رحيل عادل محمود .. “العالم المصرى منقذ الملايين من فيروس روتا والورم الحليمى ” في صمت
فى صمت وبلا اهتمام إعلامى رحل العالم المصري عادل محمود الذى كان له الفضل في اختراع تطعيمات فيروس الورم الحليمي وفيروس روتا.
واعلنت صحيفة “نيويورك تايمز” إن عادل محمود توفي يوم 11 يونيو ٢٠١٨
نتيجة نزيف في المخ بمستشفى جبل سيناء في مانتهاتن بنيويورك، ولم ينشر الخبر إلا في 13 يونيو ، بينما لم يصل الخبر للإعلام العربي إلا في الـ24 ساعة الأخيرة، رغم مساهمته في إنقاذ حياة الملايين بالتطعيمات التي اخترعها.
من هو عادل محمود ؟
عادل محمود من مواليد 1941 في القاهرة وروى أن سبب اتجاهه للطب هو أول موقف واجهه مع المرض عندما ذهب للصيدلية في عمر العاشرة لشراء عقار البنسلين لوالده المحتضر نتيجة إصابته بالالتهاب الرئوي لكنه لم يتمكن من إنقاذ والده لوصوله متأخرا.
تخرج عادل محمود عام 1963 من كلية الطب بجامعة القاهرة محققا بذلك حلم والدته فتحية عثمان التي كان تم قبولها في كلية الطب بنفس الجامعة في شبابها ولكن منعها شقيقها من استكمال تعليمهال انه كان يرى أن النساء لا يجب أن يكن أطباء.
واتنقل محمود للندن عام 1968 لاستكمال تعليمه وفي 1973 انتقل للولايات المتحدة وأصبح باحثا في جامعة كايس ويسترن ريزيرف بكليفلاند في ولاية أوهايو حيث ترقى هناك لمنصب رئيس قسم الطب في 1987.
ولكن العمل الأهم في حياته كان عام 1988 عندما عمل لصالح شركة ميرك كرئيس لقسم التطعيمات، حيث أشرف على اختراع تطعيم فيروس الورم الحليمي المتسبب في العديد من وفيات الأطفال، وأيضا تطعيم مرض فيروس روتا الذي كان يسبب أنواع عدة من مرض السرطان.
وفي عام 1998 تقاعد من العمل في الشركة واتجه للتدريس الجامعي وكان أهم مناصبه الجامعية هو أستاذ بكلية وودرو ويلسون لقسم البيولوجيا والأمراض المعدية بجامعة برينستون عام 2006.
بعدها قام بأحد أشهر أعماله على الإطلاق وهو المساهمة في حل أزمة التطعيمات عام 2013 الذي شهد انتشارا لعدد من حالات التهاب السحايا بين طلبة الجامعة ولم يكن في الولايات المتحدة أي تطعيمات لهذا المرض ولم يتم تصنيع التطعيمات في أمريكا أصلا، عندها استخدم صلاته مع الجامعات الأوروبية لجلب المصل والتطعيمات لمساعدة الجامعة وكان من تدخل أيضا لدى إدارة أوباما حتى يتم الحصول على تصاريح دخول التطعيمات.
وبعد انتشار مرض إيبولا في غرب أفريقيا عام 2014 بدأ حملة لإنشاء صندوق دولي للأمصال والتطعيمات على مستوى العالم استعدادا لانتشار أمراض بشكل مفاجئ.