبدأ الجفاء وبدأت البغضاء من طرفه لا طرفي، وانتهت الكذبة الكبرى، وذهب من ذهب وبقي من بقي ولم أغير موقفي ولم أكذب ولم اتجمل وإنما لملمت أوراقي وأطفأت أنوار مكتبي وذهبت إلى منزلي.

مقال الخاشقجي الأخير الذي سلط فيه خنجر غدره في وسيلة إعلام خارجية فتح جراح الأمس وحرك نتوءات الغبن والقهر والأسف على إعلامي كبير مثل الخاشقجي جمع مجد الإعلام السعودي من طرفيه، وكان في الواجهة، ومحل الثقة بل كان خامس خمسة إعلاميين عرب جلسوا مع الرئيس الأمريكي أوباما في أول سنة له رئاسة، وكنت أعتز بقامته ومكانته وخبراته العريضة بل واعتز بمهنيته وقدرته على تحويل أنصاف الفرص المهنية إلى أهداف تثير ضجيج الشارع الإعلامي العربي بل العالمي ، وكنت أتمنى ممن نكأ جراحي الاكتفاء بذلك وعدم شق الصف الوطني السعودي وعدم فتح الثغرات على البلد الذي احتضنه ومنحه دوائر الضواء فيكفي وأنا شاهد عصر عند سقوطه في أول تجربة لقيادة صحيفة الوطن التقفته يد حانية من الأسرة الكريمة لتضعه أمام مميزات معيشية في لندن ثم أميركا يحسده عليها كل الإعلاميين السعوديين وعند سقوطه في تجربته الثانية ورغم مسببات إعفاءه التقفته يد أحد أفراد الأسرة الكريمة لتضعه رئيسا لتحرير قناة كبرى تحت التأسيس براتب خيالي ومميزات يحسده عليها كل الصحفيين السعوديين ، وكنت استبعد أن يعض اليد التي ساهمت في رسم دائرة الضوء حواليه واستفادته من هذه الدائرة على كافة الصعد ، وشحم أكتافه شاهد على ذلك أكثر مني توثيقا.

بعد حديث الخاشقجي لإذاعة منت كارلوا وبعد مقاله للواشنطن بوست بدأت أستوعب لغته الحادة ضد رجال الحسبة، وموقفه الظالم ضد الشيخ الدكتور سعد الشتري حتى تم اعفائه من هيئة كبار العلماء، أثر حملة تأليب قادها الخاشقجي بكل مكر ودهاء وبدأت أفهم سر علاقته القوية ببعض اللبنانيين الذين كانوا يعملون بصحيفة الوطن وعراهم الزمن بعد رحيله ليغادروا مطرودين، وبدأت أفهم صناعته لكذبة الهجوم على صحيفة الوطن ومحاولته المستميتة لإثارة الشارع السعودي ونثر زيت الفتن والقلاقل على أمننا واستقرارنا.

أخيرا حصحص الحق وأتت عدالة السماء لتذوق يا خاشقجي من مرارة الإقصاء التي مارستها معي وكنت أحد ضحايا قراراتك التعسفية ـ ووضعتني بين خياري الكذب معك أو الصدق مع نفسي فاخترت نفسي، وكان معي ضحايا كثر بما فيهم عثمان الصيني ، الذي تجرع كاسك الزعاف واستخدمه بعدك بنفس المهارة ، أخيرا عرفت أن كل من يمارس لغة الاقصاء والتعسف سيشرب كأس الحنظل، وسوف يتذوق مرارته لأن الله يمهل ولا يهمل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى