وفد إعلامي سعودي يزور الصين بدعوى من شركة “هواوي” و يطلع على أحدث الابتكارات التقنية
في إطار الجهود الحثيثة الحالية التي تبذلها المملكة لتسليط الضوء على دور الابتكارات التقنية الحديثة في دفع عجلة التطوير والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لبى وفد إعلامي سعودي دعوة شركة “هواوي” لزيارة الصين، حيث أمضى أسبوعاً في الصين أجرى خلاله زيارات ميدانية في مقر شركة “هواوي” بمدينة شنزن الصينية وتجوّل في مختلف منشآتها، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة شنغهاي لزيارة مقر الشركة الأكبر للأبحاث والتطوير، والقيام بعدد آخر من الجولات الميدانية على مشاريع هامة تتضمن تطبيق أحدث الابتكارات التقنية في عدد من القطاعات الحيوية.
هدفت الزيارة لإطلاع الصحفيين على دور أحدث حلول تقنيات المعلومات والاتصالات في حقبة التحوّل الرقمي وكيفية مساهمة قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في تمكين الحكومة السعودية لبناء اقتصادها المستدام القائم على المعرفة، بحيث يقوم الصحفيين بدورهم على مستوى التوعية الجماهيرية وتسليط الضوء على التجارب والخبرات التي يمكن نقلها للمملكة للاستفادة منها في مسيرة التنمية والتطوير المنشودة لكافة القطاعات.
أتاحت “هواوي” للوفد السعودي فرصة التجول في مختبراتها ومراكز أبحاثها ولقاء كبار الرؤساء التنفيذين فيها لحوارهم حول أفضل الحلول التقنية والتجارب والخبرات التي يمكن الاستفادة منها في المملكة، وعلى رأسها الدور المتوقع لشبكات الجيل الخامس (5G) أن تلعبه على صعيد الارتقاء بمستوى أعمال الشركات والخدمات المقدمة للأفراد.
تضمنت زيارة الوفد السعودي جولة في عدد من معارض الشركة المتخصصة بشبكات الاتصالات ومركز الإحاطة التنفيذي التابع لمجموعة أعمال “هواوي إنتربرايز” لقطاع المشاريع والمؤسسات ومختبر “هواوي” للابتكار ومركز البحث والتطوير في شنزن، بالإضافة إلى أكاديمية “هواوي” المتخصصة بتدريب الكوادر البشرية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات. كما قام الوفد بزيارة مصانع “هواوي” وخطوط إنتاج أحدث هواتفها P20 الذي أحدث ضجة كبيرة بعد طرحه كونه أول هاتف ذكي في العالم مزوَّد بثلاث كاميرات وأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي. وعقب اختتام جولتهم، التقى الصحفيون السعوديون السيد جولي كيلي، نائب رئيس الشركة للشؤون الإعلامية الدولية، الذي قدم لهم عرضاً خاصاً عن الشركة، تبعه حلقة نقاش مطوّلة أجاب خلالها على أسئلتهم المتعلقة بأحدث الحلول المبتكرة من “هواوي”، ودور الشركة في دعم مسيرة التحوّل الرقمي في المملكة.
كذلك فقد زار الوفد مركز ومعرض شركة “تشاينا تيلكوم” لخدمة العملاء، حيث رحب مدير عام “شنزن تيلكوم” شخصياً بالوفد الصحفي وقدم لهم عرضاً عن أحدث الحلول والخدمات التي تقدمها الشركة، ليناقش معهم بعد ذلك أفضل الممارسات المعتمدة في الشبكات المنزلية ذات النطاق العريض وتطبيقات “إنترنت الأشياء” ذات النطاق المحدود في قطاعات هامة مثل النقل والرعاية الصحية والتعليم، وإمكانيات تطبيقها في المملكة.
وفي مدينة شنغهاي، زار الوفد مركز “هواوي” للبحث والتطوير وعدداً من مواقع الشركاء وقام بجولات ميدانية على عدد من المشاريع الهامة التي تطبق أحدث الحلول والابتكارات التقنية كقطاع النقل والتعليم والصحة، حيث تعرف الوفد على طرق جديدة للاستفادة من حلول تقنية المعلومات والاتصالات في مجموعة من الصناعات والقطاعات. ومن أبرز الزيارات الميدانية التي قام بها الوفد في شنغهاي جولة في القطار السريع الذي تبلغ سرعته القصوي 460 كلم بالساعة، ومزود بتقنية الواي فاي التي تفر الانترنت داخله.
