حميدتي: مستعد للتفاوض مع البرهان شرط وقف النار
بعد أسابيع من القتال الدامي، أعلن قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو الملقب بـ”حميدتي”، استعداده للتفاوض مع قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، شرط وقف إطلاق النار.
وأضاف في تصريحات لشبكة “بي بي سي”، مساء أمس الجمعة، أنه يوجه رسالة للجيش مفادها أن قواته لا تريد الحرب، قائلاً: “رسالتي لقوات الجيش أننا لا نريد محاربتكم .. عودوا إلى ثكناتكم ولن نقاتلكم”.
“لم نطلق الرصاصة الأولى”
كما أعلن استعداده لإجراء مفاوضات شرط وقف إطلاق النار، مطالباً بوقف الأعمال العدائية، كما وصفها.
كذلك أكد أن التفاوض يأتي بعد وقف النار، مشدداً على أنه لا مباحثات قبل ذلك. وتابع معتبراً أن قواته لم تبدأ الحرب، موضحاً: “لم نطلق الرصاصة الأولى، وفوجئنا بأن البلد مغلق وبدأوا في إطلاق النار علينا.. طالبنا بالهدنة منذ اليوم الأول للحرب، وبدأنا بفتح ممرات إنسانية داخل مناطق سيطرة قواتنا”.
إلى ذلك، شدد على أن من واجبه تشكيل حكومة مدنية قابلة للحياة في السودان، وفق تعبيره.
نسيطر على 90% من الخرطوم
وكانت قوات الدعم السريع أعلنت في بيان أمس، سيطرتها على 90% من كامل ولاية الخرطوم. وأكدت عبر المستشار السياسي لحميدتي، أن كل المنافذ المؤدية إلى ولاية الخرطوم باتت في قبضتها، موضحة أن عناصرها صدت عددا من الهجمات على مواقع تمركزها. وأضافت أنها كثفت عمليات محاربة النهب والسلب وضبطت أعدادا من المجرمين، وفق تعبيرها.
كذلك اتهمت الجيش بخرق الهدنة من خلال مواصلة هجماته بالطيران والمدفعية، مجددة “التزامها الكامل” بوقف النار المعلن.
أتى هذا الإعلان بعد تبادل اتهامات بين الطرفين حول خرق الهدنة المعلنة الخميس لـ72 ساعة.
فقد اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بمواصلة خرق الهدنة من خلال القصف بقذائف الهاون لمناطق بحري وأم درمان والخرطوم. فيما أكدت الأخيرة أن قوات الجيش هي التي انتهكت وقف النار
هدن فاشلة
يذكر أنه منذ اندلاع القتال بين الجيش والدعم السريع في 15 أبريل ، جرى التوصل إلى عدة هدن لكن جميعها فشلت في الثبات، وتخللتها العديد من الانتهاكات.
وأسفرت المعارك حتى الآن عن مقتل 512 شخصا على الأقل وجرح الآلاف، بحسب بيان لوزارة الصحة السودانية، لكن عدد الضحايا قد يكون أكثر من ذلك بكثير نتيجة القتال المستمر.
فيما نزح الآلاف من الخرطوم والمناطق المحيطة بها إلى ولايات أخرى أكثر أمناً، وسط شح المواد الغذائية، ومياه الشرب، وانقطاع الكهرباء، وارتفاع أسعار الوقود.