عام

هل نجحت الجنادرية ٣٢ ؟

     كثيراً ما قد نسمع من الناس حكماً مسبقاً بفشل المهرجان الوطني للتراث والثقافة ( الجنادرية ) قبل افتتاحه! وأرى أنه حكم غير موضوعي وقد جانب الحقيقة، ولا أدل على ذلك من تدفق مئات الآلاف من الأسر من المواطنين والمقيمين الذين توافدوا لزيارة المهرجان من كل مناطق مملكتنا الغالية، ومن دول الجوار.
لقد نالت “الجنادرية ٣٢” رضا وإعجاب الكثيرين ممن زاروها؛ بل إن كثيراً منهم قد زار المهرجان مرتين أو أكثر، وهذا يدل على تعطش الشعب السعودي للتعرف على تراثه الأصيل وتعميق ذلك لدى الأطفال،فقد رأيت بعيني وسمعت بإذني كيف أن الأب والأم يشرحون لأبنائهم بحماسة كل جزئيات هذا التراث الذي أصبح جزءاً من فكرنا بسبب الجنادرية.
وقد شُرفنا في المديرية العامة للسجون بتنظيم معرض لعرض إبداعات النزلاء والنزيلات ، وكذلك تعريف الزوار بأحدث وأهم برامجنا التأهيلية والإصلاحية التي تُعنى بالتغيير الإيجابي في سلوك النزيل وتعديل اتجاهاته إيجابيا بإذن الله تعالى. وقد كانت التجربة ولله الحمد ثريةً و مُثيرةً بالنسبة لكافة الزملاء والزميلات المشاركين والمشاركات في المعرض .
وبما أننا كغيرنا قد حضينا بالرعاية الكاملة من قبل القائمين على المهرجان ،حيث تم تأمين كافة التسهيلات التي من شأنها إنجاح المعرض المخصص لنا، فقد أصبح لزاماً علينا أن نتقدم بالشكر الجزيل والتقدير لصاحب السمو الأمير خالد العياف وزير الحرس الوطني على التنظيم المتميز، والاهتمام الكبير الذي لمسناه من قِبَلِ الزملاء في وزارة الحرس الوطني أثناء مشاركتنا في المهرجان الوطني للتراث والثقافة “الجنادرية ٣٢”. ذلك الكرنفال السنوي الجميل الذي تمتزج فيه أصالة الماضي، بمعاصرة الحاضر، وطموحات المستقبل.
 ولا يخفى على ذي لُب ٍ أن مهرجان الجنادرية الذي استضاف ولا زال يستضيف حضارات بعض الدول الشقيقة والصديقة بشكلٍ سنوي،إلى جانب إستضافة مئات المفكرين والأدباء المبدعين، قد أسهم في تشكيل ثقافة حضارية أعمق لكل زواره، وذلك من خلال اطِّلاعهم على هذه الحضارات والثقافات المختلفة، الأمر الذي يَنْدُر أن نجده في بلدٍ آخر.
وبناءً على ما سبق، فإنني أتمنى بحث مقترح تمديد فترة المهرجان في السنوات القادمة من ثلاثة أسابيع إلى ثلاثة أشهر ؛ حتى يتمكن القاصي والداني ممن هم داخل وخارج الوطن من زيارة هذه التظاهرة التراثية والثقافية والإنسانية المتألقة، وربما أن ذلك يحتاج إلى التوسع في إشراك القطاع الخاص وهذا مطلب لا يخفى على القائمين على المهرجان، كذلك فإني أقترح منح جائزةٍ سنويةٍ لأفضل معرض مشارك تحقيقاً لمبدأ التنافس الشريف؛ وسعيا لتحقيق المزيد من الإبداع والتميز بإذن الله تعالى .
  ختاماً لقد أصبح مهرجان الجنادرية بفضل الله ثم بفضل عناية ودعم خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين يحفظهم الله والمتابعة الحثيثة من قبل سمو وزير الحرس الوطني الذي أبدع وشجع الجميع، ووقف بنفسه على كافة الإجراءات التطويرية للمهرجان ،وكذلك رجال الحرس الوطني الأوفياء، أصبح وجهاً مشرقاً ليس لبلدنا فقط، بل للمنطقة بأسرها ولله الحمد.
أسأل الله أن يديم على هذه البلاد عزها وأمنها و استقرارها، وأن ينصرها على أعدائها، وأن يحفظ قادتها وولاة أمرها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى