ترامب يصفع إيران وأوروبا.. ويعلن عودة العقوبات المدمرة على إيران
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة العمل بالعقوبات الأمريكية على طهران، وذلك في خطوة يخشى أن تترك تداعيات واسعة على إيران والعلاقات الأمريكية – الأوروبية.
وقال ترامب في كلمة متلفزة، ألقاها في البيت الأبيض: أُعلنُ اليوم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني. واصفًا إياه بأنه “كارثي”.
كما أعلن إعادة العمل بالعقوبات على إيران متهمًا إيران بأنها “تكذب” في شأن ملفها النووي.
وحذر ترامب إيران من مواجهة مشاكل أكبر إذا واصلت أنشطتها النووية، معتبرًا أن إيران “تستحق حكومة أفضل”.
وأعلنت المملكة العربية السعودية ودول خليجية تأييدها لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فور انتهاء ترامب من كلمته.
وفي المقابل عبَّرت فرنسا وألمانيا وبريطانيا في بيان صدر عن الإليزيه عن أسفها للقرار الأمريكي. وقبل بضع ساعات من إعلان قراره كان ترامب هاتفيًّا مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون. وأعلنت الرئاسة الفرنسية الثلاثاء أن ماكرون سيتشاور مع المستشارة الألمانية أنغيلا مريكل ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي قبل إعلان دونالد ترامب. ولم تصدر معلومات إضافية عن هذا التشاور.
وكان ماكرون قد زار واشنطن قبل أسبوعين في محاولة لإقناع نظيره الأمريكي بعدم التخلي عن الاتفاق، مقترحًا في الوقت نفسه التفاوض مع إيران حول “اتفاق جديد”، يأخذ القلق الأمريكي في الاعتبار.
وأيدت المستشارة الألمانية أنغيلا مريكل هذا الموقف، وذلك بحسب فرانس برس. لكن موقف ترامب يعبِّر عن وصول المحادثات المكثفة التي جرت منذ أشهر بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين إلى طريق مسدود مع رفض برلين ولندن وباريس إعادة صياغة الاتفاق.
وأُبرم الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة من الدول عام 2015 في ختام 21 شهرًا من مفاوضات صعبة.
ويصف الأوروبيون الاتفاق بالتاريخي، ويستندون إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقوم بعمليات تفتيش في إيران تؤكد بانتظام التزام طهران ببنود الاتفاق الهادف لضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني.
وكان الاتحاد الأوروبي قد كرر الثلاثاء التعبير عن دعمه للاتفاق النووي. والتقى مسؤولون من بريطانيا وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عرقجي في بروكسل “وكرروا دعمهم التطبيق الكامل والفعّال للاتفاق من جانب جميع الأطراف”، كما قال الاتحاد في بيان.
وسيخلف قرار ترامب إعادة فرض عقوبات على إيران تداعيات دولية واسعة بالغة الخطورة؛ إذ سيزيد صعوبة الاقتصاد الإيراني المنهك أساسًا، ويصعّد التوترات في الشرق الأوسط، ويوسع الخلاف بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.
ومنذ أن كان مرشحًا جمهوريًّا للرئاسة وعد ترامب بإلغاء الاتفاق الذي أبرمته إدارة سلفه باراك أوباما منتقدًا وجود “ثغرات رهيبة” فيه. وفي يناير أمهل ترامب الأوروبيين حتى 12 مايو لتشديد بعض النقاط الواردة في الاتفاق: عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والرفع التدريجي بدءًا من 2025 لبعض القيود على الأنشطة النووية الإيرانية.
كما انتقد ترامب مرارًا الاتفاق أيضًا؛ لأنه لا يتطرق بشكل مباشر إلى برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية، ولا إلى دور طهران الذي يعتبره “مزعزعًا للاستقرار” في الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه الذي كان يدلي فيه ترامب بخطابه أعلن الجيش الإسرائيلي أنه طلب من السلطات المحلية في هضبة الجولان المحتلة أن تفتح وتحضر الملاجئ المضادة للصواريخ بسبب “أنشطة غير مألوفة للقوات الإيرانية في سوريا” في الجهة الأخرى من خط التماس. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه “تم نشر منظومات دفاعية”، وإن القوات الإسرائيلية “في حالة استنفار قصوى في مواجهة خطر هجوم”. وأضاف بأن “الجيش الإسرائيلي مستعد لمواجهة مختلف السيناريوهات، ويحذر من أن أي اعتداء على إسرائيل سيستدعي ردًّا شديدًا”.