أخبار العالم

شبح انتفاضة 2009 يرعب الملالي و”واشنطن” تدخل على الخط.. “دولة مارقة”

بينما تتسع رقعة الاحتجاجات على الغلاء والفساد في إيران، لم يستطع قادة النظام إخفاء خوفهم من شبح انتفاضة عام 2009، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من الإطاحة بنظام الملالي بسبب اتهامات بتزوير الانتخابات.

ويواصل المتظاهرون الغاضبون بسبب غلاء الأسعار النزول إلى الشوارع منذ أيام في مدن مشهد وكرمانشاه وقم والأهواز وأصفهان وقوجان وساري وقائمشهر وقزوين ورشت وزاهدان، وهمدان وخرم آباد وسبزوار وبجنورد وطهران.

الموت للديكتاتور

ورفع المتظاهرون شعارات، عبر تسجيلات مصورة، من بينها “الموت للديكتاتور”، في إشارة إلى المرشد الإيراني علي خامنئي، و”الموت لحزب الله”، و”استحْي يا سيد علي واترك الحكم”، في إشارة أيضاً إلى علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإيراني، و”الموت لروحاني” في إشارة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني.

ووفق ما نقلته “سكاي نيوز”، اليوم السبت، فقد تحدى المحتجون التهديدات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون اعتبروا التظاهرات “تجمعات غير قانونية”.

الخوف من الثورة

وبخلاف ما حاولت الأوساط الرسمية إظهاره بأن التظاهرات لا تعدو كونها فئوية، لكن خروج مسؤولين كبار بتصريحات وتهديدات للمحتجين وصلت إلى حد اتهام ما وصفوه بأطراف خارجية، يظهر مدى الخوف الذي يدب في الطبقة السياسية الحاكمة من تحول هذه التظاهرات إلى انتفاضة على غرار ما عرف بالثورة الخضراء عام 2009.

اعتراف رسمي

واعترف نائب الرئيس الإيراني، إسحق جهانغيري، بامتداد التظاهرات إلى العاصمة بقوله إن “متشددين معارضين للحكومة قد يكونون مسؤولين عن التظاهرات التي امتدت الجمعة إلى العاصمة طهران”.

وبينما أصدرت قيادة الحرس الثوري بياناً بمناسبة ذكرى إخماد انتفاضة 2009 عبر عمليات قمع دموية، إلا أن الاحتجاجات الحالية ألقت بظلالها على البيان ليصبح منصة لتوزيع الاتهامات الداخلية والخارجية.

قيادة خفية وعلنية!

وقال البيان الذي نقلته الوكالة الرسمية إنه “في الظروف الخطيرة الحالية فإن الجبهة المتحدة الداخلية والخارجية المناوئة للثورة تحت القيادة الخفية والعلنية لمثلث أمريكا والكيان الصهيوني وبريطانيا المشؤوم، وبمواكبة الرجعية في المنطقة له يتابع نهج تحريف الحقائق التاريخية وتجميل صورة أصحاب الفتنة والباغين ضد الجمهورية الإسلامية، ويمارس عمليات نفسية واسعة لقلب الحقائق”.

رحابة صدر!

وعبر مستشار الرئيس الإيراني عن مخاوفه من التعامل الأمني مع التظاهرات، قائلاً، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية “إيرنا”، أن على الشرطة التعامل بما وصفه بـ”رحابة صدر”، وهو اعتراف ضمني بأن القمع الأمني المعتاد قد يزيد من الغليان.

وحذر عضو الهیئة الرئاسیة بمجلس الشوري أكبر رنجبر زادة، من أن التظاهرات الاحتجاجية الحالية قد تحيي انتفاضة عام 2009، وقال إن “الأحداث الأخیرة التي شهدتها بعض مناطق البلاد ستستغل من قبل المناهضين للنظام”.

نظام كاد أن يسقط

وكانت إيران قد شهدت أوسع احتجاجات في تاريخها منذ الثورة التي جاءت بالملالي عام 1979، عندما خرج مئات الآلاف من الإيرانيين في 13 يونيو 2009 في مختلف أنحاء البلاد ضد تزوير الانتخابات الرئاسية لصالح الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد.

وفي مواجهة ذلك، استعان النظام الإيراني بعشرات الآلاف من عناصر الباسيج وهي مليشيات خاصة لقمع “الثورة الخضراء”، التي كادت أن تعصف بالنظام لولا القمع الأمني وحملة الاعتقالات التي طالت الآلاف.

وفي 30 ديسمبر من نفس العام، نظمت السلطات تظاهرات مؤيدة تحت رعايتها، خصصت لها عطلة رسمية وحافلات لنقل حشود سيقوا جبراً من أجل إظهار وجود تأييد شعبي للنظام، واعتبرته يوماً للانتصار على ما وصفته بالفتنة.

نار الغضب الشعبي

لكن التظاهرات التي اندلعت في مدينة مشهد ثاني أكبر مدن إيران، وامتدت إلى مختلف أنحاء البلاد وصولاً إلى العاصمة، تثبت أن نار الغضب الشعبي لا تزال متقدة تحت رماد الدعاية الحكومية.

إدانة أمريكية

فيما أدانت الولايات المتحدة بـ”حزم”، الجمعة، موجة الاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن الإيرانية بحق محتجين خرجوا في مظاهرات ضد فساد النظام والغلاء في مدينة مشهد شمال شرقي البلاد، ومدن أخرى.

دولة مارقة

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيذر نويرت في بيان: “إن القادة الإيرانيين حولوا دولة مزدهرة ذات تاريخ وثقافة غنيَّين إلى دولة مارقة تصدر أساساً العنف وسفك الدماء والفوضى”.

وأضافت أن واشنطن “تدين بحزم اعتقال متظاهرين سلميين”، وتابعت: “نحض كل الدول على أن تدعم علناً شعب إيران ومطالبه بالحقوق الأساسية وبإنهاء الفساد”.

اعتقال العشرات

وذكرت وسائل إعلام إيرانية محلية أن قوات الأمن اعتقلت عدداً من المتظاهرين الذين تجمعوا في إحدى ساحات العاصمة طهران، بعد أن رفضوا إخلاء المكان.

ويأتي ذلك غداة اعتقال 52 شخصاً في مدينة مشهد؛ احتجاجاً على غلاء الأسعار وتراجع الأوضاع الاقتصادية في عهد الرئيس حسن روحاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى