لأول مرة.. السديس يؤم المصلين في محراب الرسول بالمسجد النبوي
أمَّ الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، المصلين بصلاة العشاء من محراب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالمسجد النبوي.
وألقى السديس كلمة عقب الصلاة، قال فيها: من محراب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أحييكم بتحية الإسلام “السلام”،ونحمد الله سبحانه وتعالى ونشكره على ما حبانا من الآلاء والأعمال، وصرف عنا من الضراء؛ فله الحمد والشكر على عموم نعمه وآلائه، ومنها أن هدانا للإسلام، ومنّ علينا باتباع سيد الأنام – عليه الصلاة والسلام -، كما أنعم علينا – جل وعلا – بهذه الشريعة الكاملة والشاملة التي حققت المصالح وكثرتها، ودرأت المفاسد وقللتها. بُنيت هذه الشريعة على اليسر ورفع الحرج، يقول الله عز وجل {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}، وقال سبحانه: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}. ومن نعمته سبحانه أن منّ علينا بوجود الحرمين الشريفين والبقعتَين المقدستَين والمسجدَين الفاضلَين (المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم). ومن فضل الله سبحانه وتعالى على الحرمين الشريفين أن هيّأ لها ولاة الأمر منذ عهد الإمام المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – إلى هذا العهد عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – أيده الله – وسمو ولي عهده الأمين – حفظه الله – اللذين يوليان الحرمين الشريفين كل الرعاية والاهتمام والعناية الجليلة؛ فجزاهما الله خيرًا.
وأضاف السديس قائلاً: من نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البقعة (المدينة النبوية المنورة) أن هيّأ لها أميرها الموفق المسدد الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز – وفقه الله – للاهتمام والحرص والمتابعة لمسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكل ما يهم الزائرين للمسجد النبوي. ومن هذا مقترحه المبارك بأن تكون صلاة الإمام من محراب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. هذا الإجراء المبارك المبني على مقتضيات النصوص الشرعية والمقاصد والقواعد المرعية في إحياء محراب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في هذه الروضة الشريفة التي قال عنها النبي – صلى الله عليه وسلم -: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة”. نسأل الله أن يمُنَّ عليكم بالقبول والتوفيق.
وأفاد الشيخ السديس بأن هذا الإجراء المبارك في سداد الرأي وبُعد النظر وتحقيق المصالح ودرء المفاسد.. ومن ذلك التيسير والتخفيف على المصلين في المسجد النبوي، وعلى الزائرين والمسلِّمين على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -؛ ففرغت منطقة السلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تفريغًا كاملاً بالمنطقة من باب السلام غرب المسجد النبوي مرورًا بالسلام على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبَيه، ثم الخروج من باب البقيع بكل انسيابية ومرونة ويُسر وسهولة وأمن وأمان واطمئنان.. كل ذلك حرصًا على أن يؤدي المسلِّمون على رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبيه – رضوان الله عنهما – سلامهم بكل يسر وسهولة، وألا يكون هناك زحام ولا تدافع، وإنما تراحم لا تزاحم.
وقال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي: لا شك أن هذا من المقاصد المهمة التي وُفِّق إليها؛ فنحمد الله تبارك وتعالى على ما تم من هذه النِّعم المبنية على مقتضيات الشريعة، وعلى أنظمة تسعى للتيسير على زائري مسجد رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. إن واجبنا أيها الإخوة أن نتعاون مع ولاة أمرنا ورجال أمننا الذين يحرصون على استتباب الأمن في المسجد النبوي، وعلى سلامة زائريه؛ ليؤدوا الزيارة وفق مقتضى الشريعة وما كان عليه الهدي النبوي وما كان عليه الصحابة – رضي الله عنهم – في حرص على المعتقد الصحيح، ولزوم السُّنة القويمة، سُنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. ولا شك أن هذا من النِّعم العظيمة التي ينبغي أن نحرص عليها، وأن نحرص على إظهار الصورة المشرقة للمسلم، والنموذج المشرف للمجتمع المسلم الذي يصلي في المسجد النبوي ووسائل النقل والإعلامتنقله إلى العالم؛ لنقول للعالم “هذا ديننا، دين الأخوة والمحبة والرحمة والوسطية والاعتدال”.. والله – عز وجل – قال عن نبيه عليه الصلاة والسلام {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
واختتم السديس قائلاً: لقد وجد ولقي – ولله الحمد والمنة – هذا المقترح المبارك في التوسعة على الزائرين القبول لدى زائري مسجد رسول الله – عليه الصلاة والسلام -، ومن علماء الشريعة. وهذه الدولة المباركة لا تقترح اقتراحًا ولا ترى رأيًا إلا وتعرضه على أهل العلم المعتبرين، ومنهم الأئمة الفضلاء الذين آثروا هذا المقترح وأيدوه.