عمانية أرسة دعائم المجد
السيدة الجلية موزة بنت الامام أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس و أول حكام الدولة البوسعية أدام الله عزها ولدت السيدة موزة في مدينة الرستاق عام ١٧٤٩ حيث ترعرعت في بيت والدها الامام الجليل أحمد بن سعيد البوسعيدي حيث نهلة منه الحنكة السياية و الحكمة في إتخاذ الإقرارات .
تميزت السيدة موزة يرحمها الله بشجاعتها و شخصيتها القيدية القوية .
برزة هذه الشخصية المحنكة بعد وفاة الامام السيد سلطان بن احمد بن سعيد في معركة بحرية بطولية قبل أن يرسي دعائم دولته وترك خلفه 3 أولاد و بنت واحده. تولى بعد ذلك السيد سعيد بن سلطان (ابن أخ السيدة موزة) مقاليد الحكم وساعده أخيه ،سالم، و وقف بجانبه وكانت السيدة موزة قد بذلت قصار جهدها في تربية السيد منذ صغره فقد أمدته الكثير من طموحها ونباهتها وكانت تقدم له المشورة الفعالة في إدارة الدولة بشكل سليم وكانت تقوم بواجبها في الحفاظ على الحكم والبلاد على أكمل وجه. وكان أشقاء السيدة موزة، سعيد وقيس يريدان أن يتولا مناصب الحكم لأنهم يرون أن الأولوية لهم بعد وفاة اخيهم وكان ردة فعلهم على ذلك أن فرضوا الحصار على أبناء أخيهم(سالم وسعيد).
لم يعجب السيدة موزة ردة فعل أخوانها، فكان أن سارعت بتجميع شيوخ القبائل وطلبت منهم الوقوف جنبا إلى جنب من أجل الحفاظ على البلاد.وفعلا حاصرسعيد وقيس مسقط حصارا شديدا وقاسيا تأذى منه أهالي مسقط حيث لم يتبقى لهم طعام و مؤنة تكفيهم.لم تجد السيدة موزة سبيلا إلا القتال من أجل فك الحصار ولكن كانت المشكلة وجود البارود وعدم وجود الحديد الكافي فكان أن أمرت بتجميع كل الأدوات المصنوعة من الحديد من أجل صهرها وتحويلها لقذائف وقنابل حتى النقود الموجودة في القصر تم صهرها وكذلك الفضة و أمرت أيضا بتجميع الحصى ليكون ذخيرة للبارود.وفعلا أصبحوا الآن على إستعداد تام من أجل مواجهة العدو وكانت النتيجة أن انتصرت السيدة موزة وقامت بمفاوضة أخوتها من أجل إنهاء الحصار وإبقاء الحكم لأبن أخيها وفعلا تم الحفاظ على البلاد والحكم لابن أخيها وكل ذلك كان بعزيمة و إصرار وحكمة السيدة موزة.
و في عام ١٨٣٢ إنتهت رحلة هذه السيدة الفريدة التي ساهمة في إرساء دعائم الدولة بحكمة و حنكة سياسية و حبكة عسكرية منقطعة النظير يفاخر بها كل عماني مدى الزمان .
و يعود لهذه السيدة العظيمة الفضل في الحفاظ على كيان الدولة و تثبيت دعائم و اركان حكم ابن أخيها السلطان السيد سعيد بن سلطان الذي عرف عهد في ما بعد بالقوة و الامتداد و الازدهار السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي الي أن عرف بالعهد الذهبي .