تعرف على الجندي السعودي الذي اسقط طائرة حربية روسية بنجران
قبل 55 عام حلقت طائرة حربية من نوع إليوشن روسية الصنع فوق منطقة نجران مطلقتاً قذائفها على الاراضي السعودية، لكن بعد لحظات قليلة تتفاجأ الطائرة المعادية بقذائف يطلقها مدفع مضاد للطائرات وينجح في اصطيادها واسقاطها في قصة تحمل تفاصيل مذهلة وبطولة ليست غريبة على جنود هذا الوطن.
الزمن: عام 1962م ،، الحدث: الحرب اليمنية الاهلية
اندلعت في ذلك العام الحرب الاهلية اليمنية التي اشتعلت شرارتها الاولى بانقلاب عسكري قاده المشير عبدالله السلال ضد النظام اليمني في ذالك الوقت الذي كان يحكمه الامام محمد البدر، انتشرت الفوضى وعم الدمار في اليمن حتى استعان الامام محمد البدر بالحكومة السعودية في ايام حكم الملك سعود بن عبد العزيز، وبنفس السيناريو الحالي انطلقت العمليات العسكرية السعودية دعماً للشرعية اليمنية ضد الانقلاب الذي قاده المشير السلال بدعم من إحدى الدول العربية.
ورغم تواضع الامكانيات العسكرية السعودية في ذلك الوقت بحكم بداية عهد الدولة السعودية إلا انها قدمت ما تستطيع للدولة اليمنية، وجهزت حدودها بقدرات عسكرية جيدة لمنع اي محاولات اعتداء من قِبل قوات الإنقلاب والدولة الداعمة.
وفي احد الايام من عام 1963م طائرة حربية من نوع إليوشن روسية الصنع تبدأ في اختراق الاجواء السعودية في منطقة نجران مطلقتاً قذائفها على الاراضي السعودية، بينما على الارض في مكان يُدعى “المراطه” مدفعية مضاده للطيران أقل بكثير من امكانات الطائرة لكنها كانت مجهزه بأحد الجنود السعوديون الذي كان لا يأبه الموت دفاعاً عن ارض الوطن، وبسبب قلة افراد القوات المسلحة السعودية في ذلك الوقت، كان يعمل على المدفع المضاد للطائرات جنديين فقط، احدهما كان يعاني من إصابة منعته من الحضور للقيام بدوره في مساعدة الرامي الجندي “محمد محسن الصعيب الوادعي“، الذي سوف يسطر اسمه باحرف من ذهب في تاريخ القوات المسلحة السعودية.
حلقت الطائرة فوق المكان مستمرة في القاء القدائف ليبدأ الجندي في تلقيم مدفعيته بالقذائف واطلاقها نحو الطائرة، لكنه واجه صعوبة كبيرة في القيام بمهمتين تتطلب وجود اكثر من جندي، الرماية وتلقيم المدفعية في نفس الوقت، لتلمحه امرأة سعودية كانت بحانب بئر قريبة من المدفعية وتوجهت نحوه وعرضت عليه المساعدة، ليطلب منها جلب القذائف وتقريبها منه لتلقيمها واطلاقها بأسرع وقت، فانطلقت سريعاً البطلة “سيدة بنت هادي اليامي” وساعدت الجندي محمد محسن في مهمته ليتحقق ما يُعتبر مستحيل وتصيب إحدى قذائف المدفع طائرة اليوشن وتُسقطها ارضاً، فوق جبل همدان حيث جُلب بقاياها لاحقاً لتوضع بجانب اماره منطقة نجران بأمر من امير المنطقة خالد السديري.
انتشر الخبر سريعاً في زمن انعدمت فيه وسائل التواصل والاعلام، وكرمت الحكومة السعودية الجندي البطل والمرأة الشجاعة، حصل فيها الجندي محمد محسن الصعيب على جوائز وحوافز مادية وحصلت سيدة بنت هادي اليامي على مكرمة من الملك راتب يُصرف مدى الحياة لها.
هذه القصة ربما تُنشر للمرة الاولى اعلامياً لتعيد للذاكرة قصة ابطال افراد القوات المسلحة السعودية على مر الزمان، لترتبط شجاعة الماضي ببطولات الحاضر.