المسؤول عن التوسعة الثالثة للحرم يتحدث عن بدايته وكواليس المشروع الأضخم
كشف المهندس عبدالله بن جنيدب العتيبي، المصمم الرئيس للمشاريع العملاقة لتوسعة الحرم المكي الثالثة المسؤول الأول عن تصاميم توسعة الحرم، تفاصيل وكواليس التوسعة الأضخم للمسجد الحرام، وكيف ارتفعت الطاقة الاستيعابية للمطاف من 40 ألف طائف في الساعة إلى 107 آلاف.
وفي التفاصيل، تحدث المهندس “ابن جنيدب” في برنامج “اللقاء من الصفر” عن بدايته: كنت معيدًا بعد ابتعاثي على حساب الدولة لإكمال البكالوريوس والماجستير في العمارة، وكنت أدرس بجامعة هي الأولى في تدريس العمارة على مستوى العالم، هي جامعة بنسلفانيا، وكان لدي إصرار على أن أكمل فيها، وتخرجت -والحمد الله- منها، وحصلت على درجة الماجستير في العمارة والتصميم المعماري، ورجعت إلى السعودية، وأصبحت معيدًا وعضو هيئة تدريس، ومحاضرًا بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة (قسم العمارة). وتواصلت مع شخص ألماني، اسمه هولد براند، له قدرات جيدة في الاقتصاد العقاري، وكان موجودًا في جامعة في اسكتلندا، وكلمته لإكمال الدكتوراه، وحصلت عليها -والحمد لله-.
وأشار المهندس “ابن جنيدب” إلى أن مشاريع توسعة المسجد المكي العملاقة ستدخل الكتب العلمية للمشاريع في علم العمارة، وهو عمل فريد من نوعه، وإبداع ليس له نظير.
وقال مصمم التوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي الشريف: إن ظروف التصميم لا يمكن مقارنتها بأي مشروع آخر مهما كانت ضخامته؛ وذلك للظروف الخاصة المفروضة على المشاريع المنفذة في الحرمين الشريفين.
وبيّن المهندس جنيدب أن من تلك الظروف المحددات التي تقيد المشاريع، سواء المكان، أو الاضطرار إلى التصميم والتنفيذ في الوقت نفسه؛ فلا يوجد وقت كاف لإنهاء المخططات والخرائط ثم البدء في البناء كما هو الحال في المشاريع الأخرى.
وتابع: مشاريع الحرمين الشريفين يجب كذلك أن تنفذ بطريقة تليق بالمكان والمكانة. لافتًا إلى أن الحرم المكي تنفّذ فيه مشاريع ضخمة عدة في الوقت نفسه.
وأوضح أن مشروع الشامية – وهو التوسعة الثالثة للمسجد الحرام – بعد تسعة أشهر اعتبرت الوزارة أن مهمة الفريق فيه انتهت؛ وتم حل الفريق، ورجعتُ بعد أن انتهينا من التصاميم الأولية لتوسعة الشامية، ورجعنا إلى الجامعات، ومنهم الدكاترة، ورجعت إلى الجامعة لأدرِّس لطلابي.
وأضاف: وصلتني مكالمة من مسؤول بمجموعة ابن لادن، وطلب مني أن أرجع مسؤولاً عن التصاميم الفنية والمشروع في التوسعة الثالثة (الشمالية) للمسجد الحرام، وأصبحت أعمل وحدي بإعارة من الجامعة، واستكملت التصاميم، والآن رجعت إلى المرحلة التفصيلية التي نشاهدها الآن على أرض الواقع، وبدأنا ندخل في التصميم وتنفيذ المشروع، واستكملنا فعليًّا 95 ٪، وتعتبر المرحلة الثانية، وكانت المرحلة الأولى 5٪. وهذا العمل فيه جهد كبير، بمعنى أن تدير عملاً فيه آلاف من المهندسين والاستشاريين والمكاتب الاستشارية المختلفة، وفيه مكاتب ألمانية وإسبانية. وإدارتها تستلزم تنسيقًا عاليًّا للأعمال، والقرار الذي يؤخذ بالمشروع يؤثر على قرار آخر في عمل معقد، وموقع مستجد في كل لحظة، وليس ذلك سهلاً من ناحية التصميم.
وتابع “ابن جنيدب”: كانت من ضمن صلاحياتي هل العمل يرتقي للتصاميم أولاً؟ وأنا مسؤول عن الجزء التصميمي للمطاف. وارتأت الحكومة السعودية أنها تحتاج إلى توسعة الطاقة الاستيعابية للمطاف، ومبنى المسجد الحرام يحتاج إلى تأهيل للتوسعة السعودية الأولى؛ فتمت إزالة المبنى الذي حول الكعبة المشرفة، ونقل الطاقة الاستيعابية من 40 ألفًا إلى 45 ألف طائف في الساعة إلى أن وصلنا حاليًا إلى 107 آلاف طائف في الساعة، وهذا رقم كبير جدًّا.
وأكمل: كانت توجد مشاريع أخرى مرتبطة، تخدم المنطقة المركزية، كمشاريع محطات ووسائل نقل متعددة، من ضمنها مترو مكة إذا استُكمل بإذن الله. وتلك مشاريع ضخمة بميزانيات ضخمة، تخدم المسلمين في مكة، وكذلك هناك توسعة في المدينة المنورة في طور الاستكمال أيضًا، كذلك كنت المسؤول عن التصميم فيها، والدولة تراجع كل المشاريع. ويعتبر مشروع الشامية شبه مكتمل تقريبًا، والمطاف في طريقه إلى أن يُستكمل، وهناك أمر ملكي لاستكماله