«التحالف» يبدأ عملية نوعية في صنعاء تستهدف شبكة «طائرات مسيرة»
أعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، أمس (السبت)، بدء عملية عسكرية نوعية في العاصمة اليمنية صنعاء، الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران.
وكشفت مصادر في التحالف، أن العملية النوعية تستهدف شبكة متكاملة لقدرات الطائرات بدون طيار «مسيرة»، ومرافقها اللوجستية.
وطالب التحالف المدنيين بعدم الاقتراب من المواقع المستهدفة للميليشيات التي كانت هددت قبل أيام بشن هجمات بطائرات مسيرة.
وأكدت مصادر في التحالف، أن أهداف العملية تتوافق مع القانون الدولي الإنساني، مشيرة إلى اتخاذ إجراءات وقائية لحماية المدنيين.
وينتظر أن يعقد المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي، مؤتمرا صحافيا، مساء اليوم (الأحد)، لعرض تفاصيل العملية العسكرية ضد شبكات الميليشيات الانقلابية.
في غضون ذلك، انتزعت قوات الجيش اليمني، أمس، السيطرة على مواقع جديدة، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الحوثية في معقلهم الرئيس بمحافظة صعدة أقصى شمال البلاد.
وحررت قوات الجيش جبال وادي التم وجبل السيف، ومحيطهما في مديرية كتاف شرقي صعدة عقب هجوم مباغت شنته على مواقع تمركز الميليشيات التي لاذت بالفرار، كما أسفر عن مصرع 6 عناصرها.
وأحرز الجيش اليمني تقدما ميدانيا، في منطقة اليتمة، المركز الإداري لمديرية خب والشعف شمال غرب اليمن.
وأوضح مصدر عسكري، أن لواء العفيف التابع لمحور الجوف شن هجوما عنيفا على مواقع الميليشيات بمنطقة اليتمة تمكن من خلاله تحرير جبل عُشر والتباب المحيطة به، لافتاً إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل ثمانية من عناصر الميليشيات وأسر عدد منهم.
في السياق، لقي عدد من مسلحي الميليشيات، أمس، مصرعهم خلال هجوم مباغت للجيش في جبهة باقم بمحافظة صعدة.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن مواجهات عنيفة اندلعت بين الجيش والحوثيين في محيط مركز مديرية باقم بمحافظة صعدة أسفرت عن مقتل عدد من مسلحي الحوثي وتدمير مركبتين «طقمين» للانقلابيين خلال الهجوم.
إلى ذلك، ذكر تقرير للجنة خبراء في الأمم المتحدة أنّ عائدات وقود مشحون من موانئ في إيران تساهم في تمويل جهود الميليشيات الحوثية في اليمن ضد الحكومة الشرعية.
ومن المتوقع أن تثير نتائج التقرير الذي اطلعت عليه وكالة «فرانس برس» مرة أخرى تساؤلات حول دعم إيران للميليشيات في الحرب الدامية التي دفعت اليمن إلى حافة كارثة إنسانية.
وفي تقريرها النهائي للعام 2018، قالت اللجنة إنها «حددت عددا صغيرا من الشركات، سواء داخل اليمن أو خارجه، تعمل كشركات في الواجهة» من خلال استخدام وثائق مزيفة لإخفاء التبرعات النفطية.
وأضاف التقرير أنّ النفط كان «لفائدة فرد مدرج» على لائحة الأمم المتحدة للعقوبات.
وقال التقرير المؤلف من 85 صفحة والذي تم إرساله إلى مجلس الأمن «العائد من بيع هذا الوقود استخدم في تمويل حرب الحوثيين».
ووجدت اللجنة أن «الوقود تم شحنه من موانئ في إيران بموجب وثائق مزيفة» لتجنب تفتيش الأمم المتحدة للبضائع.
وأشار الخبراء في تقارير سابقة إلى صلة إيرانية بالصواريخ التي أطلقها الحوثيون صوب أهداف في السعودية، وذلك بعد أن زاروا الرياض لتفقد بقايا الصواريخ.
وفي تقرير سابق للجنة، قال الخبراء إنهم يحققون في تبرعات وقود إيرانية شهرية بقيمة 30 مليون دولار.
في نيويورك، أشادت وكيلة الأمين العام للشؤن السياسية بالأمم المتحدة روزماري ديكارلو، بالتعاون الذي تبذله الحكومة الشرعية اليمنية في الجانب السياسي والإنساني والاقتصادي.
ونوهت خلال لقاء مع مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله السعدي في نيويورك، بالمعلومات التي تقدمها الحكومة اليمنية، التي من شأنها إيضاح الحقائق أمام مجلس الأمن و المجتمع الدولي حول عدم التزام المليشيا الحوثية بأي اتفاقات سلام.
وفي الرياض، بحث المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله الربيعة، مع المنسقة المقيمة للأمم المتحدة ومنسقة الشؤون الإنسانية في اليمن السيدة ليز غراندي، في مقر المركز بالرياض أمس، المنحة المقدمة من المملكة ودولة الإمارات بمبلغ 500 مليون دولار للأمم المتحدة، للتخفيف من معاناة اليمن في عام 2018 والاستفادة المثلى منها، وكذلك منحة رواتب المعلمين عبر منظمة اليونسيف.
وناقش الجانبان إيجاد طريقة لضمان قياس مستوى المجاعة والعمل على تخفيض مستواها بدلائل علمية يمكن قياسها، إضافة إلى مناقشة الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين خلال العام 2019.
في شأن آخر، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، أمس، أن قواته بدأت في محافظة شرورة إجراءات إعادة 9 أطفال جندتهم ميليشيات الحوثي كمقاتلين.
وقال التحالف إن تسليم الأطفال المجندين للحكومة الشرعية كان بحضور ممثل للصليب الأحمر الدولي، والهلال الأحمر السعودي و»حقوق الإنسان»، مضيفا إن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران لا تزال مستمرة في تجنيد الأطفال وتعريضهم للهلاك.
وأشار إلى أن قوات التحالف قامت حتى الآن بحماية 111 طفلا من الموت، وسلمتهم لذويهم بعد العلاج والتأهيل، مشدداً على أن سلامة الأطفال وعدم الزج بهم في الحروب وتأثرهم بها تأتي على رأس أولوياته.