عام

جهود المملكة في الحج

يشهد الحج مختلف الأجناس والألوان والثقافات، والمعارف والأخبار، ويتحقق فيه مبدأ الأخوة والمساواة بينهم، فتذوب العصبية، والقومية، والقبلية، والمذهبية التي تفرق الصفوف، وتؤجج الخلافات.
وحتى يتحقق للحج مقاصده، أخذت المملكة العربية السعودية على عاتقها باعتبارها الحاضنة الأمثل، والراعي الأول للحرمين الشريفين، بذل كل طاقتها، لاستيعاب الأعداد الكبيرة من قاصدي الحج، وتقديم أفضل الخدمات إليهم، واعتمدت الدولة في سبيل ذلك الميزانيات الضخمة من أجل تهيئة الأماكن المقدسة للحجيج، وتيسير وصولهم إليها، ليؤدي ضيوف الرحمن شعائر الحج بكل يسر وسهولة، وفي أجواء إيمانية يملأها الطمأنينة، والسكينة، والأمان.
فمنذ وقت مبكر من كل عام تعلن المملكة فيه عن اكتمال جاهزيتها، واستعدادها؛ لاستقبال موسم الحج، بعد أن تهيأت الجهات الحكومية، والإدارات الأمنية على اختلاف اختصاصاتها، وفروعها، للبدء في تنفيذ مهامها بكل كفاءة وفاعلية، بغية بلوغ أعلى درجات الأمن بمفهومه الشامل (الأمن السياسي، والأمن العقدي، الأمن الجنائي، والأمن الصحي، والأمن الغذائي، والأمن المائي، والأمن الاجتماعي) ..
ومن موقع آخر تعمل اللجنة العليا للحج، واللجان المركزية المتفرعة منها، على رسم السياسات والاستراتيجيات، الكفيلة (بإذن الله) بتوقي المخاطر والأزمات، بمواجهة المهددات والتحديات على مختلف مستوياتها، التي قد تسعى إلى استهداف أمن الحج.
في الوقت الذي بات فيه أمن الحجيج، والحفاظ على سلامتهم، أولوية الأولويات، وهو يتقدم على كل الأمور، بعد أن أدركت الدولة مدى خطورة الحالةالأمنية، والقلاقل التي تعيشها بعض شعوب المنطقة حولنا بسبب تآمر الدول الداعمة للإرهاب عليها، وأثر ذلك على بقية الدول المستقرة.
في حين تظل الأجهزة الأمنية المتخصصة في أمن الحج على أهبة الاستعداد للقيام بدورها الوقائي والعلاجي، فهي تعد من أفضل الأجهزة على مستوى الدول كفاءة فنياً وبشرياً، ومدربة عادة على سبل مراقبة وإحباط أي تآمر أو أي عمل معادٍ يقصد أمن الحج.
حيث بلغت هذه الأجهزة من القدرة، والمهارة ليصبح في استطاعتها التنبؤ (بإذن الله) بأي مهدد،أو حلول أي خطر، من خلال مؤشرات ومعطيات تم رسمها بشكل علمي ومخطط، بل أصبحت قادرة على تحديد مكان الخطر بكل دقة، وعلى متابعته، حتى إذا وقع في مجال الاستهدف يتم التعامل معه وفق ما يقتضي الحال، وهذا يمثل في حد ذاته التحدي الأكبر للأجهزة الأمنية المعنية بمكافحة الارهاب على المستوى المحلي والدولي على حدٍ سواء.
أخي القارئ الكريم هناك رجال يقفون خلف هذه الجهود، وخلف هذه العمليات المستمرة، وهذا العمل الدؤوب المتواصل، يصلون الليل بالنهار أمام شاشات الرصد والمتابعة، لا يشغلهم سوى مشاهدة أفواج الحجيج تتنقل بين المشاعر بكل يسر وسهولة، يستمتعون بكل ما وفرته الدولة لهم من خدمات، وضعت من أجلهم.
على رأس هؤلاء الرجال الكرام خادم الحرمين الشريفين، وسمو نائبه ولي العهد الأمين، لا يبتغون من ذلك إلا رضوان من الله ورحمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى