الوزراء لـ”مؤتمر الأوقاف”: علينا تكوين رؤية إستراتيجية وحضارية تنتهج الوسطية والاعتدال واستقرار الشعوب
قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، المهندس فريد أسد عمادي، خلال كلمته الافتتاحية لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي: “نجتمع اليوم في ظروف إقليمية دقيقة لا تخفى على أحد تفرض علينا وبإلحاح شديد إدراك خطورتها ومدى تأثيرها في عالمنا الإسلامي من أجل استنباط السبل الكفيلة للتعاطي معها والتعاون في مواجهتها بروح التنسيق والتعاون التي أمرنا الله بها في قوله الخالد: {وتعانوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} كما تستوجب علينا توحيد الرؤية والمواقف في المجالات الإسلامية المختلفة المرتبطة بالمواطنة والتعايش السلمي بين أطياف المجتمع الواحد لا سيما وأن الله تعالى حبانا بإمكانات هائلة وقدرات ميسرة هي فقط بحاجة إلى شيء من التنسيق والتكامل وتوزيع الأدوار والتعاون البناء ليظهر أثرها على أمتنا وتعيشها واقعاً ملموساً وبرامج عملية وحياة معاشة”.
وأضاف: “كما أننا بحاجة اليوم إلى أن ينتظم في مؤسساتنا الدينية التي كلفنا الله بها وأقامنا عليها لخطاب وسطي راشد يوائم بين الواقع والشريعة؛ ليحقق مصالح الشعوب ومقاصد التشريع في حفظ مصالح العباد عاجلاً وآجلاً وجميعنا يعلم كم تسبب غياب هذا الخطاب الراشد في كوارث عظيمة ومضار شنيعة زادت من تعميق حالة التخبط والتناحر في الأمة، ونتج عن ذلك تبلور اتجاهات في التنظير والحركة تنزع النصوص الشرعية من سياقاتها وتنزلها على غير مناطاتها في قضايا تمس استقرار المجتمعات الإسلامية وتماسكها”.
وأردف: “علينا نحن المسؤولين عن الشأن الديني في بلادنا أن نستعرض مشاريع جادة وفاعلة لتكوين رؤية إستراتيجية وحضارية رائدة تنتهج الوسطية والاعتدال وتعمل على استقرار الشعوب وحفظ مصالحها بعيداً عن الفرقة والتنازع والنظرات الضيقة”.
وطرح المهندس فريد عمادي أمام المجتمعين ثلاثة مشاريع للاطلاع على نماذجها وتطبيقاتها واتخاذ قرارات بشأنها وهي: تعزيز الاعتدال الفكري والمنهجي ومواجهة الفكر المتطرف، وتأهيل أئمة المساجد وتعزيز الدور المناط بهم، وتعزيز دور الشباب وإدارة مواهبهم.
كما ألقى رئيس المجلس العلمي المحلي بالمغرب إدريس بن دويا كلمة شدد فيها على مسؤولية العلماء في هذا الزمان الذي عظم فيه الالتباس في النظر إلى الدين واستفحلت فيه الانحرافات في كثير من القضايا، وقال: “إن يقين العلماء بأماناتهم من خلال استشعارهم لما أنيط بهم من أمانات جعلها الله وسيلة حفظ الدين واستمرارية الخير الذي أراده بالبشرية، أمانات تبتدئ بأمانة الدين الذي يدفع عنه عوادي الفساد، ثم أمانة الشريعة، وأمانة التبليغ الذي يضمن بواسطته العلماء استمرار التدين المعتدل تبليغاً يشهدون فيه تحقيق العبودية لله، وأمانة الشهادة على الناس والقائمة على وسطية لا تغلو إلى مثالية حالمة ولا تشفو عن واقعية متقدمة”.
وألقى أمين عام وزارة الشؤون الدينية بجمهورية إندونيسيا الدكتور نور سيام، كلمة تناول فيها مجموعة من القضايا التي تشغل الرأي العام الإسلامي، ومنها: الوسطية في التدين، والتغلب على التطرف والتشدد والإرهاب، والكراهية ضد الإسلام، وتفعيل الزكاة والوقف، مسهباً الحديث في كل منها.
ودعا ــ في ختام كلمته ــ الحكومات والشعوب في جميع البلاد المسلمة أن تنهض لتقوية أنفسهم، وتنمية إمكانية اقتصاد بلادهم، والارتقاء بمستوى كفاءات الموارد البشرية، وتطوير قطاعات الاقتصاد الصغير والمتوسط والكبير، وترقية وتطوير رسالة المساجد والمؤسسات التعليمية الدينية كمصدر لتوعية الحياة الدينية، كما ينبغي للدولة والشعب أن تحارب أخطار الفقر والفجوة الاقتصادية والتغلب على أمراض المجتمع كالمخدرات ونحوها، وتقوية مناعة الأسرة.
وفي ذات الجلسة، ألقى الوزير والمستشار لرئيس الشؤون الدينية في جامبيا دمبا فادي بوجانق كلمة أكد فيها أهمية اجتماعات المجلس والموضوعات المطروحة للنقاش، مشدداً على أهمية الخروج بتوصيات ونتائج تعالج الكثير من القضايا المعاصرة التي تهم الرأي العام الإسلامي.
جاء ذلك خلال مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، حيث ألقى عدد من الوزراء أعضاء المجلس التنفيذي كلمات في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الحادية عشرة، والتي بدأت في مكة المكرمة اليوم الأحد السابع والعشرين من شهر شعبان ١٤٣٩هـ الموافق الثالث عشر من شهر مايو ٢٠١٨م، في وقت سابق اليوم.