مركز الحرب الفكرية يُنهي التمدد الفكري الإرهابي في تأويل بعض الآيات القرآنية
واصل مركز الحرب الفكرية عبر حسابه على موقع التدوين العالمي المصغر “تويتر”، كشف مزالق التطرف والإرهاب وشبهاتهما؛ منهياً التمدد الفكري الإرهابي في تأويل بعض الآيات القرآنية التي تُعَد من أكثر ما يستخدمها التطرف في التغرير والتطويع لأهدافه.
مركز الحرب الفكرية الذي يركز على اجتثاث جذور التطرف، تصدى لأكثر الجوانب حساسية والتي لا يتم التطرق لها عادة من الجهات ذات الاهتمام لحساسيتها العالية؛ حيث استعرض المركز سبع آيات كريمات مقسمة على ثلاث تغريدات بحسب مجال الاستشهاد بكل آية؛ حيث حصدت رؤية المركز حول ذلك حتى كتابة هذا المقال: 567 تفاعلاً (وتعقيباً)، وأكثر من 3000 ريتويت، وقرابة ذلك تفضيلاً.
– حتى تتبع ملتهم..
واستعرض حساب المركز، واحدة من أكثر الآيات القرآنية الكريمة التي يتم الاستشهاد بها من المتطرفين والمغرر بهم وهي قوله تعالى: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم}؛ حيث كشف المركز على عمق الدلالات، وأن معنى “الرضا” في هذه الآية: “القناعة الملية وهي دينية عقدية، لا دنيوية تعايشية؛ ولذا تعامل نبينا الكريم وتعايش مع الجميع؛ بل دخل في جوار المطعم بن عدي، وكان مقدراً عند المسلمين، وأبيح زواج المسلم بالكتابية وقد جعل الله الزوجة سكناً للزوج تحفهما المودة والرحمة الزوجية بنص القرآن”.
– الموالاة:
وفي هذه الجزئية استعرض المركز آيتين كريمتين؛ الأولى هي قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}.. والثانية قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}.
كاشفاً عن أن المقصود بالولاية: الموالاة في العقيدة؛ فبعضهم أولياء بعض أي لكل منهم معتقده؛ وليس المراد التعاون والتعايش؛ مستشهداً بوفاة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي، ودخل في جوار المطعم بن عدي وهو مشرك، وقال عن حلف لقريش: “لو دُعيت به في الإسلام لأجبت”، والذي رسم طريق الهجرة مشرك.
– قتال الكفار:
حول ذلك أورد الحساب أربع آيات كريمات. الأولى: قوله تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير}.. والثانية: قوله تعالى: {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}.. والثالثة: قوله تعالى: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين}.. الرابعة: قوله تعالى: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}.
كاشفاً أن “المقصود بآية: “وقاتلوهم..” فئة معينة أثارت الفتنة باضطهادها للمؤمنين؛ فأمر الله بقتالهم؛ منعاً لفتنتهم، كما أوضحه عدد من المفسرين.
وأضاف: “وهذه المواجهة ستضمن سيادة الحق والعدل المعبر عنه بالدين، ولو لم يكن هذا هو المراد من الآية؛ لما كان للآيات المرفقة معنى ولتناقض النص القرآني”.
يُذكر أن مركز الحرب الفكرية التابع لوزارة الدفاع بالمملكة العربية السعودية أطلق رسائله على موقع “تويتر” في أوائل مايو 2017م؛ شارحة أهدافه العالمية بعدة لغات هي الإنجليزية والفرنسية، بالإضافة إلى العربية.
ويهدف المركز الذي يرأس مجلس أمنائه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع، إلى كشف الأخطاء والمزاعم والشبهات وأساليب الخداع التي يروج لها التطرف والإرهاب، وإيضاح المنهج الشرعي الصحيح في قضايا التطرف والإرهاب، وتقديم مبادرات فكرية للعديد من الجهات داخل المملكة وخارجها، بالإضافة إلى مبادرات فكرية للتحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب.
وحساب المركز الذي نشر حتى الآن ٣٥٩ تغريدة تابعها ٥٤٨ ألف متابع؛ يهدف أيضاً إلى الارتقاء بمستوى الوعي الصحيح للإسلام في الداخل الإسلامي وخارجه، وتحقيق المزيد من التأييد للصورة الذهنية الإيجابية عن حقيقة الإسلام عالمياً، وتحصين الشباب “حول العالم” من الفكر المتطرف عبر برامج متنوعة (وقائية وعلاجية)، وتفكيك الوسائل التي يسعى الإرهاب من خلالها لاستقطاب عناصره، وتقرير منهج الوسطية والاعتدال في الإسلام، وتقرير المفاهيم الصحيحة في قضايا عمل التطرف على تشويهها بتأويلاته الفاسدة وجرائمه البشعة.