أخبار العالم

هل انتهى البشير ولم يتبقَّ إلا الإعلان الرسمي؟.. البداية والنهاية “انقلاب”

الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير، ذو الـ75 عامًا، حكم السودان قُرابة 30 عامًا، استحوذ فيها على السلطة في انقلاب عسكري مدعوم من قِبَل إسلاميين في 1989؛ ليحل على الفور الحكومة المنتخبة.

كانت الأكبر

في عام 1989 كان السودان أكبر دولة إفريقية فيما يتعلق بالجانب الجغرافي، واستحوذ البشير على جنوب مضطرب، يقطنه سودانيون إفريقيون؛ في حين أن الشمال الغني كانت تقطنه غالبية من السودانيين العرب، ومع حلول 2011، ومع استقلال جنوب السودان، خسر ملايينُ الأشخاص أرواحهم في حرب استمرت لعقود بين الشمال والجنوب.

وقالت شبكة “سي إن إن”، اليوم، في تقرير لها: “الجنود والحرب حددت حياة البشير، فكقائد للجيش ترأس العملية ضد الراحل جون قرنق، وهو زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي كان يقاتل لحرية الجنوب، والبشير لا يزال على قيد الحياة؛ في حين أن “قرنق” قُتل في تحطم مروحية بعد أشهر فقط من التوصل إلى اتفاق سلام”.

أعمال وحشية!

حتى مع توقيع “البشير” على اتفاق السلام، كان نزاع آخر يؤجج إقليم دارفور الغربي، الذي وضع مليشيات الجنجاويد العربية ضد أعراق محلية مثل المساليت والفور والزغاوة، والرئيس البشير الذي دعم بانفتاح مليشيات الجنجاويد؛ نفى وقوع إبادة جماعية، وتجادل في الإحصائيات؛ بينما كان العالم يشاهد وقوع الأعمال الوحشية.

مذكرة اعتقال

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحقه في مارس عام 2009، ويوليو عام 2010، متهمة البشير بخمس جرائم ضد الإنسانية وجريمتيْ حرب، و3 جرائم إبادة جماعية؛ بسبب إجراءاته العسكرية في دارفور، وفي 2015 فكّرت محكمة بجنوب إفريقيا في تنفيذ مذكرات المحكمة الجنائية؛ لكن “البشير” بقي لفترة وجيزة فقط في جوهانسبرغ.. وعلى أي حال فإن حكومة زوما قالت إنها لن تسمح باعتقاله؛ نظرًا لأنه كان ضيفًا على الاتحاد الإفريقي.

قبضة وانتخابات وتظاهر

على الجانب المحلي، فاز البشير بالانتخابات في 2010 و2015، التي قاطعتها المعارضة بشكل كبير؛ غير أن ذلك عزز قبضته على السلطة؛ لكن في 18 ديسمبر 2018، بدا أن الأرض القوية التي كان “البشير” يسير عليها لم تعد كذلك؛ إذ تظاهر السودانيون في الشوارع ضد تكلفة العيش المرتفعة، كما أحرقوا مقر حزبه (المؤتمر الوطني)، في مدينة عطبرة.

رصاص حي وقتلى

ما بدأ كمظاهرات ضد كلفة العيش، تَحَوّل سريعًا إلى مظاهرات ضد “البشير” وحكمه المستمر، ومع استمرار المظاهرات في يناير فإن مجموعات مثل “أمنستي” تقول إن أكثر من 40 شخصًا قتلوا؛ بينما اعتقل أكثر من ألف شخص في حملة أمنية استُخدمت فيها طلقات رصاص حية على المتظاهرين.

بين التأقلم والإرهاب

ولطالما أظهر “البشير” قدرة غير اعتيادية في التأقلم مع الظروف المتغيرة؛ فبعد استضافته أسامة بن لادن في التسعينيات؛ تأقلم بما فيه الكفاية لترفع الولايات المتحدة في 2017 حظر التجارة الذي كان موضوعًا لعقود؛ لكن السودان يبقى ضمن قائمة الدول الداعمة للإرهاب.

هل يستطيع النجاة؟

وبينما جعلت أعماله التي قام بها في دارفور، منه شخصًا منبوذًا في الغرب؛ بات على “البشير” إقناع شعبه -وليس أصدقاءه- بأن حكمه لا يزال الخيار الأفضل للسودان؛ غير أن إقناع شعبه بالمكوث لن يكون مهمة سهلة؛ فهل يستطيع النجاة؟ خاصة مع التطورات المتلاحقة التي شهدتها السودان خلال الساعات الماضية والتي تؤكد في مجملها أن حقبة البشير انتهت بالفعل ولم يبقَ فقط إلا الإعلان الرسمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى