السيسي: حريصون على إقامة دولة ديمقراطية حديثة
شدّد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، على ضرورة محاربة الإرهاب والتطرّف، وفيما أكّد السيسي الحرص على إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، لفت ماكرون إلى التنسيق الوثيق جداً الذي يربط البلدين، ووقوف بلاده إلى جانب مصر.
ولفت السيسي في مؤتمر صحافي جمعه مع نظيره الفرنسي في باريس، أمس، إلى أنّ مصر تقع في منطقة مضطربة للغاية، وأنّ هذا الاضطراب كاد ينهي المنطقة ويحولها إلى بؤرة لتصدير الإرهاب والتطرّف والفوضى إلى العالم كله. وأشار السيسي إلى أنّ هذا من شأنه أن يمس أمن المنطقة وأوروبا والعالم أيضاً، مشدّداً على حرصه على إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة في مصر هذه إرادة سياسية، وأنّ الشعب المصري لن يقبل أن يكون هناك أي شكل من أشكال الممارسة العنيفة أو الديكتاتورية أو عدم احترام لحقوق الإنسان.
ولفت السيسي إلى عدم وجود أي نوع من ممارسات التعذيب في مصر، مشيراً إلى ضرورة الحرص على التعامل مع المعلومات التي يتم تداولها بسبب وجود تنظيم الجماعات والفكر المتطرّف المناوئ لمصر والاستقرار فيها، مشيراً إلى نشره لأفكار غير حقيقية لما يحدث في مصر.
وتساءل السيسي: «لماذا لا يتم سؤالي عن حق المواطن المصري في تعليم جيد، ودعني أؤكد لكم أننا لا نتمتع بتعليم جيد، وحق العلاج الجيد في مصر فنحن أيضاً لا نتمتع بعلاج جيد في مصر، لماذا لا تحدثني عن حق التشغيل والتوظيف للمواطن المصري فنحن ليس لدينا توظيف جيد في مصر، نحن لا نتهرب من الإجابة عن حقوق الإنسان ولكن يجب فهمها في سياقها الحقيقي لدولة في مثل ظروف مصر»، مضيفاً: «نحن لسنا في أوروبا بتقدمها الفكري الثقافي والحضاري والإنساني نحن في منطقة أخرى».
وعن قضية الإرهاب والتطرف، قال السيسي: «حريصون على حقوق الإنسان في مصر لكننا لن نسمح بتفشي بؤر الإرهاب»، مضيفاً: «هناك إرادة سياسية لدولة مدنية في مصر من دون عنصرية لكن الفكر المتطرف يعيق تحقيق ذلك».
أولوية زيارة
وأبان السيسي أنّ الشق الاقتصادي حظي بالأولوية في زيارته لفرنسا، مشيراً إلى أنّه عرض أمام الرئيس الفرنسي، النتائج الإيجابية لبرنامج الإصلاح الاقتصادي الذي حقق معدلات نمو مرتفعة وزيادة في الاستثمارات الأجنبية.
وأضاف أنّه تمّ التوقيع على مجموعة من الاتفاقات ومذكرات التفاهم وإعلانات النوايا بقيمة تصل إلى 400 مليون يورو، معظمها في مجالات الطاقة التقليدية والمتجددة والبنى التحتية والنقل، ولا سيّما مترو الأنفاق. وكشف السيسي عن أنّه اتفق مع ماكرون على إعلان عام 2019 عام الثقافة والسياحة المصرية الفرنسية.
تنسيق وثيق
من جهته، شدّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على التنسيق الوثيق جداً الذي يربط بين فرنسا ومصر، وأهمية تعزيز التبادل والتنسيق بين البلدين. وأضاف ماكرون: «أنا مدرك للظروف الأمنية التي يتحرك فيها الرئيس السيسي، لديه تحدي استقرار بلاده ومكافحة تطرف ديني عنيف، ولا يمكن أن نتجاهل هذا». وقال ماكرون: «نقف إلى جوار مصر باعتبار أمن هذا البلد الصديق جزءاً من أمننا».
وأكّد ماكرون تصميم فرنسا على دعم البرنامج الاجتماعي والمالي الذي تقوده مصر منذ سنتين، لافتاً إلى استمرار هذا الدعم من خلال مشاريع تمولها الوكالة الفرنسية للتنمية، والرغبة في تكثيف التعاون في المستقبل.
وقال الرئيسان إنّ محادثاتهما تناولت الأوضاع في ليبيا وضرورة العمل معاً من أجل إيجاد حل سياسي ودعم جهود الموفد الدولي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة. وأكّد مصدر في الاليزيه أنّ ماكرون دعا السيسي إلى المشاركة في مؤتمر حول تمويل الإرهاب سينظمه عام 2018، بينما دعا السيسي أمام الصحافيين الرئيس الفرنسي إلى زيارة مصر في أقرب وقت.