“الصحة العالمية”: 10 ملايين حالة وفاة بحلول 2025 بسبب البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية
كشفت دراسات تقوم بها منظمة الصحة العالمية عن وفاة 700 ألف حالة بسبب البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية، في حين توقعت المنظمة عبر دراسات محكمة أن تصل إلى 10 ملايين حالة وفاة بحلول عام 2025م.
وأوضح الدكتور حسام زواوي، أستاذ مساعد وباحث في علم الميكروبات، رئيس اللجنة الوطنية للتوعية بمقاومة مضادات الميكروبات بوزارة الصحة، خلال لقاء “ديوانية الأطباء” مؤخراً في لقائها 42 (الدورة السادسة)، بعنوان “الحرب على البكتيريا الخارقة للمضادات الحيوية”، أن المملكة تنبهت لذلك الخطر؛ مما حدا بها إلى العمل على إنشاء بنك للبكتيريا للمساعدة في التشخيص والتحليل، وتبنت المملكة برنامج الاستقصاء الوبائي، وبرنامج إنشاء شبكة خليجية لدراسة مدى انتشار البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية في الخليج، حيث وجد أن 33% من البكتيريا مقاوم للمضادات الحيوية بعدما كانت في السابق 8% فقط، مرجعاً ذلك للإفراط في استخدام المضادات الحيوية والسفر، وانتشار الميكروبات والأمراض المعدية والعدوى المكتسبة في المستشفيات.
وقال: “لدينا الآن في وزارة الصحة السعودية خطة إستراتيجية لدول مجلس التعاون للحد من انتشار الميكروبات المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية، ونبحث كذلك عبر علم انتشار الأوبئة لمعرفة الفيروسات قبل انتشارها”.
ونبه إلى موازاة ذلك عن نوع من سلالات البكتيريا منتشر في دول الخليج العربي، وتم عمل دراسات في جامعة الملك عبدالله على الأكل والتربة والهواء والماء والخضراوات، وأغلب تلك السلالات منتشر في الخضراوات.
وحذر من اكتشاف بكتيريا في المملكة مضادة ومقاومة للمضادات الحيوية وفريدة من نوعها في العالم، وتسبب مشاكل عدوى المسالك البولية لدى النساء وتلوث الدم والتهابات رئوية، وطالب بمراقبة انتشار البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية في المستشفيات والعزل الصحي.
وقال الدكتور حسام: “إننا بحاجة إلى تطوير أدوات تشخيصية أكثر كفاءة وسرعة تمكننا من الاحتواء الطبي السريع في هذا المجال، وعليه فقد قام بتطوير اختبار جديد يمكننا من تحديد مقاومات المضادات الحيوية بكفاءة وسرعة، يهدف الاختبار إلى زيادة كفاءة مشاريع المراقبة والعزل الصحي الكبيرة، وتطوير الاختبارات الجديدة في المستقبل، لتحسين وتسريع التشخيص السريري، حيث أصبحت البكتيريا لديها القدرة في مضادة ومقاومة المضادات الحيوية، وهي أحد أهم المهددات للحياة بحسب منظمة الصحة العالمية”.
وأضاف: “قد نرجع للعصر السابق عندما كانت الجروح تسبب الوفاة لوجود البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية”.
وتناول الدكتور حسام، البكتيريا “الشبح”، وهي بكتيريا حساسة للمضادات الحيوية في المختبر؛ مما يجعل الأطباء يصفون وصفة طبية خاطئة لصعوبة تشخيصها بسبب التركيبة الجينية.
وتأسف أن بعض الأبحاث العالمية التي تهم البشر لا تنشر إلا في مجلات علمية، ولابد من إيصالها للعامة إلى جانب حملات توعوية لنتائج الدراسات والأبحاث.
وقال: “أمامنا حرب طويلة على البكتيريا المضادة والمقاومة للمضادات الحيوية، وسنعمل جاهدين للحد منها مع الأطباء والطلبة الجدد في الطب”.
وتحدث عن طرق التشخيص وقال إن التشخيص والتحليل للعينات في المختبر على البكتيريا يأخذ أقلها خمسة أيام، وطورنا تحليلاً لــ200 نوع من البكتيريا يأخذ خمس ساعات بثلث التكلفة، وبدرجة نجاح 98%، ونعمل على تقليل تلك المدة.
وأشار إلى دراسة عن “الكهوف المظلمة” وقال: “وجدنا في فنزويلا كهوفاً تحتوي على بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وتعرفنا فقط على 30% منها، و70% منها غير معروف”.
وحذر من عدم تقنين صرف المضادات الحيوية، وقال إن قانون صرف المضادات الحيوية من غير وصفة طبية عمل غير قانوني إلا أنه غير مفعل في المملكة بالشكل اللائق.
ولفت إلى أن وزارة الصحة ضمن برنامج التحول الوطني 2020 تدعم الرعاية الأولوية، وتدعم البحوث الوطنية في مجال البكتيريا المقاومة والمضادة للمضات الحيوية، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- لديها توجه عالمي لدعم الأبحاث ضمن رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020؛ مما زاد إنتاج البحث العلمي إلى ثلاثة أضعاف.
يذكر ان الدكتور حسام زواوي، أخصائي في علم الأحياء الدقيقة الإكلينيكي، متخصص في مجال العدوى المكتسبة في المستشفيات، وخاصة البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية Superbugs في دول الخليج العربي، وقد أسس بالتعاون مع المختصين من دول مجلس التعاون الخليجي أول برنامج مراقبة على مستوى المنطقة لرصد انتشار وظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، ويساهم البرنامج في حل لغز مقاومة المضادات الميكروبية على مستوى العالم.
وحصل الدكتور حسام زواوي على جائزة الباحث الناشئ –مركز الملك عبدالله الدولي للبحوث الطبية، الرياض 2016، جائزة المنشور البحثي المتميز – مركز البحوث السريرية – جامعة كوينزلاند، أستراليا 2015، جائزة صانع التغيير، جامعة كوينزلاند، جائزة الإنجاز الشبابي، مؤتمر القيادة العالمي، دبي 2015، جائزة العلوم والابتكار 2014، حكومة كوينزلاند، أستراليا 2014، وفي عام 2014م على جائزة رولاكس العالمية للمشاريع الطموحة، والتي تسهم في تحسين حياة البشرية، واختارته مجلة التايم الأمريكية ضمن القادة السبعة للجيل المقبل، نظراً لمجهوداته في مجال البحث العلمي.
ووضعت جامعة الطالب كوينزلاند الأسترالية لوحة إعلانية في مدينة بريزبن فيه صورته، وكتب تحتها “حسام يصنع التغير”، وذلك ضمن حملة تهدف إلى توعية العالم عن الأدوات التي يمكن من خلالها تشخيص الجراثيم المقاومة للمضادات الحيوية وكيفية علاجها.