عام

كورونا.. رب ضارة نافعة

بقلم : علي القرني

“رب ضارة نافعة”، هذا المثل العربي الشهير، ربما ينطبق على حال الكثير من الدول في التعاطي مع جائحة كورونا، ونتذكر هذا المثل والعالم يحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للتعليم الذي يصادف يوم 24 يناير من كل عام، حيث خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، هذا اليوم للاحتفاء والاحتفال بالتعليم، لتذكير العالم بأن التعليم يعتبر أحد أبرز حقوق الإنسان، ومسؤولية عامة لدى المجتمع.

نذكر هذا اليوم، نسبة إلى أن جائحة كورونا وما خلفته من تداعيات، قد حفزت الكثير من دول العالم، على ابتكار وسائل بديلة في عدة مجالات وقطاعات، ومن بينها ابتكار وسائل، أو نماذج بديلة للتعليم التقليدي، وذلك لضمان استمرار عملية التعليم، حيث اتجهت عدة دول لتوظيف التقنية الحديثة لتوفير التعليم للمستحقين بجودة عالية، لضمان تواصل الأجيال مع بعضها البعض، لمستقبل مشرق.

لقد فرضت جائحة كورونا واقعا جديدا، في مختلف القطاعات، بما فيها التعليم، ومازالت هذه الجائحة تلقي بظلالها على العالم، بشكل عميق، ليضطر العالم في الشروع لابتكار نماذج جديدة في مجال التعليم، كإحد القطاعات ذات الأهمية البالغة، ليتم التوظيف الأمثل للتكنولوجيا، وذلك من أجل استدامة عملية التعليم في مختلف المراحل، حيث ظهرت عدة نماذج وتطبيقات في التعليم عن بعد، والتي حققت بدورها نجاحا كبيرا.

وكمثال، في السعودية جاء ابتكار منصة مدرستي الإلكترونية، للتعليم عن بعد، وذلك بعد أن فرضت الجائحة ضرورة تطبيق مبادئ التباعد الاجتماعي، خوفا من انتشار الجائحة، والمنصة هي منصة تعليمية تم إطلاقها ليتلقى من خلالها الطلاب المواد التعليمية الخاص بهم، (منصة مدرستي السعودية الإلكترونية)، حيث استطاعت، هذا المنصة المتطورة أن تحقق نجاحاً كبيراً وقد ساعدت الطلاب في مختلف المراحل الدراسية علي استكمال المنهج التعليمي، قبل أن يعودا مرة أخرى للتعليم الحضوري.

وبالتأكيد، هذه المنصة ليست بديلا للتعليم الحضوري، لكنها أمر حتمي فرضته الظروف الطارئة، نتيجة لانتشار هذا الوباء، والكل يدرك أن المدارس ليست أماكن لتلقي التعلم فقط، لكنها أيضا مكان لتواصل الأجيال مع بعضها لابعض، ولتعضيد العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى أنها تساعد الطلاب على اكتساب مهارات التواصل مع بعضهم البعض، وما يحمد له أن وزارة التعليم في المملكة وفرت وطوال استمرار عمل منصة مدرستي دعما فنيا، متواصلا على مدار الساعة، وذلك للرد على جميع استفسارات الطلاب وأولياء الأمور وأعضاء الكادر التعليمي، في جميع مدن ومحافظات المملكة.

ومما لا شك فيه أن نجاح التعليم عن بعد (الافتراضي)، في المملكة، جاء نسبة إلى وجود بنيات تحتية ذات كفاءة عالية، في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وهذا بدوره سهل كثيرا على تطبيق التقنيات الحديثة في التعليم الافتراضي، لذلك نستطيع أن نقول أن جائحة كورونا ليست كلها شرا، بل حققت بعض الفوائد غير المباشرة، وتحديدا حفزت الكثير من الجهات على ابتكار نماذج جديدة لعالم افتراضي يستطيعون من خلاله التواصل في مجال الأعمال، بل والتسوق، والإنتاج، فالحاجة هي أم الاختراع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى