الجوائز السياحية الوهمية: تكريم بلا معايير يهدد مصداقية القطاع السياحي العربي.
أصبحت ظاهرة منح الجوائز السياحية في العالم العربي قضية مثيرة للجدل، وسط غياب المعايير الواضحة وآليات التقييم المحايدة. في الوقت الذي تُمنح فيه جوائز مرموقة لتعزيز التميز والجودة، انتشرت جوائز غير موثوقة تُمنح لفنادق وشخصيات دون استحقاق، ما أثار شكوكًا حول مصداقية القطاع السياحي بأكمله.
العديد من الهيئات والاتحادات الخاصة تنظم احتفالات لتوزيع الجوائز، لكن غياب لجان تحكيم مستقلة وعدم وضوح معايير التقييم جعل هذه الجوائز أداة للتربح المالي. تقارير غير رسمية تشير إلى أن بعض الجوائز تُباع بمبالغ مالية أو تُمنح بناءً على مساهمات مادية، مما أدى إلى تدهور سمعة الجوائز السياحية.
أبرز الأمثلة على ذلك هو منح جوائز لفنادق متواضعة الخدمات وشخصيات جديدة في القطاع، منها مسؤولون حصلوا على جوائز بعد أيام من توليهم مناصبهم، ما يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي من هذه الجوائز.
غياب المصداقية له تداعيات سلبية؛ إذ يضر بسمعة القطاع، ويؤثر على توقعات السائحين، ويعوق تكريم الكفاءات الحقيقية. لذا تبرز الحاجة الماسة لإصلاح هذه المنظومة من خلال تطبيق معايير شفافة وإشراك لجان مستقلة لضمان عدالة التقييم، مما يعزز الثقة في الجوائز ويعيدها لمسارها الصحيح.
بدون تدخل عاجل، ستستمر هذه الظاهرة في تقويض الجهود الحقيقية لتطوير السياحة، مما يجعل الإصلاح ضرورة لا يمكن تجاهلها.
والواجب التصدي لظاهرة منح الجوائز السياحية الوهمية وتوضيح الغش الذي انتشر في الأوساط السياحية حتى لا تضعف الجهود الحقيقية لتطوير السياحة في العالم العربي. واستعادة الثقة في الجوائز وتكريم المستحقين فعلاً، وليس بناءً على مساهمات مالية أو علاقات شخصية ومسميات .