المحلية

الموسى: تأسيس جمعية العلوم السلوكية في المملكة نقلة نوعية في مجال التعليم والتعلم والبحث العلمي

أشاد الدكتور ناصر بن علي الموسى عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس الشورى بجمعية العلوم السلوكية (سلوك) التي تأسست حديثاً بموجب صدور موافقة وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في الثالث عشر من شهر ربيع الأول لعام 1441 هـ.
وأكد الموسى أن إنشاء هذه الجمعية يأتي في إطار الدعم غير المحدود الذي تحظى به الجمعيات العلمية في المملكة، وينسجم مع أهداف رؤية المملكة (2030)، وبرامجها التنفيذية، ومشروعاتها العملاقة، ومبادراتها الخلاقة.
وأشار إلى أن مجال اهتمام هذه الجمعية يكمن في العناية بالسلوك بجميع أنواعه، وفي جميع المجالات العلمية كالطب والتعليم وعلم النفس والتربية الخاصة والأعمال، وكذلك في المجتمع عامة، وتستهدف فئات مختلفة من الأفراد والجماعات والمؤسسات العامة والخاصة.
ومن أهم مهام هذه الجمعية العمل على تأصيل الفكر السلوكي في المجالات التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية، وغيرها من المجالات العلمية ذات الصلة، ليس في المملكة فحسب، وإنما في العالم العربي كله، وكذلك نقل المهارات والمعارف والخبرات والممارسات التراكمية التي أفرزتها المدرسة السلوكية التي ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1912 م، وكان من أبرز روادها: جون واتسون، وإدوارد ثورندايك، وإيفان بافلوف، وبورهوس فريدريك سكينر، وغيرهم من الرواد الأوائل.
وقد حظي ب.ف. سكينر بشهرة واسعة، ليس في أمريكا فحسب، بل على مستوى العالم، ويعود السبب في ذلك إلى كثرة كتبه ومؤلفاته وأبحاثه ودراساته في العلوم السلوكية، ثم إنه كان من أبرز العلماء السلوكيين الذين أسهموا – بشكل كبير – في نقل تطبيقات النظرية السلوكية من التجارب على الحيوانات إلى التجارب على الأطفال.
وتعد النظرية السلوكية من أكثر نظريات التعلم صلة بالتربية الخاصة، فهي تقوم – في أساسها – على دراسة حالة الطفل، وملاحظة سلوكاته، والعمل على قياسها، ومن ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة لبناء أو تشكيل السلوك المرغوب فيه إن كان معدوماً، أو تعديله وتعزيزه إن كان في حاجة إلى ذلك، أو التخلص منه إن كان من السلوكات غير المرغوب فيها، والأطفال الذين يعانون من إعاقات شديدة أو حتى متوسطة قد يوجد لديهم سلوكات تستلزم تدخلاً من النوع المشار إليه آنفاً.
وقد ضرب العلماء السلوكيون – الذين أخذوا ينتشرون بشكل سريع في النصف الثاني من القرن الماضي بأقسام علم النفس والتربية الخاصة في الجامعات الأمريكية – بأوفر سهم في تطوير تطبيقات ذات أهمية بالغة في مجال التعليم والتعلم بشكل عام والتربية الخاصة على وجه الخصوص، بل إنهم طوروا أدوات ومناهج بحثية تعرف بالبحوث ذات الحالات الفردية، وهي تتناسب مع خصائص واحتياجات الأطفال ذوي الإعاقة الذين تتسم مجتمعاتهم بقلة الأعداد وعدم التجانس.
وامتدح الموسى مجلس إدارة الجمعية في تشكيله الأول، والذي يضم نخبة من العلماء والعالمات في مجالي التربية الخاصة وعلم النفس، ويرأسه سعادة أ.د. بندر بن ناصر العتيبي عضو هيئة التدريس بقسم التربية الخاصة في جامعة الملك سعود، وأحد رواد المدرسة السلوكية في العالم العربي، ومن أبرز العلماء العرب المهتمين بتوظيف تطبيقات هذه المدرسة لصالح التربية الخاصة.
وشدد الموسى على أنه يتعين على الجمعية أن تحصن نفسها – منذ البداية – بمؤشرات قياس الأداء ومعايير الجودة والحوكمة والوضوح والشفافية في عملها وفق مقتضيات رؤية المملكة (2030)، مشيراً إلى أن التاريخ يشهد بأن المؤسسات التي تبدأ قوية تستمر – بإذن الله تعالى – قوية، أما تلك التي تولد ضعيفة تتخبط في أخطائها، فهي تظل كذلك مع الأسف الشديد.
واختتم الموسى تصريحه داعياً الله – سبحانه وتعالى – أن يجعل التوفيق والنجاح حليف هذه الجمعية والقائمين عليها لتحقيق الأهداف التي أُنشئت من أجلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى