في إطار فعاليات الاحتفال بمرور 40 عاماً على تأسيسها، نظّمت جائزة الملك فيصل مجموعة من المحاضرات العلمية للفائزين بالدورة الأربعين للجائزة، وذلك تعزيزاً لقيمة نشر ونقل وإشاعة المعرفة، كأحد مسارات استعراض أفضل الممارسات الدولية والركائز المحفزة على الابتكار والإبداع لخدمة البشرية.
وحظيت محاضرة البروفيسور العالمي، الدكتور إرواندي جاسوير، الفائز بجائزة خدمة الإسلام لهذا العام، والتي ألقاها بجامعة الملك سعود في الرياض، باهتمام خاص من الحضور، حيث استعرض البروفيسور طرق تسخير التكنولوجيا وأهميتها في تطوير علم الحلال مستشهداً بجهاز الأنف الإلكتروني المحمول الذي ابتكره ليساعد المسلمين على الكشف خلال ثوانٍ معدودة على وجود دهن الخنزير أو الكحول في الأغذية والمشروبات. يتكوّن الجهاز من وحدات استشعار إلكترونية ونظام خاص للتعرف على الروائح البسيطة أو حتى المعقدة للكشف عن المكونات غير الحلال أو غير الآمنة مثل دهون الخنزير.
وتناولت المحاضرة التعريف بأهمية علم الحلال في تطوير قطاع الصناعة في المجتمعات الإسلامية، وتحدّث خلالها عن التجربة الماليزية في هذا المجال مؤكداً أن قطاع الحلال هو المحرك الجديد للنمو الاقتصادي، وتمتلك ماليزيا اليوم مصانع وهيئات ومراكز لمراقبة تصنيع المنتجات والسلع الحلال وتقيدها بالمعايير الموضوعة وخلوها من المكونات غير الحلال.
وخلال المحاضرة، استعرض الدكتور إرواندي جاسوير سوق الحلال العالمي مبيناً أن حجم هذا السوق بلغ 3.1 تريليون دولار ، وكان نصيب الأغذية الحلال منه حوالي 0.58 تريليون والمنتجات الأخرى الحلال 1.52 تريليون، والخدمات اللوجستية 1 تريليون دولار. وذكر أن هناك ثلاث محركات رئيسية لنمو السوق العالمي للحلال تتمثل في التعداد السكاني المتزايد للمسلمين، والاقتصاد المتنامي في الدول الإسلامية، وظهور أسوق الحلال المحتملة، ضارباً مثلاً بالصين والهند. وأوضح أن حجم سوق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية الحلال بلغ 150 مليار دولار، منوهاً إلى أن سوق مستحضرات التجميل في الشرق الأوسط عموماً ينمو بنسبة 12 % سنوياً ويُقدّر بـ 2.1 مليار دولار.