رؤية واستراتيجية “هواوي” لتقنيات الجيل الخامس (5G)
من أبرز الأمور التي اطّلع الوفد الإعلامي السعودي عليها وتوسع في نقاشاتها رؤية “هواوي” لخوض غمار دخول حقبة الجيل الخامس التي يتوقع لها أن تمنح المجتمعات التجربة الأفضل والأكثر تواصلاً وذكاءً، حيث تلعب “هواوي” حالياً دوراً هاماً في تمكين شبكات الجيل الخامس وخصصت لذلك أكثر من 600 مليون دولار أمريكي لأعمال البحث والتطوير منذ العام 2009. كما أسست الشركة 11 مركزاً للبحث الميداني في مختلف أرجاء العالم، ووطدت أواصر تعاونها مع أكثر من 30 شركة اتصالات عالمية بهدف تطوير تقنيات الجيل الخامس (5G). وفضلاً عن ذلك، افتتحت الشركة “مختبرات هواوي اللاسلكية للاستكشاف” بهدف مناقشة التحديات التي تواجه تقنيات الجيل الخامس ونجحت من خلالها في تقديم حالات استخدام غير مسبوقة للشبكة.
وتستهدف استراتيجية أعمال “هواوي” الحالية قيام الشركة بلعب دور محوري في تسريع خطى اعتماد تقنيات الجيل الخامس في العالم بأسره. وكان مشروع شراكة الجيل الثالث، وهو عبارة عن مؤسسة عالمية لتطوير معايير شبكات الاتصالات قد أطلق مؤخراً مجموعة كاملة من مواصفات المرحلة الثانية حدد من خلالها هيكلية نظام شبكة الجيل الخامس والمعايير المناسبة من حيث المزايا وقابلية تطبيق أنظمة الجيل الخامس والعمليات التجارية بما يتيح للشركات بدء عمليات التصنيع وفقاً لهذه الأنظمة. وكانت “هواوي” أول شركة تتغلب على التحديات التي تعيق إطلاق العمليات التجارية لشبكات الجيل الخامس (5G) وذلك من خلال إطلاق “بالونج 5G01″، التجهيزات الأولى القائمة على تقنيات الجيل الخامس والمصممة لتلبية متطلبات العملاء. وتحولت “هواوي” بذلك إلى أول شركة تمتلك الإمكانيات في مجال رقاقات وأجهزة وشبكات الجيل الخامس، والأولى أيضاً في توفير حلول الجيل الخامس المتكاملة.
وتعرّف الصحفيون أثناء جولتهم في منشآت “هواوي” إلى بعضٍ من أهم استخدامات الجيل الخامس (5G)، واطلعوا على الدراسات النموذجية التي أجريت على الشبكات المنزلية ذات النطاق العريض، ودور تقنية “إنترنت الأشياء” ذات النطاق المحدود في خدمة أهم القطاعات بدءاً من المنازل الذكية والنقل وحتى الرعاية الصحية والتعليم.
كما تعرّف الصحفيون على مبادرة “السماء الرقمية التي تطلقها “مختبرات هواوي اللاسلكية للاستكشاف” لتوفر تغطية فضائية منخفضة وحاضنة للابتكار في تطبيقات القيادة الذاتية، بما يمكّن قطاع الملاحة الرقمية وذلك من خلال توفير تغطية موثوقة لشبكات الاتصالات المتنقلة على ارتفاع يصل إلى 500 متر. ويتوقع لهذه المبادرة أن تساهم في إطلاق عمليات التاكسي الطائر وطائرات المراقبة دون طيار في السماء بحلول العام 2020. ويذكر أن “هواوي” تتعاون اليوم مع “إيهانغ” لإطلاق أول تاكسي طائر دون سائق في العالم، وقد نجحت الشركتان باجتياز اختبارات الطيران في شنغهاي على ارتفاع يصل إلى 300 متر.
