برئاسة المملكة.. اختتام أعمال منتدى برنامج التحولات الاجتماعية
اختتمت اليوم، أعمال منتدى برنامج إدارة التحولات الاجتماعية MOST لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب في الرياض تحت عنوان “الآثار المتباينة لجائحة كوفيد-19”.
وقال معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي: “نجتمع اليوم على خلفية تطورات ومستجدات عمَّت العالم أجمع، حيث شهد العالم تحولات ومتغيرات في شتى المجالات منذ ظهور وانتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، مما يتطلب منا إعادة النظر في آليات وإجراءات التعامل مع هذه الأزمة؛ تلبيةً لتطلعات واحتياجات شعوبنا العربية، خاصةً في المجالات الاجتماعية، ولذلك يجب أن تشتمل خطط وبرامج مجلسنا الموقر على استجابة حقيقية لنتيجة التحولات التي تشهدها منطقتنا العربية حالياً، من خلال رؤى وتطلعات جديدة ترتبط بتحقيق الرفاه والسلم الاجتماعي والتنمية المستدامة لمجتمعاتنا”.
وأضاف: “أن المملكة من أوائل الدول التي استشعرت خطورة فيروس كورونا وبذلت جهوداً استباقية واحترازية للوقاية من الفيروس والحد من انتشاره في مرحلة مبكرة، مشيراً إلى أنها وفرت كل الإمكانات اللازمة، وفق أعلى مستوى، واضعةً سلامة المواطنين والمقيمين على هرم أولوياتها، مسترشدة في ذلك بإرشادات المنظمات الدولية وبعض الدول المتقدمة”.
وأكد المهندس الراجحي “أن المملكة اتخذت حزمة من الإجراءات والمبادرات التي ساهمت في الحد من انتشار هذا الوباء، وحافظت على مكتسباتها التنموية والاقتصادية، حيث بادرت المملكة عن طريق وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى تدشين الصندوق المجتمعي الذي يهدف إلى حشد الجهود المجتمعية، وتوجيهها نحو الاحتياجات والأولويات المجتمعية في هذه المرحلة، وتمويل مجموعة من المبادرات والمشروعات المجتمعية لدعم الفئات الأشد حاجةً والأكثر تضرراً من هذا الوباء، حيث بلغ إجمالي عدد المستفيدين من هذه المبادرة أكثر من 1.2 مليون أسرة من المواطنين والمقيمين، وإعفاء الأسر الضمانية والأيتام والأشخاص ذوي الإعاقة من سداد استحقاقات الإسكان التنموي، وإطلاق حملة تطوعية صحية ضمن سلسلة مبادرات (وطن العطاء)، وذلك بالتعاون مع وزارة الصحة، والهيئة العامة للأوقاف، ومجلس الجمعيات الأهلية، وعدد من الجمعيات الصحية، وقد نُفِّذت هذه الحملة في جميع مناطق المملكة، بهدف توعية المجتمع للحد من انتشار فيروس كورونا، ومبادرة غرفة المسؤولية الاجتماعية التي تهدف إلى توحيد جهود التواصل مع القطاع الخاص من قبل الجهات الحكومية، وجمع ورصد المبادرات والفرص المجتمعية المناسبة لمواجهة جائحة كورونا، إضافةً إلى ربط الشركات بالمشاريع المناسبة لها، وإبراز الشركات المساهمة”.
وتطلع معالي الوزير في ختام كلمته، إلى أنْ تحقق أوراق العمل الأهداف المرجوة، بما يدعم تنفيذ متطلبات القرارات والبيانات الصادرة عن المجالس الوزارية العربية المختصة، حول التعامل مع تبعات الجائحة، وتحديد تدابير السياسة الاجتماعية التقليدية والمبتكرة التي اعتمدتها الحكومات، باستعراض تلك التجارب المهمة, بوصفها تدابير متميزة تستحق أن تُدرَس، وأن تُوسًّع وتُكرًّر على مستوى خدمي وتنموي لمجتمعاتنا أبعد من أزمة الجائحة, آملاً معاليه الخروج بخطة عمل ضمن إطار برنامج اليونسكو للتحولات الاجتماعية MOST، بشأن البحوث الموجهة نحو السياسات لتتبع آثار الجائحة، والعمل الإقليمي والوطني، وصولاً إلى الانتعاش الشامل مع التأكيد على السياسات الموجهة للفئات الهشة.
وجاء في كلمة معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، التي قدمتها بالنيابة الأمينة العامة المساعدة ورئيسة قطاع الشؤون الاجتماعية معالي السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، أنه على الرغم من الجائحة، أحرزت الدول العربية نجاحاً ملحوظاً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030، مضيفة أن التقارير تشير إلى تقدم بعض الدول في الحفاظ على حياة المواطنين.
وأشارت أبو غزالة إلى أن من تداعيات الجائحة: زيادة نسبة الفقر والبطالة بين الشباب، وتأثر الفئات الهشة والضعيفة بشكل أكبر. مضيفةً: “على ضوء ذلك قامت المجالس العربية المتخصصة بالتنسيق لفعاليات متخصصة، ترمي إلى دعم جهود الدول، والتركيز على الفئات الهشة، وتتويجاً لتلك الجهود كان هذا المؤتمر والمنتدى”. وشكرت أبو غزالة معالي وزير الرياضة والشباب المصري على حضوره؛ حرصاً على دعم فئة الشباب. وأضافت: “وأتطلع إلى أن يشكل البيان الصادر من المؤتمر والمنتدى نقلةً مهمةً، تقدم دعماً للإنسان العربي، وفق منظومة عمل متكاملة”.
من جانبها، كشفت مساعدة المدير العام للعلوم الاجتماعية والإنسانية باليونسكو جابرييلا راموس في كلمة المنظمة، عن التكلفة الاقتصادية لجائحة “كوفيد-19” على الناتج المحلي للشرق الأوسط، حيث بلغت 2.7% من الناتج المحلي، وأضافت أن نوع الدخل في المنطقة العربية مرتفع بنسبة 58% مقارنة بالدخل العالمي. وبينت راموس أن 55% من العاملين في الشرق الأوسط ينتسبون للقطاع غير الرسمي، وأن المنظمة تحاول تعزيز استحداث الوظائف وإعطاء فرصة للشباب بدمجهم جزءاً من الحل. موضحة أن لدى المنظمة مبادرة خاصة بالشباب.
وحول أهمية التحول الاجتماعي، قالت راموس: “إنه مشروع علمي يقدم إجابات ضخمة خاصة، فيما يتعلق بتوفير دخل للعاطلين الذين فقدوا وظائفهم خلال الجائحة”.
وفي السياق ذاته، أكدت أهمية تشارك وزارات الاقتصاد والشباب، على مستوى الحكومات بشكل عام؛ لتقديم نظام حماية متكامل، وبناء بنية تحتية، مشيراً إلى أن منظمة اليونسكو تنتظر الحلول الصادرة من المنتدى، مؤكدة أهمية السياسات الاجتماعية، إذ إنها ستحدث فرقاً لنوع التعافي الذي نريد الوصول إليه، موضحة أهمية برنامج إدارة التحولات الاجتماعية في ربط السياسات، وتخصيص النظر في مسائل بعينها.
وفي كلمة معالي وزير التنمية الاجتماعية بالمملكة الأردنية الهاشمية رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب أيمن المفلح قال: “إن جائحة كوفيد-19 أجبرت الدول على مجموعة من الإجراءات التي كان لها تداعيات سلبية خاصة على الشرائح الهشة، وأن هذه التداعيات كانت أكبر على الدول الأقل نمواً اقتصادياً، وأثرت بشكل خاص على المجتمعات المستضيفة للاجئين”.
وأكد معاليه “أننا أمام عمل جاد؛ ليشعر المواطن العربي بالجهود؛ لضمان حياة كريمة في ظل هذه الظروف الصعبة”.
وعلى الصعيد ذاته، أوضح معالي وزير الشباب والرياضة في جمهورية مصر العربية، رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب الدكتور أشرف صبحي في كلمته، أن الشباب يواجه تحديات اقتصادية وتنموية، وباتت المواجهة أكثر شراسة مع جائحة “كوفيد-19″، خصوصاً مع تغير أنماط الحياة، مبيناً أن ذلك خلق جيلاً يختلف جذرياً عن الأجيال السابقة، حيث يمر بتناقضات تتعلق بالهوية وبناء المستقبل أججت صراعاً داخلياً، يؤثر على أفكاره.
وقال معاليه: “إن في باطن المِحَن تولد المنح، وإننا أدركنا ضرورة توحيد الجهود الدولية والتكافل داخل المجتمعات”. وعرض معاليه الممارسات التي اتخذتها مصر لمواجهة الجائحة. واختتم كلمته بتوجيه مبادرة من وزارة الشباب والرياضة المصرية، بوضع إمكاناتها كافة لخدمة الجهود المبذولة.
وفي ختام أعمال المؤتمر، صدر إعلان الرياض الذي تضمن عدداً من الخطوات المهمة التي تدعم الدول العربية في مسارها للتعافي من “كوفيد-19″، والمضي قدماً في تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030.
من جانبه، أوضح سعادة الوزير المفوض طارق النابلسي مسؤول الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب أنه من المنتظر أن يُعرَض هذا البيان على أعمال مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في دورته الـ41 التي ستُعقَد غداً، ومن المنتظر أن ينظر المجلس في ضوء أهمية هذا الإعلان إلى رفعه إلى القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في الجزائر.
يذكر أن مؤتمر وزراء التنمية والشؤون الاجتماعية ومنتدى برنامج إدارة التحولات الاجتماعية MOST لوزراء الشؤون الاجتماعية العرب الذي تستضيفه المملكة، تحت عنوان “الآثار المتباينة لجائحة كوفيد-19″، يُعد الأول من نوعه إقليمياً، وذلك بجمع
أجندة الأعمال للمجالس الوزارية المعنية بالقطاعات الاجتماعية كافة على المستوى الوزاري وكبار المسؤولين، لبحث سبل التعافي لـ”كوفيد-19″، ودعم الجهود العربية لمواصلة تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030.