المحلية

معلوي: زيارة ولي العهد لأمريكا تحمل ثقلاً عنوانه “تطلعات شعب وهموم أمة”

أكد المحلل السياسي والعسكري اللواء ركن متقاعد حسين معلوي، أن زيارة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز للولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة منذ تَسَلُّمِه منصب ولي عهد المملكة العربية السعودية؛ تعتبر ثالث رحلة رسمية لولي العهد للخارج؛ حيث ابتدأها بزيارة مصر ثم بريطانيا وحالياً يزور أمريكا.

وأضاف معلوي، أن هذا الأمير الشاب يحمل على كاهليه حملاً ثقيلاً عنوانه “تطلعات شعب وهموم أمة وإيقاف عدوان وتوسع”، وهو عندما يزور أمريكا؛ فإنه يمثل معنوياً وثقافياً ودينياً وحضارياً الأمة العربية والأمة الإسلامية؛ لأنه قادم من بلاد الحرمين الشريفين الزعيمة والقائدة بحكمة وهدوء للعالمين العربي والإسلامي.

وتابع: إن أنظار الشعوب والحكومات العربية والإسلامية والمراقبين والباحثين والمحللين متجهة إلى نتائج زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهي الدولة العظمى الوحيدة في هذا العالم، وهي القطب الأوحد للنظام العالمي الحالي، وتعتبر حليفاً وشريكاً استراتيجياً للمملكة العربية السعودية، كما أن المحللين والمراقبين يدركون أن مَن يلعب مع الكبار لا بد أن يكون كبيراً؛ فالسعودية طوال تاريخها تتعامل مع هذه الدولة العظمى (أمريكا)؛ بل ومع الدول الأربع الكبرى الأخرى (الصين، روسيا، فرنسا، بريطانيا) بمبدأ الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة والمشروعة.

وأردف: إن السياسات التي اتبعتها السعودية منذ تأسيسها تصب في مسار الحفاظ على الأمن والاستقرار الوطني والإقليمي والدولي؛ وهذا ما جعل جميع الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تثمّن وتقدّر ثبات المواقف السياسية السعودية على مر العقود، والتي مضت على احترام سيادات الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة، والحرص على استتباب السلم والأمن والاستقرار العالمي.

وأضاف: لقد تميزت العلاقات السعودية الأمريكية بالقوة والمتانة والتطور، وقد تجسد ذلك في العديد من الشواهد والمحطات؛ وأبرزها الزيارات المتبادلة بين البلدين على مستوى القادة والمسؤولين السياسيين والعسكريين والمدنيين وقادة القطاع الخاص بكل شركاته ومؤسساته، وقد نتج عنها الكثير من الاتفاقيات الثنائية المشتركة التي أوجدت مساحة كبيرة لحجم التفاهم السياسي لإدارة ملفات الأزمات في المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط والعالم، والتبادل الاقتصادي والتعاون العسكري والأمني والثقافي، وغيرها من أوجه العلاقات المختلفة بين الدول.

وأكد معلوي أن زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، التي بدأت لتوها؛ تتوج الجهود المخلصة لإنقاذ المنطقة من الأخطار المحدقة بها، وتجسد محطة مهمة في تلك العلاقات تضاف إلى الرصيد السابق الذي تم بناؤه منذ عقود نتيجة لعدد من الزيارات واللقاءات بين قادة الدولتين منذ عام (١٩٤٥م) وحتى يومنا هذا.

وقال: إن أمريكا وكل دول العالم والشعوب الحية قد تابعت وتتابع ما قام به ولي العهد من إصلاحات وإجراءات في مختلف المجالات؛ خاصة في حقول مكافحة الإرهاب ومكافحة الفساد، وما قام به من خطط تطويرية في مجال الاقتصاد والسياحة وإصلاحات رئيسية كثيره حَمَلتها ضمن أُطُرها رؤية (2030) التي يعلق عليها سمو ولي العهد والشعب السعودي آمالاً كبيرة لنقل المملكة إلى مسار التقدم الحضاري الصحيح في جميع الحقول، والتي تدفع بالاقتصاد السعودي وتؤهله ليكون متعدد الموارد، وتؤهله لعصر ما بعد النفط الذي سيؤول يوماً إلى الزوال.

وبيّن معلوي أن (٨٨) عاماً من العلاقات الاستراتيجية السعودية الأمريكية تَخَلّلتها أكثر من (٣٣) محطة لقاء استراتيجية مفصلية وهامة في علاقات البلدين، كافية لإرسال رسالة قويه لكل قوى الشر والظلام بأن السعودية وأمريكا حليفتان استراتيجيتان ومتضامنتان في كل الشؤون وفي كل الملفات والقضايا الإقليمية العالقة وفقاً لمبادئ الاحترام المتبادل، ووفقاً لمبادئ الحق والعدالة التي اعترفت بها مواثيق ومعاهدات الأمم المتحدة، وإن لقاء الرياض وواشنطن في هذه الزيارة هو بحق لقاء الحليفين.

ويعتقد المراقبون أن من أهم الملفات التي ستناقش في هذه الزيارة، ملف التوسع الإيراني وسعي إيران إلى إنتاج السلاح النووي؛ خاصة أن ولي العهد السعودي كان قد أرسل رسالة قوية خلال مقابلته مع محطة “سي.بي إس. نيوز الأمريكية” تقول: “إن المملكة العربية السعودية لا تريد حيازة قنبلة نووية؛ لكنها ستمتلكها في أسرع وقت إذا أقدمت إيران على ذلك”.. كذلك فإن المحللين يرون أن ملف القضية الفلسطينية سيكون من أهم الملفات السياسية التي ستناقش في هذه الزيارة؛ علاوة على ملفات الإرهاب والتدخل والاحتلال الإيراني التوسعي في العراق وسوريا ولبنان واليمن.

وقال: أما الملف الاقتصادي؛ فيؤكد المراقبون والمحللون بأنه ذو أولوية قصوى لسمو ولي العهد؛ لأنه يريد تشجيع الاستثمارات الأمريكية في كل المجالات للاستثمار في السعودية؛ وفقاً لرؤية (2030).

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى