غرفة الشرقية تختتم فعاليات معرض وظائف 2017 بأكثر من 20 ألف زائر
سجل معرض وظائف 2017 الذي اختتمت فعالياته غرفة الشرقية الجمعة زيارة اكثر من 20 الف من طالبي وطالبات العمل، وسط اهتمام كبير من الشركات المشاركة والمستفيدين.
وبلغ عدد الشركات المشاركة في المعرض الذي نظمته الغرفة بالشراكة مع شركة معارض الظهران الدولية (اكسبو) حوالي 138 شركة ومؤسسة قدمت اكثر من 9 الاف وظيفة، منها 1500 فرصة موجهة للسيدات و500 فرصة عمل لذوي الاحتياجات الخاصة، وشهد المعرض الذي نظم على مدار اربعة حيث انطلق الثلاثاء الماضي واستمر حتى الجمعة، برنامج علمي مصاحب نفذته لجنة الموارد البشرية بالغرفة وقدمه متخصصون بحثوا عددا من الموضوعات ذات العلاقة المباشرة بسوق العمل، وحقوق العامل.
وقال رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن بن صالح العطيشان المعرض الذي أقيم تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية، وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير احمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب امير المنطقة قد شهد مشاركة متميزة من قبل العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية، وقد جاءت هذه المشاركة على عدة أشكال، منها المشاركة عبر تقديم الفرص الوظيفية بشكل مباشر، وهذا ما يشمل الغالبية من الشركات والمؤسسات العارضة.
ولفت العطيشان إلى أن هذا العام قامت الغرفة بطريقة جديدة في تسجيل الطلبات، حيث نشرت رابطا الكترونيا للتسجيل المبكر، وذلك قبل موعد المعرض بمدة كافية، كما تم تسجيل الطلبات للذين لم يتسن لهم التسجيل عبر الرابط، وقد لاحظنا حالة إيجابية تنامت هذا العام تتمثل في التزام طالبي العمل بالنظام بصورة تعكس صورة الشباب السعودي المؤهل، فعلى رغم الزيادة الملحوظة في عدد المشاركين إلا أن عملية التسجيل والتقديم تمت بانسياببة وإيجابية عالية.
وتطرق إلى المشاركة الحكومية في المعرض، ووصفها بأنها كانت مميزة، فمن جهة شهدت هذه النسخة دعما مباشرا من الحكومة الرشيدة تتمثل في الرعاية الكريمة من لدن سمو امير المنطقة وتشريف سمو نائبه لحفل الافتتاح الرسمي وتكريم الجهات الداعمة والراعية، ومن جهة أخرى شهدنا هذا العام مشاركة بارزة من عدد من الوزارات ابرزها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتقني، وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، فضلا عن الجهات الأمنية التي ساهمت في عملية الخروج والدخول من إلى المعرض، يضاف لذلك تواجد عدد من الكليات والمعاهد التدريبية الحكومية، و كل ذلك يؤكد ــ بما لا يقبل الشك ـ حرص الجهات المعنية على مسألة التوطين، وسعيها الدؤوب وتشجيعها لمشاريع القطاع الخاص في هذا الشأن.
وأشاد العطيشان بتفاعل الشركات والمؤسسات الخاصة مع مشروع المعرض، إذ ارتفع عدد المشاركين والداعمين والرعاة بصورة لافتة هذا العام، هذا فضلا عن تعمق الشراكة الكبيرة بين غرفة الشرقية وشركة الظهران اكسبو، والذي سوف يظهر أيضا في برامج وفعاليات أخرى خلال الأشهر الباقية من هذا العام، مثل مؤتمر ومعرض شباب وشابات الأعمال، ومعرض الأسر المنتجة (صنعتي)، وغير ذلك.
واشار العطيشان إلى ان النتائج الأولية من المعرض أكدت عمق التفاعل بين القطاعين العام والخاص لدعم شبابنا السعودي المؤهل، ونتطلع لأن يحظى طالبو العمل بالحصول على الوظائف التي كانوا يتطلعون لها.. لافتا إلى أن معظم الذين تقدموا للحصول على الوظائف هم من حملة الدرجات العلمية ما بعد الثانوية (دبلوم، بكالريوس، ماجستير)، ومنهم عدد كبير من خريجي الجامعات الأجنبية، بل أن بعض الذين تقدموا بطلبات الوظائف كانوا يحملون درجات علمية مختلفة وخبرات عملية عديدة، وأن بعضهم جاء يبحث عن فرصة وظيفية أفضل، وهذا يؤكد أن المعرض بات وسيلة فضلى ومباشرة لدى الشباب السعودي للحصول على الوظائف المطلوبة، نظرا للتميز في الفرص المتاحة عبر هذا المعرض.
من جهته أعرب أمين عام غرفة الشرقية عبدالرحمن بن عبدالله الوابل عن خالص شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز على رعايته للمعرض والبرنامج العلمي المصاحب، ولصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز على تشريفه وإطلاقه لفعاليات المعرض، والشكر موصول لكافة الشركات والمؤسسات الداعمة والراعية والمشاركة في المعرض، فهذا المعرض ـ بهذه المشاركة ـ يؤكد تكاتف الجميع وتفاعلهم مع قضية هي الأهم من بين قضايانا التنموية وهي قضية الموارد البشرية وتأهيلها وجذبها نحو الاعمال الاكثر جدوى، وتجنيدها لخدمة الاقتصاد الوطني.
وقال الوابل إن المعرض الذي أقيم خلال الفترة (24 ـ 27/اكتوبر/2017) حيث خصص الثلاثة ايام الاولى للأفراد والرابع للعائلات، أعطى صورة جميلة لواقع أجمل، يتمثل في حرص مؤسسات القطاع الخاص لاستقطاب الشباب السعودي من جهة، ومن جهة أخرى حرص الشباب السعودي على الاطلاع على الفرص الجديدة بما يتلاءم مع ما يحملون من مؤهلات، وما تنطوي عليه سوق العمل من فرص وظيفية واعدة، خاصة وأن البلاد تشهد طفرة تنموية كبيرة، تطلب كفاءات وخبرات ومهارات الشباب السعودي.
واشار الوابل بأن النجاح الذي حققه المعرض في نسخته الخامسة هذا العام كانت نتيجة عوامل عديدة أبرزها نمو وتطور الشراكة الاستراتيجية بين غرفة الشرقية وشركة معارض الظهران الدولية (اكسبو)، وكذلك للجهود المبكرة التي بذلتها اللجنة المنظمة للمعرض، والمتمثلة في مركز غرفة الشرقية للتوظيف، ولجنة الموارد البشرية بالغرفة، يضاف إلى ذلك التفاعل الكبير من قبل الجمهور الذي جسد حقيقة الحيوية والحماس الذي يعيشه الشباب السعودي، الباحث على الوظائف الجديدة والساعي لتحسين وضعه المادي والاجتماعي ومن ثم المساهمة في تنمية وبناء هذا الوطن الكبير،
وقال الوابل إن المعرض في هذه النسخة قد توجه إلى زيادة مساحة الاهتمام بالعنصر النسوي في هذا المعرض، حيث تم تخصيص اليوم الأخير لعرض الوظائف الخاصة بالنساء إذ تم تقديم 1500 فرصة وظيفية خاصة بالنساء، هذا فضلا عن إقامة ورشة عمل خاصة بالنساء، حرصنا جميعا على فتح المزيد من آفاق العمل والابداع امام المرأة السعودية، التي تشهد أزهى أوقات مساهمتها في التنمية، لذلك شهدنا حضورا كثيفا من قبل طالبات العمل، كما شهدنا حضورا مميزا في ورشة العمل الخاصة بالنساء.
وذكر بأن عددا من الشركات العارضة قد قدمت فرصا وظيفية للفئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وهذه تعد لفتة جميلة من هذه الشركات، ومن المعرض أيضا، ما يضفي صفة إيجابية لهذا المعرض كونه يولي هذه الفئة العزيزة على قلوبنا اهتماما يجعل من دمجها في المجتمع وتحويلها من فئة هامشية إلى فئة ذات مساهمة في الحياة التنموية بشكل عام.
وأشاد الوابل بالتفاعل الكبير الذي أبدته مؤسسات وشركات القطاع الخاص هذا العام ذ لم تتوقف طلبات المشاركة في المعرض حتى في وقت انطلاق المعرض، مما اضطر اللجنة المنظمة للمعرض إلى الاعتذار لانتهاء فترة التسجيل، خاصة وأن الاستعداد للمعرض قد بدأ قبل الانطلاق بأكثر من 6 أشهر.
واشار إلى النجاح الذي حققه البرنامج العلمي الذي نفذته لجنة الموارد البشرية بغرفة الشرقية والذي بحث عددا من الموضوعات ذات العلاقة المباشرة بسوق العمل، وحقوق العامل، وقد شهدنا مشاركة فاعلة من عدد من الجهات المعنية بالتدريب والتأهيل ونشر ثقافة العمل الحر.
من جهتها اكدت المستشارة /ندى حمد الدوسري التي قدمت ورشة العمل الرابعة في اليوم الختامي للمعرض بعنوان (مستقبل التوظيف)، على أهمية الدقة في اختيار الوظائف والتي يتم عبر الربط بين الواقع الحالي والمستقبل، والربط بين المهارات الذاتية والوظيفة المطلوبة، والإجابة على العديد من الاسئلة الهامة.
واجرت الدوسري مقارنة بين الوظيفة والعمل الحر .. وذكرت بأن الوظيفة هي :”عقد بين طرفين (الموظف وصاحب الوظيفة)، يتضمن أداء مهمة أو عمل أو جهد فكري أو عضلي بمقابل مادي أو معنوي”.. مشيرة إلى أن الوظائف تأتي على فئات (تشغيلية، إدارية، قيادية، وقيادية تنفيذية).. بينما العمل الحر هو “مُصطلح يُطلق على الأعمال التي تُدار من طرف أشخاص يعملون لحساباتهم الشخصيّة، ويأتي هذا العمل بصورة كاملة أي أن الفرد يعتمد على العمل الحرّ كعمل أساسي مُطلق، أو بصورة جزئية، أي أن الفرد يعتمد على العمل الحرّ كعمل ثانوي، مثله مثل من يعمل بشكل إضافي إلى جانب وظيفته الصباحية،
وتضيف الدوسري أن الوظيفة تتطلب شهادة علمية، بينما العمل الحر لا يتطلب ذلك بالضرورة بدليل وجود رجال أعمال أسسوا مشاريع ضخمة بدون شهادات علمية، كما ان العديد من الوظائف لا تشترط خبرة عملية، ولا رأسمال، بعكس العمل الحر الذي يعتمد على راس المال والخبرة العملية بشكل أساس.
وتمضي الدوسري لتقول بأن الوظيفة هي مصدر تطوير لمهارات الموظف، وهي مصدر دخل مادي ثابت، وهي نافذة على عالم الأعمال، بينما العمل الحر نافذة اقتصادية لتحقيق طموح الأشخاص المنافسين والمستعدين لمواجهة المخاطر الاقتصادية، وهي أداة لصناعة اسم في السوق المستهدف، وخلق مصدر دخل مربوط بالجهد.
وفي إطار الحديث عن الوظيفة تؤكد الدوسرى على أن اختيار الوظيفية ينبغي أن يكون متماشيا مع سوق العمل الحالي، وأن يكون لها مستقبل تطويري، وهذا يقتضي الاطلاع على قنوات رسمية لقراءة توجهات سوق العمل مثل الوظائف المعروضة بالخدمة المدنية، أو التي المعروضة على المواقع التي تعنى بتطوير الموارد البشرية، والأقسام المستحدثة في الكليات والجامعات بالمنطقة، ومشاريع ومبادرات الوزارات
وحتى يتحقق الحصول على الوظيفة الملائمة لمهارة الموظف والمستقبل الوظيفي تدعو الدوسري الى حديث مع النفس بشفافية ووضوح يتضمن عدة أسئلة اهمها: (هل أجد نفسي بعد سنوات منتجة ومبدعة في الفئة التي اخترتها؟ هل أملك المهارات حاليا للبدء بالمستوى الأول لخط التوظيف الذي خترته؟ هل أستطيع تطوير مهاراتي خلال المدة الزمنية المناسبة لأصل للمستوى الوظيفي الذي أطمح له بعد سنوات معينة؟).
واختتمت حديثها بالقول أن الفرص الوظيفية متوفرة ومربوطة بالخطط الاقتصادية، وتعرض عبر قنوات عدة مثل معارض وشركات التوظيف، أو عبر التقديم المباشر الذي يتطلب من طالب (أو طالبة العمل) اعداد سيرة ذاتية، والاستعداد للمقابلات الشخصية.. مؤكدة على جملة: (إختياركم للوظيفة المناسبة، يضمن لكم المستقبل الواعد”. كما تم تكريم المحاضرة بدرع تذكاري.