عام

كيف نتوقى من عمليات الاحتيال في المدفوعات نل فرنانديز

 

لعل واحداً من أبرز دروس المسؤولية الشخصية التي تعلمناها خلال تفشي هذه الجائحة العالمية التي فرضت أوضاعاً غير مسبوقة، هو أن الوعي والحذر يمكن أن ينقذ الأرواح. فخلال النشاطات اليومية، يلتزم الناس بكافة الإجراءات الوقائية حفاظاً على سلامتهم، بدءاً من تدابير الحجر والتباعد الاجتماعي إلى العزل الذاتي، وهنالك أيضاً أمر إضافي بات محورياً بكافة المقاييس؛ وهو أمننا المالي. وفي خضم الجهود العالمية المبذولة للتقليل من تداعيات تفشي الجائحة قدر الإمكان، ينشط المجرمون الإلكترونيون بكثرة في محاولات مكثفة لإيجاد طرق جديدة للقيام بجرائمهم. فقد رأوا في هذه الأوضاع العصيبة فرصة مثالية لاستغلال توتر الناس وخوفهم واضطراب عواطفهم ونقاط ضعفهم لسرقة معلوماتهم الشخصية وبالتالي الاستيلاء على أموالهم بأسلوب غير مشروع.
وقد يعود تاريخ الاحتيال إلى نشأة الحضارات البشرية، إلا أن طبيعته لم تكن على ذات درجة التعقيد التي هي عليه اليوم، لاسيما كونه يستند إلى التقنيات المتطورة في عالمنا. لقد ولت تلك الأيام التي تتلقى فيها بريدياً إلكترونياً من شخصية ملكية غريبة، يمنحك بموجبها طواعية حصة كبيرة من ميراثه مقابل استلام بعض الأموال مقدماً منك. فاليوم، يحرص المحتالون على جمع معلومات كافية ووافية عنك للانقضاض بجريمتهم في الوقت المناسب. ومع ذلك، وفي حين أن الاحتيال بأسلوب الهندسة الاجتماعية يمكن أن يأخذ أشكالاً عديدة مثل المكالمات الهاتفية والرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتيال على المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن الهدف هو الوصول إلى معلوماتك الشخصية الحساسة.
يمكن جمع كميات ضخمة من المعلومات الشخصية عبر الإنترنت من منصات التواصل الاجتماعي، والحسابات المخترقة بسبب ضعف كلمات المرور، والبيانات المخترقة عبر شبكات دارك ويب. ويقوم المحتالون ببناء كمية ضخمة من المعلومات الشخصية حول أنماط الحياة اليومية للأشخاص المستهدفين، مثل المتاجر التي يترددون عليها، أو البنك أو اتحاد الائتمان الذي ينتمون إليه، أو الخدمات التي اشتركوا فيها.
خلال هذه الأوقات، يأمل المجرمون الإلكترونيون في تشتيت انتباه الأشخاص، حتى يتمكنوا من خداعهم وسرقة معلوماتهم المالية مثل أرقام حساباتهم، ورموزهم الشخصية، وتواريخ انتهاء صلاحية البطاقات، و رمز CVV2، والبيانات الشخصية. وعادة ما يفعلون ذلك باستخدام المكالمات الهاتفية أو الرسائل القصيرة أو البريد الإلكتروني، بدعوى أنهم من موظفي البنك أو مشغل شبكة الاتصالات أو بائع تجزئة مفضل لديهم. ولا تطلب المؤسسات، بما في ذلك الهيئات الحكومية، أي معلومات شخصية أو مالية من الأشخاص الذين يستخدمون هذه القنوات. وتظهر نتائج استطلاع المستهلكين والذي تم تنظيمه بالتعاون مع حملة “ابق آمناً” الخاصة بـ Visa أن أكثر من ثلث المستهلكين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت كانوا ضحايا الاحتيال عبر الإنترنت وتراودهم مخاوف أمنية معينة تتعلق بالمدفوعات الرقمية.
تحقيق الأمان هو ثمرة جهود جمعية وثقافة العميل عنصر أساسي
تعمل Visa دون كلل لتأسيس بنية قوية تلبي احتياجات العملاء في قطاع المدفوعات وتعزز الأمان والموثوقية والسهولة والثقة. ويُعزى نجاحنا إلى التقنية الذكية التي نوظفها والموارد التي نعمل عبرها على تثقيف العملاء وزيادة وعيهم.
ويعمل فريق Visa لإدارة المخاطر على مدار الساعة وبكفاءة عالية لحماية العملاء من التهديدات والاستجابة لأي مخاطر ناشئة مباشرة. لقد حافظنا على معدلات الاحتيال العالمية عند أدنى مستوياتها التاريخية – أقل من 0.1 %- من خلال الاستثمار في الذكاء البشري والتقنيات المتطورة مثل الذكاء الاصطناعي؛ وتمكين المستهلكين والعملاء بالأدوات والموارد ومنحهم زمام السيطرة لإدارة المخاطر؛ ووضع أطر فعالة للحوكمة لمساعدة الشركات والمنظمين على التحلي بالمرونة .
وكما هو الحال كل عام، أطلقنا حملتنا السنوية “ابق آمناً” في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والكويت بالشراكة مع شرطة دبي، واقتصادية دبي، وشركة المدفوعات السعودية – مدى، واتحاد مصارف الكويت، لفهم آراء المستهلكين وتفضيلاتهم والمخاوف الأمنية المتعلقة بالمدفوعات الرقمية، مع تقديم نصائح للعملاء حول كيفية حماية أنفسهم من الاحتيال أثناء سداد المدفوعات.
ومن أهم النصائح الواجب تذكرها هي عدم الكشف عن أي معلومات مالية أو شخصية أثناء أي اتصال غريب، واعتبار كافة الطلبات من هذا النوع مشتبه في مصداقيتها. وإذا كنتم تعتقدون أن الطلب موجه من البنك الذي تتعاملون معه حقاً، أو الجهة المعنية بإصدار بطاقة الدفع الخاصة بكم، أو شخص من الحكومة يحاول التواصل معكم، يمكنكم دائماً إعادة الاتصال عبر الرقم الرسمي المعتمد من قبل الجهة المعنية. وهاذ ما نؤكد عليه دائماً بأنه الوسيلة الموثوقة لضمان التصدي للجرائم الإلكترونية. فإذا تلقيتم رسالة مشكوك بها وتحمل اسم Visa يجب علينا التحقق منها وعليكم الإبلاغ عبر البريد الإلكتروني phishing@visa.com. فمن خلال دعم جهودنا لمكافحة الاحتيال، فأنتم تساهمون أيضاً في حماية عملاء آخرين من الوقوع فريسة لهؤلاء المحتالين.
لقد تعلمنا دروساً كثيرة من سنوات عملنا، ويمكننا التصدي للتحديات المستقبلية والاستفادة من الفرص المتنامية في مجتمع رقمي يتبنى تقنيات المدفوعات المتطورة، وعملاء واعون بأسس استخدامها.

أبقوا بأمان وحافظوا على سلامتكم
بقلم: مدير المخاطر في شركة Visa لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
نل فرنانديز ..
مدير المخاطر في الشرق الاوسط وشمال افريقيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى