خيوط جديدة تتكشف بقضية “طفل الميكروباص المختنق”.. و”السداسية” بلا صوت!
على الرغم من مرور خمسة أيام على حادثة “يامن” الطفل ذي الأربعة أعوام الذي مات مختنقاً في “ميكروباص” بعدما نُسي نائماً داخله، ليمكث خمس ساعات يصارع الموت، إلا أن الصمت يخيّم على القضية، حتى اللجنة السداسية التي قررت الجهة المعنية تشكيلها لا تزال صامتة.
ومع تتبّع “سبق” لخيوط القضية، تحصّلت على دلائل جديدة تؤكد ممارسة ما تسمى بـ”الدوحة” التي يدرس فيها الطفل عمل الروضات وتدريس الأطفال، وذلك في الوقت الذي أعلن فيه فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف أن الجمعية المشرفة على الدوحة تؤكد أن مهمة الدوحة تحفيظ القرآن فقط.
وحصلت “سبق” على مقاطع فيديو تحتفظ بها الصحيفة تؤكد قيام ما تسمى بـ”دوحة” بعمل روضة، بينما لم يصدر لها أي ترخيص لمزاولة العمل كروضة، وفقاً لما أكدته إدارة “تعليم صبيا” سابقاً.
وتجري القضية في مسار مجهول؛ بسبب عدم إعلان الجمعية التي تشرف على “الدوحة” نتائج التحقيقات التي وعدت بإجرائها من خلال تشكيل لجنة سداسية، في الوقت الذي شكّلت القضية مخاوف من قبل أولياء الأمور على أطفالهم.
وكان الطفل “يامن” متوجهاً إلى يومه الدراسي الثلاثاء الماضي لينام في الميكروباص، ويبقى داخله حتى مات مختنقاً، ودفن الأربعاء الماضي في الظبية، فيما لم تفتح دوحة القرآن الكريم أبوابها في اليوم التالي للحادثة دون الكشف عن حيثيات القضية.
وكشف الناطق الإعلامي لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بمنطقة جازان محمد كريري، حينها، لـ”سبق” أن الحادث الذي وقع بحلقة دوحة القرآن والتابعة للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بصبيا، وجه فيه رئيس الجمعية علي بن محمد جعبور الحازمي بتشكيل لجنة من ستة أشخاص نساء ورجال؛ للوقوف على حيثيات الحادث وعلى نشاط الحلقة والعاملين بها، وما إذا كان هناك قصور من جانبهم، والرفع بتقرير عاجل عن الحادث وبانتظار تقرير الجهات الأمنية عن الحادث.
وأضاف: “وفرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بكل الجهات العاملة تحت إشرافه يرفعون أحرّ التعازي لأسرة الطفل المتوفى -رحمه الله- وجعله الله شفيعاً لوالديه”.
وكان قد كشف الناطق الإعلامي لشرطة منطقة جازان النقيب نايف بن عبدالرحمن الحكمي، عن تفاصيل الحادثة التي شهدتها مدينة الظبية بمحافظة صبيا الأسبوع الماضي، وتمثلت في وفاة طفل اختناقاً بعد نسيانه في الحافلة لمدة تزيد على خمس ساعات، وانفردت “سبق” بنشر تفاصيل الحادثة في حينها.
وقال “الحكمي”: “إنه في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف من مساء أمس ورد بلاغ لشرطة محافظة صبيا من قبل مستشفى المحافظة العام، مفاده وجود طفل متوفى بقسم الطوارئ، وفور تلقي البلاغ تم انتقال المختصين برفقة الأدلة الجنائية للمستشفى، ووجد الطفل البالغ من العمر ٤ سنوات وقد فارق الحياة”.
وأضاف أنه بمعاينة الطفل لم يتضح وجود أي آثار لعنف أو خلافه على جسده، وبسؤال المرافقين له أفادوا بأن الطفل نام في الحافلة التي تقله للروضة التي يدرس بها، ولم ينزل أثناء نزول الطلاب منها حيث بقي داخلها، وهو ما أدى إلى اختناقه ووفاته.
وأشار “الحكمي” إلى أن الطبيب الشرعي أكد أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة الاختناق؛ الأمر الذي اقتنع به والد الطفل إيماناً بقضاء الله وقدره، مؤكداً إيداع الجثمان ثلاجة المستشفى، وإشعار النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.