وزير خارجية عُمان البوسعيدي: “ثوابت ومسعى جديد للبحث عن حلول مفيدة للجميع”
ينطلق وزير خارجية عُمان، بدر بن حمد البوسعيدي، في رؤيته لدوره ومهامه مترئساً دبلوماسية بلاده، من تمسكه بالثوابت والخطوط العامة التي رسمت سياسة سلطنة عُمان الخارجية طيلة قرون، وتقوم على “حلّ النزاعات بالسبل السلمية، والمحافظة على حسن الجوار، وعدم التدخل بشؤون الغير، والقنوات المفتوحة لتحقيق التفاهم والحلول المفيدة للجميع”.
ويشدّد على أن “انتهاج أسلوب الحوار، وتحقيق التفاهم وبناء العلاقات المتبادلة، انطلاقًا من القناعة، لأن هذا الأسلوب هو أقوى أساس للسلام والأمن والاستقرار”.
ويرى دور السلطنة على مختلف الصُّعُد الإقليمية والدولية بأنه “يجسد المنهجية العُمانية الراسخة التي تقوم على أسس من المساواة والشفافية في التعامل مع كل الدول والقضايا الإقليمية”. لافتاً الى أن حفظ السلم والأمن والاستقرار في المنطقة “لا بدّ أن يقترن بتنمية تعود على الشعوب بالمزيد من الرفاه، وتحميها من مخاطر التطرف والإرهاب”.
داعياً إلى توزيع عادل للموارد اللازمة لمكافحة جائحة “كورونا”،لأن هذا واجب إنساني، “لا سيما تأمين اللقاحات في المناطق الأقل نمواً، والمحدودة المرافق والقدرات الطبية”. مناشداً الدول والمؤسسات “إعادة هيكلة الديون، وإيلاء عناية خاصة لمساعدة الدول الأكثر تضرراً”.
كلام الوزير نقلته مجلة “الرجل”، في “بروفايل” تصدّر عددها الجديد، تناول أهم محطات حياته ومسيرته في العمل الحكومي، وجوانب من حياته الشخصية والأسرية، ورأيه في عدد من القضايا الخليجية والعربية.
وفي رؤيته للصراع العربي الإسرائيلي، يؤكد البوسعيدي أنه “لا يمكن تحقيق سلام شامل وعادل ودائم، بين الدول العربية وإسرائيل، بدون حلّ الدولتين المبني على مبدأ الأرض مقابل السلام، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.
معرباً عن الدعم الثابت للتطلعات والمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني، وحقهم الإنساني في تقرير المصير، وإقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.
أما رؤيته للقضية اليمنية، فهي تنطلق من “الثابت والواضح الذي يقوم على دعم جهود المبعوث الدولي إلى اليمن، مناشداً أطراف الصراع، التحاور ووقف الحرب، والعمل على إيجاد هدنة لاستعادة القدر المناسب من الثقة، والمساهمة في وجود عملية سياسية ودعم الجهود الدولية في هذا الجانب”.
ونقلت “الرجل” اهتمام الوزير البوسعيدي بالشباب، ودعوته إلى تمكينهم، حيث وصفهم بـ “أمل الحاضر وعماد المستقبل الذي تستند إليه الدول في تنميتها”. مطالباً حكومات العالم بوضعهم في أولويات اهتمامها، وتوفير كل ما ينهض بقدراتهم، وتنمية مواهبهم، ضماناً لتنمية مستدامة تتحقق بسواعدهم الفتية.
ويرى الوزير البوسعيدي أن التعليم “جواز سفرنا الرقمي إلى المستقبل، وعلينا مواكبة العصر والاستثمار في بلوغ الأفضل لمستقبل الأجيال والتنمية. التعليم عن بُعد سيكون من أبرز السمات، لا محالة، وبشكل تكون فيه الكلفة أقلّ، والتحصيل أفضل. التقنيات تتيح ذلك الآن، وسوف تستمر وتتطور. والله الموفق”.
وأخذ الوزير عن والده شغفه بالكتاب والمعرفة، وخاصة بإبداعات الشعراء والأدباء والـمؤرخين، يقول “لا يمكن لأحدٍ أن يزعمَ أنه يعرفُ العالـمَ، دونَ الاعتمادِ على المعرفةِ والفهم الذي نستمدُّه من الكتاب”. ويضيف “الكتابَ الورقي نجح في تجاوز الكثير من التحديات، عبرَ أزمنةٍ متعاقبةٍ من التكنولوجيا البديلة، وكأنه يتحدّى كل ما يقال عن أنّه بات قديماً أو في طريقه إلى الزوال”.
يذكر بحسب مجلة “الرجل”، أن البوسعيدي درس في جامعة أكسفورد العريقة، وتخرج فيها بدرجة ماجستير في الفلسفة والسياسة والاقتصاد عام 1986. والتحق بوزارة الخارجية، عام 1988، وتدرج في المناصب من سكرتير أول إلى مستشار، ثم سفير في الديوان العام للوزارة. 1995، ثم وكيل وزارة الخارجية عام 2000، قبل أن يصبح أميناً عاماً لها عام 2007.ويستمر في منصبه هذا طيلة 13 عاماً، إلى أن عيّنه سلطان عُمان هيثم بن طارق، وزيراً للخارجية، قبل نحو شهرين.
عايش الوزير البوسعيدي ملفات حساسة، أبرزها مشاركته في المفاوضات السرية التي رعتها عُمان بين إيران والولايات المتحدة، عام 2013، وأدت إلى التوصل إلى الاتفاق النووي الإيراني عام 2015.
كما أسهم في كثير من الوساطات العُمانية الأخرى في ملفات مختلفة، أبرزها الملف اليمني. واطلقت الصحافة عليه “الدبلوماسي المحترف”.
ويُعدّ البوسعيدي أول وزير في السلطنة يحمل مسمّى “وزير الخارجية”، بعد أن كان هذا المسمى “وزير الشؤون الخارجية”، ثم “الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية”.