وأوضحت “هواوي” كيف ستؤثر تقنيات الجيل الخامس في قطاعات هامة مثل النقل والبنوك والتعليم والرعاية الصحية وحتى البترول والغاز. وتعرّف الصحفيون الموفدون على دور تقنيات الجيل الخامس في إحداث نقلة نوعية في قطاع الترفيه الذي يتم التركيز عليه حالياً في المملكة، وما توفره هذه الشبكات من سرعة عالية وزمن انتظار أقل لتطلق العنان لتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز الداعمين لقنوات هذا القطاع. ومن المتوقع أن تتاح أمام المشاهدين فرصة متابعة الحفلات الموسيقية المباشرة التي تُقام في في مختلف أنحاء العالم كما لو أنهم يقفون بين الجمهور. ويُشار إلى أن “مختبرات هواوي اللاسلكية للاستكشاف” تقوم الآن بتجريب إطلاق فعاليات مختلفة عبر القناة المباشرة للواقع الافتراضي القائم على تقنيات الجيل الخامس مثل الفعاليات الرياضية والحفلات الموسيقية بهدف منح المستهلكين هذه التجربة خلال السنوات القليلة القادمة.
واستعرضت “هواوي” أمام الوفد السعودي الإعلامي كيف ستساهم الحوسبة السحابية في تطوير تقنيات الجيل الخامس حيث يعتبر التحوّل نحو السحابة المتكاملة ركيزة أساسية في تطوير تقنيات الجيل الخامس التي تستلزم توفير شبكة ذات نطاق عريض بقدرة استيعابية أكبر وشبكات اتصالات واسعة النطاق وتجربة مستخدم بزمن انتظار أقل. وتبذل “هواوي” قصارى جهودها لتوفير هذه المواصفات الجديدة من خلال تطوير حلول “فيوجن كلاود” التي تتيح لها فرصة نشر التقنيات السحابية وتوفر منصة سحابية ذكية وبنى تحتية ذات أداء عالي وموثوقية أكبر بهدف إطلاق شبكة سحابية يمكن تطويرها لبلوغ حقبة الجيل الخامس (5G).
تقنيات الجيل الخامس في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط
الجدير بالذكر أن الدعوى التيى وجّهتها شركة “هواوي” للوفد السعودي تأتي تعبيراً عن التزامها بتوفير تقنيات الجيل الخامس في منطقة الشرق الأوسط عموماً والسعودية على وجه الخصوص، باعتبارها أحد المحاور الحيوية للمضي قدماً في عملية التحول الرقمي في المملكة. وهدفت الشركة من وراء دعوتها هذه إلى استعراض دور تقنيات الجيل الخامس في تسريع مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة التي تشهد أهم المبادرات الإقليمية تطوراً بفضل البنية التحتية المتطورة واالاعتماد على شبكات الجيل الرابع والنصف. وتساهم حلول “من الآلة إلى الآلة القائمة على شبكات الجيل الرابع والنصف ذات النطاق الضيق” في تطوير المدن الذكية. ويمكن لهذه التقنيات أن توفر الذكاء الاصطناعي ضمن المدينة بهدف ترشيد الاستخدام اليومي للطاقة (مثل التحكم عن بعد بأنظمة النقل العامة) وضمان الارتقاء بمستويات السلامة العامة (من خلال المراقبة عبر كاميرات الفيديو في الشوارع) أو حتى الاستفادة من نظام العدادات الذكية. وسنشهد بحلول العام 2020 تطوراً غير مسبوق في الشبكات المتنقلة المطورة ذات النطاق العريض (eMBB) القائمة على تقنيات الجيل الخامس (5G) وكذلك في تقنيات “إنترنت الأشياء” بما فيها تطبيقات الواقع الافتراضي والواقع المعزز والإنترنت الصناعي وتقنية القيادة الذاتية و”إنترنت السيارات”. وستساهم بذلك تقنيات الجيل الخامس (5G) في انتشار واعتماد تقنية “إنترنت الأشياء”.
