“سجل الخلايا الجذعية” بالمملكة يعيد الأمل لمرضى السرطان.. برغم الدعم المحدود وقلة الاهتمام الإعلامي
هل تعلم أنه يمكنك إنقاذ مريض مصاب بسرطان الدم أو غيره من أمراض الدم والمناعة الخبيثة، عن طريق تبرعك بالخلايا الجذعية، والتي لا تختلف عملية التبرع بها كثيراً عن عملية التبرع بالدم؟
والخلايا الجذعية هي الخلايا الأم المكونة والمنتجة لجميع الخلايا البالغة في أنسجة جسم الإنسان، وفي النخاع العظمي الموجود في عظام الجسم تكون الخلايا الجذعية هي المسؤولة عن إنتاج خلايا الدم وتجديدها باستمرار طيلة حياة الإنسان، وأي خلل أو مرض في النخاع العظمي قد يؤثر على الخلايا الجذعية وعلى إنتاج خلايا الدم.
السجل السعودي
ويعتبر السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية الذي تأسس في عام 2011 في مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية في مقر الشؤون الصحية بالحرس الوطني في مدينة الرياض، الأول من نوعه في المنطقة العربية، وأسهم في توفير متبرعين لمرضى داخل وخارج المملكة استفادوا من زراعة الخلايا الجذعية.
يقول دكتور “محسن الزهراني”، استشاري أمراض الدم وزراعة الخلايا الجذعية، ورئيس السجل السعودي للمتبرعين لـ”سبق”: “لقد ساهم السجل السعودي بتوفير متبرعين لمرضى داخل وخارج المملكة استفادوا من زراعة الخلايا الجذعية، كما استفادت المستشفيات المحلية من خدماته”.
ويضيف: “أيضاً تم التبرع لمرضى خارج المملكة من متبرعين سعوديين؛ حيث تم تجميع الخلايا الجذعية من المتبرعين، ومن ثم نقلها إلى خارج المملكة لمرضى في مستشفيات دول أخرى مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وتركيا والسويد”.
قلة الاهتمام الإعلامي
ويتابع “رئيس السجل”: “منذ نشأة سجل المتبرعين وهو في نسق تصاعدي، وإن كان يعاني من قلة الاهتمام الإعلامي بما يقدمه، وما زال في حاجة إلى التعريف بأهمية التبرع بهذه الخلايا للمجتمع، وبرغم ذلك هناك الكثير من النشاطات التعريفية التي يقدّمها السجل إلى الجمهور مثل: برنامج بنوك الدم، وبرنامج المتطوعين، وبرنامج الجامعات؛ لشرح آلية طرق التبرع، وطريقة الانضمام، وكيفية التسجيل”.
ووصل عدد المنضمين والمسجلين في قاعدة بيانات “السجل”، إلى أكثر من 55 ألف مسجل ومسجلة، على أهبة الاستعداد للتبرع بالخلايا الجذعية في حال حصول التطابق مع مريض محتاج؛ بحسب ما ذكره “الزهراني”.
أكثر من 17 حالة تبرع
ولفت “الزهراني” إلى وجود متطوعين ومتطوعات على مستوى المملكة لديهم الرغبة في نشر الوعي الصحي حول التبرع بالخلايا الجذعية، وذكر أن عدد المتبرعين تجاوز 17 حالة تبرع، تم الاستفادة منها للمرضى المحتاجين.
ولدى “السجل” منصات مثل الموقع الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لطرح كل الأمور المتعلقة حول الخلايا الجذعية والتبرع بها، والإجابة عن الاستفسارات والتساؤلات حول ذلك، كذلك لديه تواصل مع معظم المهرجانات الكبرى، والجامعات، والوزارات، والشركات، والمؤسسات؛ لتوعية منسوبيها حول الخلايا الجذعية.
دعم محدود
وعبّر “الزهراني” عن استعداد “السجل” للتعاون مع أي جهة حكومية كانت، أو أهلية لعمل حملات توعوية حول الخلايا الجذعية؛ وذلك على الرغم من الدعم المحدود الذي تجده الفكرة.
شروط التبرع
وبحسب “رئيس السجل”؛ فإنه يشترط في المتبرع أن يكون عمره ما بين ١٨ إلى ٤٩ عاماً، وأن يكون بصحة جيدة، إضافة إلى الاستعداد التام للتبرع بالخلايا الجذعية في حال الحاجة لذلك.
ثقافة التبرع
ويطمح “السجل” كما ذكر رئيسه، في مساعدة جميع المرضى المحتاجين داخل وخارج المملكة؛ وذلك بزيادة عدد المسجلين للتبرع؛ وبالتالي زيادة حالات التبرع للمرضى، وإيصال فكرة أهمية التبرع بالخلايا الجذعية لجميع أطياف المجتمع؛ وجعله المصدر الرئيسي للمرضى الذين لم يفلحوا في إيجاد متبرع مطابق لهم من أقاربهم؛ حيث إن ٦٠٪ من المرضى الأطفال، و٣٠٪ من المرضى البالغين، لا يجدون متبرعاً مطابقاً من نفس الأسرة.
ويتم استقبال المتبرعين عبر الموقع الإلكتروني للسجل: http://sscdr.org.sa/ar/
كيف يتم التبرع؟
وتُعَد زراعة النخاع العظمي أو زراعة الخلايا الجذعية، علاجاً طبياً يتم فيه نقل الخلايا الجذعية إما من نفس المريض أو من متبرع آخر لعلاج عدد من الأمراض؛ مثل سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وأمراض فشل النخاع العظمي، وبعض أمراض الدم، أو نقص المناعة الوراثية.
وخلافاً للانطباع السائد؛ فزراعة النخاع العظمي ليست عملية جراحية، وتتم بطريقة مشابهه لعملية نقل الدم، بعد إعطاء المريض جرعات تحضيرية بالعلاج الكيميائي أو الإشعاعي. وللخلايا الجذعية القدرة على الانقسام وتعويض الخلايا التالفة في أنسجة الجسم، ومن هذه النظرية أتت فكرة زراعة الخلايا الجذعية في علاج أمراض فشل النخاع العظمي، أو أمراض الدم الأخرى.