المحلية

شاهد.. رسوم صخرية لإبل السنام الواحد قبل 7 آلاف سنة بالجزيرة العربية

أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالتعاون مع مؤسسة ليان الثقافية, كتاب “الجمل في الفن القديم والتاريخ والثقافة بالمملكة العربية السعودية” للدكتور مجيد خان، فيما يخص مسارها في حفظ التراث عبر عدد من المجالات والبرامج من ضمنها الدراسات للإبل والخيل والفروسية.

ويأتي الإصدار الجديد في طبعة مميزة، وبوجود النص مترجماً باللغتين اللغة العربية والإنجليزية، ليحقق الأهداف التي تضعها إدارة المكتبة في توسيع دائرة الإنتاج والنشر لسد الفجوة في العديد من الموضوعات المهمة في التاريخ العربي والإسلامي، ليكون إضافة للساحة الثقافية العربية والعالمية, ورصيداً لكافة الباحثين والمثقفين من مختلف دول العالم للبحث والإنتاج.

ويعد الدكتور مجيد خان أحد أبرز الباحثين في العالم؛ إذ استطاع تتبع تاريخ الإبل من خلال الرسوم الصخرية في المملكة العربية السعودية على مدى 35 عاماً، وكتب مقالات وبحوثاً عن الرسوم الصخرية وموضوعاتها وتحديد تواريخها، وكان الجمل من أبرز المنحوتات الصخرية.

وفي هذا الكتاب “الجمل في الفن القديم والتاريخ والثقافة بالمملكة العربية السعودية”، يقدم “خان” أحدث دراسة علمية موثقة عن الإبل في الفنون الصخرية بالمملكة وصلتها بالثقافة، والتاريخ عبر العصور، وكان لبروز الإبل في الرسوم الصخرية، في صور جميلة ومتنوعة، على واجهات الصخور في الجبال والمرتفعات والكهوف دلالة قاطعة على أن ظهور الإبل واستئناسها كان في الجزيرة العربية.

وقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمية، باستخدام البصمة الوراثية, أن مصدر استئناس الإبل ذي السنام الواحد هو الجزيرة العربية قبل سبعة آلاف سنة من الوقت الحاضر، ولذلك تبين الدراسات التي قام بها الدكتور خان أسرار علاقة الإبل بحياة البادية وثقافتهم.

وتوجد رسوم صخرية سبقت ظهور الكتابة توضح القتال والمبارزة والصيد، وتوجد حصيلة أخرى من الرسوم الصخرية مرتبطة بالنقوش الكتابية تشير إلى أسماء ملاك الإبل وإلى وسوم القبائل الممهورة على أجسادها.

وتتميز الصور الصخرية التي أظهرها المؤلف بجمالية تعبيراتها الطبيعية، وبتعدد أحجامها، فمنها ما نفذه الإنسان بأحجامها الطبيعية على واجهات صخرية كبيرة، وأخرى بأحجام صغيرة ومتنوعة، وتأتي صور الإبل أحياناً منفردة وأحياناً ضمن مجموعات من الحيوانات منها الخيل والسباع الضارية والعناصر الزخرفية.

وتضمن الكتاب هذه المحصلة الفريدة من الرسوم الصخرية، التي تبرز فيها صورة الإبل كعنصر مميز، ومن مختلف مناطق المملكة، وقد جاء هذا التصنيف تقديراً من مؤلفه ووفاءً للمملكة التي عاش فيها أكثر من أربعة عقود، ولا يزال يعمل على جمع ودراسة هذا الإرث الثمين الذي تركه الإنسان على الواجهات الصخرية للتأكيد على عمق الحضارة الإنسانية في أرض الجزيرة العربية، مهد الرسالات ومنبع رسالة الإسلام الخالدة.

ويأتي هذا العمل بالتزامن مع مشروع عمل موسوعي عن الجمل عبر العصور الذي تعمل عليه مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالتعاون مع مؤسسة “ليان” الثقافية، وهو استمرار لتعاون علمي وثقافي سبقه نشر موسوعة “الفروسية” تحت عنوان “فنون الفروسية في تاريخ المشرق والمغرب” الذي صدر في جزئين وفي طبعات متعددة.

ووجهت مكتبة المؤسس الشكر لوزارة التعليم ممثلة في وكالة الآثار والمتاحف سابقاً وللهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وعلى رأسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز على دعم الدكتور “خان” في مشواره الطويل لتوثيق الرسوم الصخرية في مختلف مناطق المملكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى