عام

اعلامنا سبب انكساراتنا

لاشك ان اعتذار عائض القرني جاء ليؤجج أو يفتح الابواب على مصراعيه، ليُعبّر من كان ” في فمه ماء ” عن ما في فمه من تغريدات ، ومقالات ، ولقاءات ،ولكنها ـــ والله ــ اضحت لُعبة المُحترفين ” اللاعبين ” الكبار امثال “عائض ” ومجموعته.. في كل زمن يخبت فيه ضوئهم يُطلقون بالونه ويتلقفها الغافلون ، ورُبما ــ أن بزعمهم ــ انهم ضد هذا وذاك ولم يعلموا ويُدركوا انهم يحققون خطط ” عائض ومجموعته ” في منهجهم ويختصرون عليهم الطُرق ويلعبون الدور الذي رسمته تلك المجموعات التي تبنت تلك الافكار في السبعينات والثمانينات، والتسعينات والى ما قبل سنوات من التغيير الجدري في المملكة حيث قاد الامير محمد بن سلمان تلك التغييرات واعلنها اننا نريد العودة الى الوسطية والى 1979 وما عدا ذلك هو غلو وتلاعب بالدين وتعطيل للبناء والتنمية .
نعلم جميعنا ان مُجتمعنا مُختطف من هؤلاء ( سمهّم ما شئت .. ” الصحوة ” ” الاخوان ” ” التيار الديني ” .. “المُتشددون ” ) واننا في زمنهم تم تغييب العقول، وتحريم الحياة وتمت عملية انتشال المُجتمع ،من مُجتمع يسعى الى العلم والتعايش مع الآخر، وكسب العلم والمعرفة وصناعة العقول واستثمارها ،الى مُجتمع مُغلق مُتقوقع على نفسة مُتشدد تجاه الغرب بالتحديد وباتجاه الاختراعات ،والتطور والبناء ،واستفاد هؤلاء من لعبتهم استفادة قصوى وتمتعوا بالحياة والاختراعات ،وعاشوا الترف في كل جوانبه وعاشوا الحياة بكامل اطيافها ،ولديهم اتباع لا يُشبهون الّا ” القطيع ” وهم يتلاعبون بهم يُمنة ويُسرة ، وتربّع هؤلاء على صدور المجالس وأنشأوا شركات لهم وحصلوا على اموال طائلة ،وركبوا اليُخوت ونزلوا في أفخم الفنادق والمُنتجعات بينما ” القطيع ” يهُرول في الطُرقات لينُشر وعظهم واناشيدهم وخُطبهم ويزلزل الأرض من تحت اقدام من يُسئ إليهم ولو بكلمة واحدة ..!
ليست اعذار “عائض” واعتذاره ألّا لعبة جديدة ابتلعها الاعلام ــ مع الاسف ــ كما ابتلع غيرها من سابق الازمنة وظلّ اعلامنا في غيبوبة من الأمر، لا يُدرك ما يسعى الية هؤلاء ــ ومع الاسف ــ ان من نشّط هؤلاء واعطاهم القيمة في المُجتمع هو الاعلام نفسة وهم الاعلاميون أنفسهم وجُزء كبير من المشاهير الذين يطرحون الانتاج الاعلامي على شكل مُسلسلات ( ناصر القصبي كمثال ) او على شكل برامج ( العلياني ، الشريان ) اتحدث عن اعلامنا المحلي فما بالك بالأعلام العربي ..!
يجب ان يكون وعينا اقوى من الآعيب هؤلاء ،ويجب ان لا نلتفت اليهم وان يكون الماضي دروس ،وإلاّ ستكون العربة قبل الحصان وساعتها لن يجدي معها الحلول .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى