9 بلدات في هذه الدولة لم يصل إليها خبر “كورونا”.. معزولة والإنترنت مقطوع
رغم أن فيروس كورونا المستجد يعد الخطر الصحي الأبرز حالياً على مستوى العالم، لا يزال مئات الآلاف من سكان ميانمار، المحاصرين وسط قتال شرس في أقصى شمال البلاد، لا يعرفون شيئاً عن الوباء بسبب انقطاع الإنترنت نحو عام.
ووفق سكاي نيوز كانت حكومة ميانمار قد قطعت الاتصال بالإنترنت عن 9 بلدات في ولاية راخين، خشية استعمال الشبكة في إشعال مواجهات بين الجيش والمتمردين.
ولم تعد الحكومة خدمة الإنترنت إلا لبلدة واحدة في مايو الماضي، فيما ظلت بقية البلدات التي يبلغ مجموع سكانها 800 ألف معزولة عن العالم، وأغلبيتهم من أقلية الروهينغا المسلمة.
وتقول منظمتا “هيومان رايتس ووتش” والعدل الدولية الحقوقيتان، إن “استمرار قطع الإنترنت عن هذه البلدات يعرّض أرواح سكانها هناك للخطر، إذ لا يحرمهم من الإبلاع عن الانتهاكات بحقهم فحسب، بل يحجب عنهم المعلومات والحملات الخاصة بوباء كورونا وتداعياته”، بحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية.
وذكرت المستشارة القانونية في “هيومان رايتش ووتش” ليندا لاخيدير، أنه “في ظل النزاع المسلح بين جيش ميانمار وفصيل المتمردين الذي يطلق على نفسه جيش أراكان، من الضروري أن يحصل المدنيون على المعلومات اللازمة للبقاء في مأمن”.
وتقول السلطات في ميانمار إنها سجلت حتى الأربعاء، 6 وفيات و291 إصابة بفيروس كورونا المستجد، وأشارت إلى تسجيل عدد محدود من الإصابات في بلدتين بولاية راخين، حيث يعيش أكثر من 100 ألف مسلم من أقلية الروهينغا في مخيمات مكتظة.
وكان هؤلاء قد فروا خلال عام 2018، إثر الحملة القاسية التي أطلقها الجيش ضد هذه الأقلية، بحجة مواجهة “جيش أراكان”.
ودعت الأمم المتحدة إلى محاكمة قادة جيش ميانمار بتهم ارتكاب الإبادة الجماعية والفظائع ضد المسلمين هناك.
ويعيش أيضا في راخين عدد من البوذيين الذين شردوا بسبب القتال الأخير في الولاية في مخيمات بالولاية أيضاً.
وبعد أن اجتاح فيروس كورونا العالم، أطلقت الحكومة حملة توعية بشأن سبل الوقاية من الوباء، لكن برلمانيين قالوا إن هذه البيانات لا تصل إلى سكان بلدات في راخين.
وتعتمد الحملة الحكومية على نشرات تبث على موقع “فيسبوك” وتطبيقات التراسل الفوري مثل “واتساب” ومواقع حكومية.
وقال النائب هتوت ماي، بعدما تمكن من دخول الولاية بصعوبة، إنه “عندما سألت الناس في دائرتي عن فيروس كورونا، بدا أنهم لا يعرفون شيئاً وكان عليّ أن أشرح لهم قصة الوباء من البداية، وأهمية التباعد الاجتماعي وضرورة غسل اليدين باستمرار”.
ورأى ماي أن السكان لا يخشون من كورونا لأنهم لا يعرفون عنها شيئاً، بل يخشون القتال الذي يرونه بأم أعينهم.
وتسبب القتال الدائر في الولاية في مقتل 151 مدنياً وإصابة 344 آخرين بين شهرَي يناير ومايو من هذا العام.