رياح التغيير ودورها في رفاهية المجتمع السعودي
بقلم: مرزوق بن علي الزهراني “أبو إبراهيم”
في حقبة زمانية ماضية، ابتعد أبناء الجزيرة العربية وغيرهم من الشعوب العربية عن تعاليم الدين الإسلامي الصحيح، مما أدى إلى ظهور ممارسات خاطئة، بما في ذلك التبرك بالأولياء والصالحين واعتماد معتقدات فاسدة.
وفي تلك الفترة، كان مجتمع الجزيرة يتكون من قبائل متناثرة يغزو بعضها بعضاً، وكانوا يعيشون حالة من عدم الأمان، وكان القوي يستبد بالضعيف وينهب ممتلكاته دون رحمة. كما كانوا يشنون الحروب لأسباب تافهة بل ويورّثونها للأجيال القادمة. وكانت نسبة الأمية مرتفعة بشكل لافت، فالسواد الأعظم من سكان الجزيرة العربية كانوا لا يجيدون مهارة القراءة ولا الكتابة.
وعندما بدأت بعض الشعوب العربية تنطوي تحت لواء دولة واحدة، وكل مجتمع من تلك المجتمعات أصبح تحت حكم حاكم معروف بفطنته وحكمته، وذلك ساعد بدوره على زرع ركائز الأمن ونشر نسائم الاستقرار في تلك المناطق، كان سكان الجزيرة العربية يمنون أنفسهم -كغيرهم من القوميات الأخرى- بتشكيل مجتمع محلي ذو مواصفات عالمية، يتم فيه قبول جميع الأجناس والأعراق دون تمييز أو تهميش أو تجاهل واستعباد.
مجتمع يتسم بزيادة أواصر المحبة والتسامح، يشعر جميع أفراده بالأمان والعدالة، يتم فيه الضرب بيد من حديد على كل من يستغل منصبه أو مكانته الاجتماعية ليوقع الظلم بالأخرين، مجتمع تغيب فيه مظاهر القسوة والقهر والاستبداد، وتلوح في سمائه نسائم المحبة، وتنتشر على أرضه أشعة السعادة، وتتسرب إلى داخل أبراجه أضواء الرخاء.
وكان لهم ما تمنوا، وذلك بعد أن أغاثهم الله بقائد شجاع يعي تمامًا مسؤوليته الوطنية، يدعى ” عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود” ؛ ذلك القائد الذي خرج من دولة الكويت قاصدًا مدينة الرياض لاستعادة حكم آبائه وأجداده، وكان له ما أراد.
إذ بدأت القبائل تندرج تحت رايته قبيلة تلو أخرى بعد انتصاره في جميع معاركه مع خصومه حتى اكتمل عقد هذه دولته المباركة، ليتم بعد ذلك إعلان توحيدها تحت مسمى “المملكة العرية السعودية ” وذلك في يوم الخميس بتاريخ 23 سبتمبر 1932م.
ومنذ ذلك الحين، بدأت بوادر التقدم والازدهار تظهر في هذه الدولة المباركة، فأصبحت قدوة في التطور والرقي، نبراسها في ذلك كله كتاب الله وسنة نبيه محمد ﷺ.
وقد توالت مراحل التطور والازدهار مع كل حاكم من حكام هذه الدولة المباركة على مدى قرن تقريبا من الزمان، بدءًا من عهد المؤحد المغفور له جلالة الملك “عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود”، ومروراً بأبنائه الذي تولوا الحكم من بعده” الملك” سعود” ثم الملك “فيصل” فالملك “خالد” ثم الملك” فهد” فالملك “عبد الله” رحمة الله عليهم جميعا، وصولاً إلى العهد الزاهر والزمن المشرق لولاية خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود”، الذي أسند بدوره ولاية العهد لنجله الأمير” محمد بن سلمان بن عبد العزيز”.
فتميزت فترة حكمهما بالتنمية المتكاملة التي شملت جميع جوانب الحياة، فأعادا تصوير الحياة المدنية بشكل مبتكر مع التركيز على الصناعات غير النفطية. ومما لا ريب فيه ولا شك معه، أن هذا النهج الجديد ضمن بشكل كبير توفير عديد من الفرص الضرورية لتلبية احتياجات جميع أفراد المجتمع.
وبفضل الله ثم بفضل جهود خادم الحرمين الشريفين ونجله الأمير الشاب “محمد بن سلمان” – حفظهما الله – تمكنت جميع شرائح المجتمع من الاستمتاع بالرفاهية والراحة والاستقرار التي لطالما كانوا يحلمون بها لسنوات طويلة، والتي تعد تحقيقا للآمال والأحلام التي سعى إليها أجدادهم قبل توحيد الجزيرة العربية على يد الملك الراحل ” عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود”، طيب الله ثراه.