خطيب المسجد النبوي يتحدث عن مكانة وصفة عرش الرحمن والحكمة من خلقه
تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي في المدينة المنورة، الشيخ عبدالمحسن القاسم في خطبة الجمعة اليوم، عن مكانة وصفات عرش الرحمن عز وجل والحكمة من خلقه.
وقال فضيلته ‘‘إن الله تعالى موصوف بصفات الجلال كامل في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا نظير له ولا شبيه ولا مثيل {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} ومن أخص أسمائه عز وجل الخالق الخلاق والخلق فعله وصفته ولا تجوز هذه الصفة لغيره وهو أصل كل حقيقة فجميع الحقائق تنتهي إلى خلقه سبحانه‘‘.
وأضاف الشيخ عبدالمحسن القاسم، أن أعظم مخلوقات الله سبحانه وأكبرها عرش الرحمن وصف الرب بالعظمة فلا يعلم قدر سعته وكبره إلا الذي خلقه وهو مخلوق مربوب أثنى على نفسه بربوبيته له فقال سبحانه (رَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) ومدح ذاته بملكه إياه فقال سبحانه (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ) أضافه تعالى إلى نفسه تشريفا وتكريما فقال سبحانه (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيد) وخلقه الله قبل السموات والأرض فقال سبحانه ( وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عملاً )، وقال صلى الله عليه وسلم كان الله ولم يكن شيء وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، وخلق السموات والأرض.
وأوضح فضيلته، أن الله سبحانه أول ما خلق القلم أمره بكتابة المقادير وكان العرش قبله مخلوقا مستشهدا فضيلته بقول الرسول صلى الله عليه وسلم كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء والعرش غيب لا نراه في الدنيا وقد أخبرنا الله عز وجل ببعض صفاته لتحقيق الإيمان بالله وعلوه على خلقه فعرش الله عز وجل كالقبة فوق العالم وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال عليه السلام إنَّ عرشَه على سماواتِه لهكذا، وقال: بأصابعِه مثلُ القُبَّةِ عليه.
وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن لعرش الرحمن سبحانه وتعالى قوائم وجانب، مستشهدا بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم فإن الناس يصعقون فأكون أول من تنشق عنه الأرض ، فإذا أنا بموسى أخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أكان فيمن صعق أم حوسب بالصعقة الأولى وكان العرش على الماء قبل خلق السموات والأرض قال سبحانه وتعالى (وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) ولا يزال على الماء بعد خلقها قال عليه الصلاة والسلام والعرش فوق الماء، والله فوق العرش، لا يخفى عليه شيء من أعمالكم.
وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن العرش أعلى المخلوقات وأرفعها وهو سقف لها خصه الله بالقرب فليس في الخلق شيء أقرب إليه سبحانه منه والله طيب لا يقرب منه إلا طيب خلق الله سبحانه العرش وأختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق وصفه الله تعالى بالمجد ومجده في عظمته وعلو مقداره كريم جامع لخصال الحمد لا أشرف في المخلوقات منه حسن المنظر بهي الشكل .
وبين الشيخ القاسم أن العرش أثقل المخلوقات وزنا مستشهداً فضيلته بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن جويرية رضى الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته.
وأوضح الشيخ القاسم أن الله سبحانه وتعالى قد وكل أربعة ملائكة عظام بحمل عرشه في الدنيا لا يفارقون التسبيح له والثناء عليه سبحانه والاستغفار للمؤمنين والآخرة يحمله ثمانية ملائكة ويأتي الله عز وجل عليه للفصل بين الخلائق .