خطيب المسجد النبوي: التقوى في رمضان تطهر النفس وتهذبها وتزكيها عن الأخلاق السيئة
أكد إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ، الشيخ عبدالباري الثبيتي، على ضرورة الإكثار من العبادات والدعاء وتلاوة القرآن في شهر رمضان، وأَوْصَى إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ الشيخ عبدالباري الثبيتي، المسلمين بتقوى الله عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَالَ في خطبة الْجُمُعَة: في هذه الأيام والليالي نرى العبودية تتجلى في أبهى صورها ومعانيها متعة الصيام، ولذة القرآن، وجمال القيام، صدقة وإنْفَاق وألسن تلهج بذكر الرحمن، خاضعة لله الجوارح والمشاعر والقلوب، عبادة طوعية بمحبة قلبية تفضي إِلَى سعادة الدنيا والآخِرَة، فالعبادة لا تفارق المسلم أينما حل وفي أَي وقت كان في كل مراحل حياته حتى يوافيه الأجل المحتوم وهو على حال حسنة قَالَ الله تعالى: ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيكَ الْيَقِينُ)) يقرب القلب وتسمو الحياة حين يطرق السمع وصف الله لخلقه: “يا عبادي” ومن انضوى تحت هذا النداء، ونال هذا الشرف: “يا عبادي” فقد فاز فوزاً عظيماً.
وأوضح فضيلته، أن مخاطبة الله عَزَّ وَجَلَّ لعباده بهذه الكلمة هي علامة رضا الرب وفضله وإنعامه، مستشهداً بقوله تعالى: ((يا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ، الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ))، النفس المطمئنة التي استقر الإِيمَان في أعماقها واطمأنت بإخلاصها، وتوكلت على خالقها، شرفها ربها بالبشارة العظيمة في قولة تعالى: ((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلي جَنَّتِي)).
وبين الشيخ الثبيتي، أن وصف الله خلقه بعبادي إنما هو بشارة لهم ليؤنس وحدتهم، ويبشرهم بأنه قريب، وليبسط المرء حاجته ويبث همومه ويرفع شكواه إِلَى ربه ومولاه، فهي تشرح الصدور وتلفت النظر إلى رحمة الله التي سبقت غضبه، ورأفته بعباده ولطفه معهم، مُشِيرَاً إلى أن الله عز وجل ذكر الرحمة والمغفرة، وبالغ في التأكيد بألفاظ ثلاثة: إني، وأنا، وإدخال الألف واللام: (أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، ولما ذكر العذاب لم يقل إني أنا المعذب وما وصف نفسه سبحانه بل قَالَ: وأن عذابي هو العذاب الأليم.
ومضى فضيلة واصفاً مخاطبة الله عز وجل لعباده بقوله: “يا عبادي” إن الله عَزَّ وَجَلَّ ينادي المؤمنين بقوله يا عبادي ليتفيؤوا ظلال عبادته على أَي أرض وأي سماء، كلمة رقاقة تحفز على العمل، وبها نادي الخالق عباده المؤمنين؛ ليعلمهم أجل العبادات وأفضلها، ينادي الله المؤمنين بقوله: يا عبادي فيرسم لهم دروب التقوى ويوجههم إليها، ويثني عليهم ثناءً لا نظير له بقوله: ((وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا))، وامتثال التقوى السمة البارزة في شهر رمضان.
وَأَكَّدَ إمام وخطيب المسجد النَبَوِيّ، أن التقوى في رمضان تثمر تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها عن الأخلاق السيئة، وتعويدها الأخلاق الكريمة، فحين يسمع المؤمن وصف الله لخلقه بعبادي يشعر أنه يأوي إِلَى ركن شديد وحصن عتيد، وحماية له من كل شيطان مريد، فوصف الله الصالحين من خلقه بعبادي فيبعث فيهم قوة التفاؤل والتمكين ونور الأمن بالنصر، مُشِيرَاً إلى أن: “يا عبادي” عبارة طيبة وأسلوب لطيف، ولمسة حانية تستوعب كل المذنبين والمقصرين إذا تابوا وأنابوا.