السرحان: الإرهاب وضعف الدولة القومية وقضية فلسطين أبرز مشاكل المنطقة
أكد د. سعود السرحان، الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن الصراع العربي- الإسرائيلي يعد من المشكلات الرئيسية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى الإرهاب وضعف الدولة القومية، لافتًا إلى أن مبادرة السلام العربية والتي طرحت عام 2002م يجب أن تكون هي أساس الحل.
وأشار السرحان خلال مشاركته في فعاليات الدورة السادسة بمنتدى السلام العالمي التي أقيمت تحت عنوان “مواجهة تحديات الأمن العالمي: تكاتف الجهود، تحمل المسؤولية، تحقيق الإصلاح” مطلع هذا الأسبوع بجامعة تسينغهوا الصينية ومعهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية، إلى وجود ثلاث مشكلات رئيسية مهمة تواجهها منطقة الشرق الأوسط، يتمثل أولها في الصراع العربي- الإسرائيلي، مشددًا على أن الوقت قد حان لإيجاد حل لهذه المشكلة التي طال أمدها.
ولفت السرحان إلى أنه بعد مرور نحو 15 عامًا على طرح هذه المبادرة الشاملة والعادلة دون أن تلق أي رد عليها من إسرائيل سواء بالقبول أو الرفض، محملاً المجتمع الدولي مسؤولية ممارسة مزيد من الضغوط على إسرائيل لحملها على الجلوس إلى الطاولة لمناقشة المبادرة، لأنه تمثل أفضل سبيل إلى حل هذا الصراع الطويل.
وأضاف السرحان أن المشكلة الثانية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط تتمثل في ضعف الدولة القومية وبنفس الوقت وجود العديد من اللاعبين الذين يقومون بأداء أدوار مختلفة يفترض من الدولة القومية القيام بها، وهم أشبه بميليشيات مثل الحوثيين في اليمن، والميليشيات في العراق، مشيرًا إلى أن مثل هؤلاء اللاعبين يملكون جناحًا عسكريًا وأحزابًا سياسية في البرلمان، ولهذا فإنه من الأهمية بمكان تدعيم وتقوية دور الدول القومية في المنطقة لأن ذلك من شأنه وقف الكثير من الصراعات الحاصلة الآن.
وانتقل السرحان خلال مشاركته للحديث عن المشكلة الثالثة التي تكمن في قضية الإرهاب التي تعد عرضًا من أعراض الضعف الذي يعتري الدولة القومية، لأنه بمجرد أن تكون هناك دولة قومية قوية كما هو حاصل في بعض الدول العربية الكبرى، يصبح الإرهاب ضعيفًا للغاية.
ونوه السرحان بوجود العديد من السبل لمكافحة الإرهاب، أولها وبشكل عاجل وملح تتمثل في محاربته عسكريًا لإلحاق الهزيمة بميليشياته وعناصره وتقديمهم للعدالة، وثانيها من خلال مكافحة الآيديولوجيا التي تحملها الجماعات المتطرفة والتي تقف وراء الإرهاب وزعزعة الاستقرار.
واختتم الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مشاركته بالمطالبة بحماية المدنيين العزل في جميع أنواع الصراعات والحروب، مؤكدًا وعلى وجه السرعة على الأهمية الكبرى في وقف عمليات إراقة الدماء وحماية المدنيين في سوريا، مشيرًا إلى أن ذلك يجب أن يكون أول ما يطرح على الطاولة قبل الحديث عن أي حلول سياسية حول مستقبل سوريا.
وضمت الجلسة النقاشية إضافة للسرحان، السيد وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط ونائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية، وباسكال بونيفاس مدير المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية والاستراتيجية، وكورتونوف أندري مدير عام المجلس الروسي للشؤون الدولية، الذين قدموا عدة رؤى حول صنع السلام في الشرق الأوسط يأتي في مقدمتها عدم تهميش القضية الفلسطينية نظرًا لكونها قضية محورية تؤثر منذ أمد طويل على الوضع العام بالمنطقة ولا يزال المجتمع الدولي يشعر بقلق بالغ حيالها، وعدم ربط الإرهاب في أمة أو دين معين، إضافة إلى مسألة التنمية وارتفاع معدلات البطالة وهي المشكلات التي تحمل أهمية بالغة في حل قضايا الشرق الأوسط فلا استقرار من دون تنمية ولا تنمية من دون استقرار، كما شددوا على أن استقرار مصر يمثل ثقلاً ينعكس إيجاباً على جميع دول المنطقة.