المحلية

المري: تطوير فريق العمل بالنظرية الإدارية التفاعلية

اوضح الباحث علي المري ان نظريات القيادة الإدارية السابقة قد اهتمت إما بماهية القائد الإداري بذاته، مثل نظرية السمات، ونظرية الأسلوب ومايسمى بمدخل (الرجل العظيم).
أو أنها قد تناولت ‏العملية الإدارية من حيث طبيعة الموقف والأتباع في (النظرية الموقفية) و(النظرية التوافقية) و(نظرية مسار الهدف)؛

نجد ‏هنا أن النظرية الإدارية في (التفاعل بين القائد والعضو Leader-Member Exchange ) قد تناولت زاوية أخرى وسلطت الضوء على مجال مختلف تماما ألا وهو طبيعة التفاعل الحي بين عناصر القيادة.

وعناصر القيادة كما يتفق عليها علماء القيادة الإدارية‏، تتألف من: القائد الذي يقود العملية الإدارية، والهدف المراد تحقيقه، و الأتباع الذين ينفذون الأهداف، والموقف الذي يمرون به، والبيئة المحيطة بهم جميعا.

‏ وقال المري وهذا الإتجاه الجديد في علم النظريات الإدارية وفلسفاتها، يعتبر سبقا مختلفا في علم القيادة الإدارية، ويشكل أهمية عالية.
وتعدد أسماء هذه النظرية يدل على ‏أهميتها و انتشارها الواسع، فيطلق عليها نظرية الإرتباط الرأسي والتفاعل التكاملية والنظرية التبادلية وغيرها.

‏وتنقسم الدراسات لهذه النظرية إلى دراسات قديمة وحديثة، ويختلف فيها المفهوم لطبيعة وشكل وأبعاد التفاعل بين القائد الإداري والأتباع؛
فمفهوم التفاعل في الدراسات القديمة (يتصور) أن لكل قائد إداري مجموعتين من الأتباع، (المجموعة الداخلية) وهم الأفراد الذين تواجدون داخل الإطار المحيط بهم مع القائد، و(المجموعة الخارجية) والتي تعتبر خارج هذا الإطار.

‏ وبناء على هاتين المجموعتين، تختلف جودة العلاقة وكيميائية التفاعل بين القائد والأتباع.
فيكون القائد والأتباع في المجموعة الداخلية يتمتعون بعلاقات ذات جودة عالية للأتباع فيها نصيب أكبر من الثقة والتمكين، ويعول القائد على هذه المجموعة تحقيق الأهداف الإستثنائية والقيام بالمهام الغير رسمية أيضا؛
بينما يكون التفاعل بين القائد والأتباع ‏من المجموعة الخارجية قائما على علاقات رسمية ذات جودة أقل، وتمكين أدنى، وكذلك لايعتمد القائد عليهم‏ في تحقيق الأهداف الكبيرة، مع الإلتزام فقط بالطبيعة الوظيفية التعاقدية.

‏ أما في الدراسات الحديثة، فمفهوم التفاعل بين القائد الإداري والأعضاء يختلف تماما، حيث يعتبر أن كل عضو متفرد بحد ذاته ويجب التعاطي معه باعتبار تفرده، وعليه يجب على القائد الإداري أن ينمي‏ مهاراته الإدارية و السلوكية والنفسية للتمكن من ربط (علاقات ناجحة) مع كل عضو على حده، واعتبارهم جميعا مجموعة واحدة‏، ويجب أن تتحقق أهداف المنظمة الرسمية والغير رسمية بجميع الأعضاء على درجات مختلفة من التمكين والصلاحيات.

‏ وما يهمنا هنا، أن علينا رفع مستوى الفهم العلمي والوعي الإداري وتبني مهارات أكثر احترافية للتمكن‏ من الحصول على أعلى جودة ممكنة في بناء العلاقات بين القائد والعضو، وكذلك بناء شبكة علاقات جيدة رأسية وأفقية بين ‏كافة أعضاء المنظمة، والإستمرار في تطوير هذه المهارات المهمة لكل إداري وفرد لتنمية فريق العمل وصيانته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى