روسيا تحاصر «أردوغان» في إدلب.. وتكذّب بيانات تدفق اللاجئين
فيما يمثل تأكيدًا على تصدّي روسيا للميليشيات الإرهابية المدعومة مباشرة من الرئيس التركي، لرجب أردوغان، أكدت موسكو، اليوم الثلاثاء، تمسّكها بموقفها في محاربة الإرهاب في محافظة إدلب الواقعة شمال غربي سوريا، حيث تدور الاشتباكات بين القوات التركية والفصائل الإرهابية الموالية لها من جهة، وبين قوات الجيش السوري المدعوم من روسيا، وسط تصاعد أزمة المهاجرين بين تركيا وأوروبا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنلندي في هلسنكي إن بلده «لن يكفّ عن محاربة الإرهاب في منطقة إدلب السورية من أجل حلّ أزمة الهجرة في أوروبا»، ووسط هذه الأجواء، تعيش الميليشيات الموالية لتركيا ظروفًا صعبة في ريف إدلب السوري، وبرعت المخابرات التركية في استخدام الأسماء الرنانة لميليشياتها، لاسيما «الجبهة الوطنية للتحرير التى تضم: فيلق دمشق وجماعة أحرار الشام وحركة نورالدين زنكي وألوية صقور الشام والجيش الحر وجيش إدلب الحر والفرقة الأولى الساحلية والفرقة الثانية الساحلية».
كما تضم «جيش النخبة والفرقة الأولى مشاة وجيش النصر والفرقة 23 ولواء شهداء الإسلام وتَجمُّع دمشق»، وكانت المخابرات التركية في كل المحطات واجهة للدعم الأمريكي الموجّه للميليشيات، التى يتكوّن هيكلها الرئيسي من جماعات تتبنى الفكر الإخواني، والسلفي التكفيري، وتشمل القائمة «جيش إدلب الحر.. جيش النصر.. فيلق الشام.. أحرار الشام، لكنها كانت أقل قوة من هيئة تحرير الشام -جبهة النصرة سابقًا- التى يقدر عدد مقاتليها بأكثر من 40 ألف إرهابي».
واعتمدت تركيا في تمددها العسكري -قبل الهزائم الأخيرة- على ميليشيات تسمى: الجيش الوطني السوري، في إدلب وشمال محافظة حماة، وتتبعه فصائل عدة؛ لواء شهداء بدر.. الجبهة الشامية.. أحرار الشرقية.. أحرار الشمال/ فيلق الشام»، وساعدت هذه المليشيات قوات أردوغان في محاولة احتلال شمال سوريا عبر عمليتي درع الفرات 2016، وغصن الزيتون 2018، ويصل عدد مقاتليها إلى 30 ألفًا من المرتزقة، وتلتزم حرفيًّا بتعليمات الاستخبارات التركية، وتعتبر المتلقي الأهم للسلاح والدعم اللوجستي التركي.
وهناك ما يسمى بـ«هيئة تحرير الشام -جبهة النُصرة التي زعمت انفصالها عن تنظيم القاعدة- حيث يتبعها نحو 20 ألف مسلح وزعيمها أبومحمد الجولاني، ترتبط قيادتها بعلاقة نفعية مع تركيا، تقوم على تبادل المنافع المشتركة…»، وتعتمد تركيا على الدور الذي تلعبه ميليشيات: أنصار القاعدة، التي تضم «تنظيم حرَّاس الدين.. الحزب الإسلامي التركستاني.. أجناد القوقاز.. ألوية الفتح.. جبهة أنصار الدين.. جماعة أنصار الدين.. كتائب الإمام البخاري…».
وفرّت مئات العناصر المسلحة من الهجوم الذي تنفذه القوات السورية ضد المليشيات المدعومة من تركيا باتجاه الحدود التركية، وترك الفارّون مدينة معرة النعمان بمحافظة إدلب التي كانت ملاذًا لهم، وأكدوا أنهم فروا من مدن اللطامنة وكفرزيتا ومورك وقرى لطمين ولحايا.
واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن البيانات الصادرة عن تركيا والدول الغربية بشأن تدفق اللاجئين والأزمة الإنسانية في إدلب غير صحيحة. وقالت بحسب ما أفادت وكالة إنترفاكس الروسية: «عدد من عبروا الحدود من سوريا إلى تركيا منذ بداية العام لا يتجاوز 35 ألف شخص».
وأوضحت أن قرابة 200 ألف لاجئ موجودون حاليًّا قرب الحدود السورية التركية بسبب القتال في إدلب، لكن عدد مَنْ عبروا الحدود من مناطق النزاع إلى تركيا منذ بداية العام لا يتجاوز 35 ألفًا.
إلى ذلك، أعلن الكرملين اليوم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحث الوضع في إدلب خلال اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وأضاف أن بوتين وميركل عبّرا عن أملهما في أن يكون اجتماع بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في موسكو يوم الخميس حاسمًا.
وكانت المستشارة الألمانية قد وصفت فتح أردوغان للحدود أمام اللاجئين بغير المقبول معتبرة أنه استغلال لهم من قبل الرئيس التركي. وقالت: «أتفهم أن تركيا تواجه تحديًا كبيرًا جدًّا فيما يتعلق بإدلب… مع ذلك، من غير المقبول بالنسبة لي ألا يعبر – الرئيس أردوغان وحكومته – عن هذا الاستياء من خلال الحوار مع الاتحاد الأوروبي، وإنما باستغلال اللاجئين. في رأيي هذا ليس السبيل للمُضِيِّ قُدُمًا».
في المقابل، وأمام النزاع المتصاعد حول ملف المهاجرين هذا الذي أطلقت شرارته أنقرة الخميس الماضي بعد إعلانها فتح الحدود أمام اللاجئين، حث المفوض السامي لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة فيليبو جراندي دول الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء على تقديم المزيد من الموارد والدعم لليونان التي تواجه موجة جديدة من المهاجرين واللاجئين من سوريا وأنحاء أخرى بالشرق الأوسط.
وأضاف للصحافيين في جنيف «اليونان عضو بالاتحاد الأوروبي لذا فإن مصدرها الرئيسي للدعم هو الموارد الأوروبية… اليونان بحاجة للمزيد منه. هذا واضح للغاية» كما حث دول الاتحاد أيضا على الكف عن “الشجار” والنظر إلى جذور مشكلة النزوح.