وفي معرض تعليقه على زيارة الوفد الإعلامي السعودي للصين، تحدث دينيس زهانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “هواوي” في السعودية، قائلاً: “تشهد المملكة العربية مرحلة استثنائية ونقلة نوعية في تاريخها على مستوى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد بدأت فعلياً بعيش تجربة الأثر الاقتصادي والاجتماعي لعملية التحوّل الرقمي. ولا شك أن الاعتماد على الابتكارات التقنية وفي مقدمتها شبكة الجيل الخامس من شأنه أن يسرّع قدرتنا على الاستفادة من مزايا الرقمنة. ونسعى في ‘هواوي’ إلى تمكين كافة القطاعات في المملكة من تسريع خطى اعتماد وتنفيذ تقنيات المعلومات والاتصالات بما يطور أعمالهم ويحسّن نمط حيات الأفراد. ونأمل أن يكون ضيوفنا قد استفادوا من زيارتهم وأن يكونوا قد عادوا لبلدهم ولديهم رؤية واضحة وفهم أفضل عن طرق الاستفادة من تقنية المعلومات والاتصالات، بحيث يقوموا بدورهم بنقل هذه المشاهدات والتجارب والخبرات ووضعها في خدمة دعم مساعي قيادة المملكة الرشيدة المملكة في تنفيذ الأهداف المدرجة في رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحوّل الوطني 2020”.
وتأتي زيارة الوفد الإعلامي السعودي للصين بعد إطلاق عدد من مبادرات “هواوي” الهادفة إلى دعم عملية التحوّل الرقمي في المملكة. وكانت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في السعودية قد وقعت مؤخراً مذكرة تفاهم مع شركة “هواوي” لتأهيل الكوادر الوطنية في تقنية المعلومات والاتصالات وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال في القطاع بما يدفع بعجلة التنمية والتطوير في المملكة ويحقق أهداف رؤية السعودية 2030 وبرنامج التحوّل الوطني 2020. وتنص مذكرة التفاهم على إبرام اتفاقية بين “هواوي” ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بهدف تطوير مركز الابتكار في السعودية بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنية “إنترنت الأشياء” المصممة خصيصاً لتعزيز ريادة الأعمال في المملكة.
وسوف يستفيد 1500 مواطن سعودي من برامج “هواوي” التدريبية لتمكين المهارات في تقنية المعلومات والاتصالات، بدءاً من العام 2018 وحتى العام 2020. ومن المنتظر أن يُتوج كلٌ من برنامج قادة المستقبل وبرنامج المعهد الوطني للتدريب الصناعي بتوفير فرصة عمل بدوام كامل للمتدربين المتميزين. كما ستطلق “هواوي” أيضاً برامج توعية أثناء زيارة مركز “هواوي” الإقليمي للابتكار والتدريب والحلول المتكاملة (CSIC) بالإضافة إلى مسابقة مهارات تقنية المعلومات والاتصالات التي ستنطلق بمشاركة 5.000 طالب ومتدرب إضافي.
وستركز أعمال التطوير الإضافية المشتركة في مركز هواوي الإقليمي للابتكار والتدريب والحلول المتكاملة (CSIC) على تطوير واعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنيات “إنترنت الأشياء” بهدف تمكين ريادة الأعمال في السعودية. وستتيح أعمال التطوير والاستثمار الفرصة لرواد الأعمال لاستخدام هذه المنصات في مواصلة الابتكار وتدريب أنفسهم وشركاتهم بما يمكنهم من المساهمة بدور فاعل في مسيرة التحوّل الرقمي الشامل.
وكانت “هواوي” قد أطلقت قبل ثلاث سنوات برنامجها العالمي “بذورٌ من أجل المستقبل” في المملكة العربية السعودية بالتعاون مع هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بهدف اكتشاف وتجهيز وصقل المواهب السعودية الواعدة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات. كما نجح مركز “هواوي” للتدريب في العاصمة السعودية الرياض بتخريج أكثر من 4,000 مهندس منذ تأسيسه عام 2006 وشارك عدد أكبر في المبادرات التعليمية التي أطلقتها أكاديمية “هواوي” بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني والهيئة الملكية ينبع. وعلاوة على ذلك، تعاونت “هواوي” مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عام 2017 لإطلاق مسابقة مهارات تقنية المعلومات والاتصالات في السعودية. واستقطبت المسابقة أكثر من 10,285 طالباً من 121 مؤسسة تعليمية في الشرق الأوسط ونجح 6 طلاب سعوديين والعديد من المؤسسات السعودية في الحصول على جوائ