مؤتمر عالمي: المملكة أكثر دول الشرق الأوسط عرضة للهجمات الإلكترونية
أجمع المشاركون في “المؤتمر العالمي الثَّانِي لحلول القيادة والسيطرة” الذي انعقد في قاعة الشيخ حمد الجاسر في مقر جامعة الملك سعود، تحت شعار: “التحالف ضد الإرهاب.. الاستراتيجيات والقدرات”، بتنظيم من الجامعة بالتعاون مع وزارة الدفاع، واختتم أَعْمَاله أمس، على أهمية التعاون الدولي في مجال الأمن السيبراني، وضخ الاسْتِثْمَارَات في تعزيز الأمن الإِلِكْتُرُونِيّ للعمل على الحد من الهجمات الإرهابية، واستغلال الإرهابيين للفضاء الإِلِكْتُرُونِيّ في التواصل وتنفيذ الهجمات الإرهابية.
وَأَكَّدَ المشاركون في المؤتمر “أن المملكة هي أكثر دول الشرق الأوسط عُرْضَة للهجمات الإِلِكْتُرُونِيّة؛ نظراً لموقعها الجيوسياسي والموارد الطبيعية التي تمتلكها؛ ما يجعلها مطمعاً للإرهابيين ومنفذي الهجمات الإِلِكْتُرُونِيّة”، مؤكدين أن التعاون مع أصحاب الخبرات الدَّوْلِيَّة في هذا المجال ستكون له آثار إيجابية في الأمن الإِلِكْتُرُونِيّ للمملكة، وتفادي سلبيات أضرار هذه الهجمات على الاقتصاد الوطني.
وقال الدكتور أحمد الدماس مستشار تقنية الاتصالات والمعلومات: “إن المملكة هي أولى دول الشرق الأوسط في التعرض للهجمات الإِلِكْتُرُونِيّة، تليها الإِمَارَات”، مُشِيرَاً إلى أن الهجمات وصلت في 2014 إلى 43 مليون هجمة، وهذا العدد زاد بمعدل الضعف خلال العامين السابقين.
وَأَكَّدَ الدماس وجود سبعة أبعاد للأمن السيبراني هي: القانوني والتقني والتنظيمي والتعاون الدولي والتوعية، وبناء القدرات والتصدي للهجمات الاستباقية، لافتاً إلى أن هذه الأبعاد يجب أن يتم الاهتمام بتنفيذها بنفس القدر من الأهمية.
وَأَشَارَ إلى أن الدراسات تؤكد زيادة استخدام المجتمع السعودي للإنترنت، حيث يستخدم 50 في المائة من السعوديين وسائل التواصل الاجْتِمَاعِيّ، ويقدر عدد الساعات التي يقضيها السعودي على الإنترنت خمس ساعات، وهناك سبعة من كل عشرة أَفْرَاد يملكون هواتف ذكية، وتسعة من عشرة منهم يستخدمون الهاتف في البحث عن معلومات، وثمانية منهم في البحث عن منتجات؛ ما يتطلب منح الأمن السيبراني عناية أكبر لدى الجهات والشركات في المملكة.
بِدَوْرِهِ أَشَارَ طارق المطيري أمين عام برنامج “حصانة” إلى أن الأمن التقني والإِلِكْتُرُونِيّ يعمل جنباً إلى جنب مع الأمن الفكري، قَائِلاً: “إن برنامج حصانة بدأ تنفيذه في مدارس المملكة للعمل على إعداد جيل محصن فكرياً، وقادر على مواجهة الفكر الإرهابي الذي يستغل التقنية في الوصول إليه واستغلاله”.
وبين أن البرنامج بدأ بتعيين ممثل له في كل مدرسة ليكون حلقة وصل بين المدارس وبين تطبيق أهداف واستراتيجية البرنامج وحماية طلاب المدارس وتحصينهم ضد هجمات الأعداء التقنية والفكرية.
واستعرض الدكتور عيسى العتيبي مدير قسم أمن الاتصالات والشبكات في قوات الدفاع الجوي في وزارة الدفاع كَيْفِيَّة استخدام الإرهابيين وسائل التواصل الاجْتِمَاعِيّ سواء بالتواصل بينهم أو التخطيط لهجمات إرهابية؛ ما يتطلب مزيداً من الاهتمام بالأمن الإِلِكْتُرُونِيّ وتبادل الخبرات الدَّوْلِيَّة في تحليل تلك الوسائل للحد من الهجمات ومكافحة الإرهاب.
بِدَوْرِهِ أَوْضَحَ الدكتور أنيبال فيالبا كبير مستشاري رئيس مجلس الأمن السيبراني الوطني في إسبانيا أهمية التعاون بين السعودية وإسبانيا في مجال الأمن السيبراني، مُطَالِبَاً بإيجاد نموذج للتعامل مع الهجمات الإِلِكْتُرُونِيّة والعمل على تنفيذه واستخدامه في التصدي للهجمات الإرهابية، منادياً بالاسْتِثْمَارَات المشتركة في هذا المجال.
واعتبر فيالبا أن الهجمات الإرهابية قد زادت في إسبانيا 32 في المائة في 2017 مقارنة بعام 2016؛ ما يدل على أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات، الذي له آثار إيجابية في التصدي للهجمات المتزايدة التي تَسَبَّبَت في آثار سلبية في 150 دولة و200 ألف جهاز كمبيوتر، مقدراً تكاليف الهجمات على الاقتصاد الإسباني بنحو 1.61 في المائة من إِجْمَالي نسبة الناتج المحلي للبلاد، وَفْقَاً لـ”الاقتصادية”.
وبين أن إسبانيا تتعرض لنحو ثلاثة آلاف هجمة سنوياً، مُشَدّداً على أهمية التعامل مع مثل هذه الهجمات وَفْقَ أسس تقنية لتفادي سلبياتها.