توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق جائزة الشارقة للتوطين الخليجية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي
تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة، أفتتحت أمس فعاليات “المؤتمر الخامس للموارد البشرية وسوق العمل بدول مجلس التعاون الخليجي”، تحت شعار (رأس المال البشري الخليجي … ثروة واعدة) بمركز اكسبو الشارقة .
وسلط المؤتمر الذي ينظمه اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي مع غرفة تجارة وصناعة الشارقة على مدار يومين، الضوء على واقع الموارد البشرية في دول مجلس التعاون الخليجي ووضع حلول وآليات من شأنها الإسهام في تقليل نسب البطالة والاستثمار في العنصر البشري.
وألقى سعادة عبد الله سلطان العويس نائب رئيس اتحاد غرف الدولة رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة، كلمة الافتتاح أكد فيها على أهمية الموارد البشرية كأساس ومحور للتنمية المستدامة لأي مجتمع، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون أولت المواطن الخليجي الأولوية والاهتمام والرعاية ووفرت الإمكانيات لبناء العنصر البشري ارتكازاً على رؤى موحدة مشتركة وتوجيه حكيم ودعم ومساندة من القيادات الرشيدة لدول المجلس لتنفيذ برامج وسياسات تعليمية ومعرفيه ومهارية للمواطن الخليجي تمكنه من تنمية قدراته وخبراته، معتبراً أن جهود ومبادرات اتحاد الغرف الخليجية تمثل إضافة ايجابية في السعي نحو الاستثمار في رأس المال البشري الخليجي، ومن بينها مؤتمر الموارد البشرية الذي يمثل مبادرة ناجحة منحت الفرصة لعرض وطرح مرئيات من القطاع الخاص في كيفية الإسهام في هذا الاستثمار وخاصة في ظل استمرار تحديات ومعوقات توطين الوظائف في سوق العمل الخليجي الخاص.
وشدد نائب رئيس اتحاد غرف الدولة رئيس غرفة الشارقة على أهمية الاهتمام بالعمل على محاور رئيسية في التوطين بسوق العمل الخليجي، وتحديث أنظمة مناهج التعليم وتطويرها وتحسين جودته وتنويع تخصصاته وربط مخرجاته باحتياجات سوق العمل، إلى جانب تطبيق حلول عملية في معالجة أسباب عدم التوطين بمعدلات متنامية، بالإضافة إلى وضع استراتيجية وخطط عمل للتوظيف والتوطين بمؤشرات واضحة للتنفيذ والتقييم وكذلك تحديث وتطوير تشريعات ونظم العمل وضمان تنفيذها والالتزام بها.
من جانبه، أعرب سعادة عبدالرحمن بن صالح العطيشان النائب الاول لرئيس اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي في كلمته أمام المؤتمر، عن شكره العميق للجهود التي تبذلها الشارقة، وغرفة الشارقة وجميع فرق العمل على الجهود الكبيرة والموصولة لإنجاح الدورة الخامسة من المؤتمر التي تتميز بموضوعات متنوعة تحاكي الواقع وتناقش أحدث الحلول والمقترحات وتسلط الضوء على الفرص الكامنة في ظل التوجهات الدولية والمتغيرات الاقتصادية وعلى دور القطاع الخاص الخليجي في تحمل دوره الحيوي في توطين الكفاءات الخليجية، بما يدعم التوازن في التركيبة السكانية في دول مجلس التعاون الخليجي تمهيداً لتقليل الاعتماد على العمالة الأجنبية، ودعا العطيشان إلى دعم مبادرة وظفني التي سيطلقها اتحاد الغرف الخليجي عبر بوابة الكترونية قريباً لتشجيع الشباب الخليجي على دخول سوق العمل في القطاع الخاص.
من جهته، قال سعادة خليفة بن سعيد العَبري الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ( يسعدني أن ألتقى بكم في مدينة الشارقة ونأمل أن يحقق المؤتمر النتائج المرجوة، ويشرفني ان أرفع لمقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، أسمى آيات الشكر والتقدير على الجهود الملموسة التي بذلها في مسيرة العمل الخليجي المشترك نحو تحقيق المزيد من التعاون والتكامل، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة على استضافة المؤتمر، وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي العهد نائب حاكم الشارقة ، على رعايته للحدث الذي يعكس حرص الامارات على تعظيم الإنجازات الخليجية، بما فيها تفعيل السوق الخليجية المشتركة التي تعامل مواطني المجلس دون تفريق أو تمييز والعمل في المؤسسات الحكومية والخاصة على قدم وساق، واحتساب نسب المواطنين، لافتاً إلى أن الامارات جاءت في المراتب الأولى على مستوى توظيف المواطنين الخليجيين في القطاعين الحكومي والخاص ) .
واستعرض حميدان تجربة مملكة البحرين في الحفاظ على مواردها البشرية وضمان استمرار تطورها .
فيما اعتبر سعادة فايز علي المطيري المدير العام لمنظمة العمل العربية، أن استثمار رأس المال البشري وتطوير أدائه الوظيفي وفق متطلبات سوق العمل الخليجي، يُعد من صلب اهتمامات منظمة العمل العربية في ظل التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة العربية، مشدداً على أهمية التدريب المهني كأحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة 2030 وأبرز الحلول لجسر الفجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل ولتعزيز المهارات المطلوبة، مشيراً إلى أن المنظمة بادرت إلى تخصيص عدد من أنشطتها للسنوات القادمة للتركيز على برامج التأهيل والتدريب المهني خدمة لأطراف الإنتاج في الدول العربية.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي حول مراحل تطور المؤتمر الذي تنظمه الغرفة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية واتحاد الغرف الخليجية ومنظمة العمل العربية، كما شاهد سموه والحضور فيلماً قصيراً حول واقع الموارد البشرية في الإمارات ودول الخليج والجهود المبذولة لتطوير هذه الثروة الواعدة ودور المؤتمر في هذا الإطار.
كما شهد المؤتمر في اليوم الاول توقيع مذكرة تفاهم لإطلاق جائزة الشارقة للتوطين الخليجية على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي ضمن برنامج جوائز أمانة الشارقة للتميز الاقتصادي، وسيتم من خلال هذه الجائزة اختيار 10 شركات الأكثر توظيفاً للكفاءات المواطنة على مستوى دول المجلس.
وقع المذكرة عن غرفة تجارة وصناعة الشارقة سعادة عبد الله سلطان العويس، رئيس مجلس إدارة الغرفة، وعن اتحاد غرف مجلس التعاون الخليجي، سعادة عبد الرحمن بن صالح العطيشان النائب الأول لرئيس الاتحاد.
ويأتي إطلاق الجائزة تكريماً للمنشآت الخليجية الأكثر توظيفاً لأبناء دول مجلس التعاون، وكمبادرة جديدة تتبنى دعمها ومساندتها “جائزة الشارقة للتميز الاقتصادي” بتعاون بنَّاء وتنسيق متكامل مع “اتحاد الغرف الخليجية”، على أن تبدأ أولى دوراتها في العام 2018، وتنص على تكريم المنشآت الاقتصادية الأكثر توظيفاَ للمواطنين والخليجيين في دول مجلس التعاون الخليجي التي سيتم اختيارها للحصول على الجائزة في الدورة المقبلة لمؤتمر الموارد البشرية لدول مجلس التعاون الخليجي وذلك لارتباطه بالأهداف العامة للمؤتمر ولتعزيز الموارد المطلوبة من الرعاة والشركاء، كما سيتم التسويق لها من خلال الجولة الخليجية لأمانة جائزة الشارقة للتميز الاقتصادي من الفئة الخليجية.
وفي ختام حفل الافتتاح تم تكريم المشاركين ، وتم افتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر الذي شهد عدد من المنصات الحكومية والخاصة المشاركة في المعرض .