إمام و خطيب المسجد النبوي: أعظم مصيبة تميت القلوب وتحجب عنها كل خير ومرغوب وتمنعها من كل مطلوب القسوة والغفلة
خطب وأم بالمصلين في المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي ، وبعد الحمد والثناء لله عز وجل بدأ فضيلته الخطبة بقوله : القلب وعاء الخير والشر في الإنسان وهو مصدر الكفر والإيمان وهو سيد الجوارح المسؤول عن توجيهها وآلة العقل التي يتم الإدراك بها ، بصلاحه تصلح الأجساد والأبدان ، وبفساده تفسد الجوارح والأركان ، عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) .
وأضاف فضيلته: القلوب مكمن الإرادة والاختيار وهي مناط التكليف والاختبار وعليها مدار قبول الأعمال والحساب ومضاعفة الثواب والعقاب ، قال عليه الصلاة والسلام ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل إمرىء ما نوى ) .
وأشار فضيلته إلى أن القلوب سريعة التقلب والتبدل كثيرة التغير والتحول وأن الله سبحانه يمتحن القلوب عند الفتن والمحن والابتلاءات ، فمن كان فيما بينه وبين الله في داخل نيته التي لا يطلع عليها إلا الله صادقًا مع الله ، ثبته وأسعده في الدنيا والأخرة ، قال تعالى ( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) .
وأكمل فضيلته الخطبة بقوله : أعظم مصيبة تميت القلوب وتحجب عنها كل خير ومرغوب وتمنعها من كل مطلوب القسوة والغفلة ، فبسببها يطبع على القلب بالران ويحجب عن الخير والإيمان فيميل إلى الفسق والعصيان ، قال تعالى ( وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .
واختتم فضيلته الخطبة بقوله : فالكيس من دان نفسه وحاسبها وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني ، وحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .