عام

سيادة الواقع الافتراضي

مؤكد أن هناك حالة تشكل هائلة تقود لتسريع سيادة الواقع الافتراضي حولنا.. فأزمة كورونا عجلت بسيطرة التواصل الافتراضي من خلال منصات مختلفة وفي تجمعات واجتمعات ولقاءات بشرية حول العالم.

في فترة وجيزة فرض التواصل عن بعد واقعه حيث شاهد العالم أهم اجتماع اقتصادي تضمن قمة دول العشرين، وكان بدعوة ومبادرة من المملكة العربية السعودية التي ترأس الدورة القادمة العادية، وبترتيب عالي المستوى، وبأيد سعودية متخصصة في الأمن السيبراني والاتصالات والتقنية والذكاء الاصطناعي.

وبما أن الأحداث عجلت باتجاه إلى خيار الاجتماع الافتراضي وحدث بالفعل حيث رأى العالم كيف اجتمع زعماء عشرين دولة افتراضيا، وشاهدنا مكاتبهم وأماكنهم وبالفعل كان النجاح منقطع النظير، حيث احتوى مضامين مهمة أشاعت ردود فعل إيجابية.

كما رأينا اجتماع دول الاتحاد الأوروبي لمناقشة واقع وآثار أزمة كورونا، وشاهدنا أيضا كيف تم تقديم برامج تلفزيونية من المنازل، وإجراء لقاءات مع ضيوف عبر وسائل تواصل اجتماعية في أماكنهم.

وتابع الجميع كيف توجهت جهود التعليم ومؤسساته نحو التعليم عن بعد وأكدت على تفاعلية الطلاب مع المحتوى المقدم، كما اتجه الكثير بسبب إجراءات الاحتراز والبقاء في البيوت لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في أجهزتهم الذكية للعمل عن بعد، وإجراء اجتماعات بين الإدارات والأقسام، وكذلك ساعد في تواصل أفراد الأسرة مع الأقارب والحديث معهم، ولمس الكثير توجهات المجتمع نحو التموين الغذائي وسد الاحتياجات المنزلية والخدمات العامة عبر الطلب من التطبيقات الذكية، أو من خلال مواقع الإنترنت.

هذه الشواهد، وتأثير مثل هذه الأزمة أعادت التفكير في استخدام الموجود من الوسائل التواصلية، وعززت فكرة العالم الافتراضي بشكل عام ومنحت الكثير الثقة والجرأة في جعل هذا الخيار متاحا دون تردد، وحين أثبت فاعليته استمرت كثير من الدول والجهات في استخدام التواصل الافتراضي.. بل إن الواقع برأيي يشير إلى كثافة عالية جعلت الناس تتراسل وتستخدم وتتلقى المحتوى التواصلي، كما أن المشاركات والعضويات والتسجيل في الوسائل المختلفة ارتفع إلى منسوب كبير لم تشهده الشبكات الاجتماعية في السابق، وجعلت البعض الرافض للمشاركة يتنازل عن كبريائه ويسجل ويستخدم وسائل كان يتجاهل أهميتها وقيمتها.

الواقع الافتراضي اليوم إجباريا أجده يحقق سيادة طاغية على مجريات التواصل بشكل عام، ويعيد التفكير في واقع الحالة الإعلامية من جهة وواقعنا العادي الحقيقي من جهة أخرى.

ومؤكد أن الآثار الاتصالية وتغير السلوك الاتصالي لدى الشخص سيلقي ظله على واقعنا بشكل عام حتى بعد انتهاء أزمة كورونا سواء بمنحنا خبرة وتجربة ومعرفة جديدة اقحمتنا الظروف في ثناياها.

ويبقى القول: هل ستستمر حالة الاعتماد على وسائل التواصل في إشباع رغبات الناس الاتصالية بعد زوال أزمة كورونا بإذن الله، وهل سيعتمد العالم على الواقع الافتراضي في اجتماعاته القادمة ويتخلص من التكلفة والإجراءات الثقيلة وترتيبات سياسية معقدة، فنرى لقاءات ثنائية بين زعماء بشكل افتراضي بين الدول، ويستعيضون بما حدث في هذه الأزمة، وهل ستؤثر سيادة الواقع الافتراضي على اقتصاديات الدول والجهات بسبب اختزال التكاليف في منصة وبث آمن في واقع افتراضي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى