مزايا الراحة في المطارات تتفوق على مزايا الكفاءة والقيمة مقابل المال
عندما يتعلق الأمر بتجربة السفر الجيدة، فإن العامل الأكثر أهمية في هذا الصدد يتمثل في مزايا الراحة، وذلك وفقاً لنتائج استطلاع جديد أجرته شركة “كولينسون” Collinson بعنوان “حب رحلة السفر”. وفي إطار نتائج الاستطلاع، استأثرت مزايا الراحة بالأولوية بنسبة 75% وفقاً لآراء مستطلعين من المسافرين في المملكة العربية السعودية، لتتقدم بفارق كبير عن مزايا القيمة مقابل المال التي بلغت نسبتها (56٪)، تلتها مزايا الكفاءة بنسبة (44٪). وتجدر الإشارة إلى أن الاستطلاع، الذي سيصدر بالكامل في وقت لاحق من العام، يسلط الضوء على سعادة ورفاهية المسافرين من خلال استطلاع آراء أكثر من 25,000 مشاركاً على مستوى العالم .
يشهد العالم اليوم وأكثر من أي وقت مضى تنامياً في عدد المسافرين، حيث يتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي أن يصل عدد المسافرين جواً إلى 8.2 مليار مسافر سنوياً بحلول العام 2037. تحقق المملكة نموًا سريعًا في قطاع الطيران عبر 28 مطارًا محليًا ودوليًا، حيث استقبلت أكثر من 100 مليون مسافر في عام 2019. وباعتبارها تتبوؤ مكانة بارزة كوجهة سياحية رئيسية ومركز حيوي للأعمال في الشرق الأوسط، أعلنت المملكة العربية السعودية مؤخرًا عن فتح أبوابها للعالم أجمع من خلال إنجاز شكّل نقطة تحول في تاريخ المملكة وهو طرح تأشيرة الدخول إلى المملكة، الأمر الذي من شأنه أن يتيح لمواطني 49 دولة مؤهلة ميزة الحصول على تأشيرة إلكترونية أو تأشيرة عند القدوم. وخلال الأيام العشرة الأولى من طرح التأشيرة، دخل المملكة 24,000 زائر أجنبي. وهناك أيضًا مشروع ضخم يجري تنفيذه حالياً في أنحاء المملكة وهو تحديث وتجديد المطارات الحالية وإنشاء مطارات جديدة. وكما هو متعارف عليه، فإن تنامي عدد المسافرين سيؤدي إلى نشوء حشود أكبر وضرورة توفير متطلبات أمنية أكثر صرامة، وهو ما من شأنه أن يتسبب في تشكيل طوابير انتظار أطول واحتمالات أكبر لتعطيل الأعمال. وقد تكون هذه العوامل السبب الذي يدفع المسافرين إلى منح أولوية متزايدة لمزايا الراحة وتفضيلها على غيرها من المزايا الأخرى مثل التكلفة والكفاءة.
ومن الملاحظ أن المسافرين يحرصون بشدة على الاستفادة من مزايا الراحة في المطارات لدرجة تجعلهم أكثر استعداداً لإنفاق المزيد مقابل الحصول على المنافع الإضافية التي تضمن لهم ذلك. وهناك اثنان من خيارات الترقية اللذان استحوذا على الأفضلية من حيث آراء المستطلعين، وهما استخدام صالات الانتظار في المطارات بنسبة 34٪ ، والحصول على مساحة إضافية للقدمين على متن الطائرة بنسبة 24٪.
وقالت بريانكا لاكاني، المدير التجاري الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والهند في شركة “كولينسون”Collinson، “تعد المملكة العربية السعودية من إحدى أفضل أسواق أنشطة السفر والسياحة المتدفقة إلى الخارج في العالم، وفي إطار استعدادها لتخطي عتبة 37 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025، تشهد توقعات المسافرين تغيراً مستمراً، حيث تأتي مزايا الراحة على رأس أولويات وتفضيلات المسافر السعودي. لقد أصبح المسافرون اليوم على دراية بالخيارات التي يتطلعون إليها، ويتوقعون مستوى عالياً من الرضى خلال تجربة ما قبل رحلة السفر. وفي ظل ما تشهده المملكة من انفتاح على السياحة المتدفقة إليها، فليس من المستغرب أن نرى التوقعات الطموحة التي يفكر بها المسافر السعودي عند سفره إلى الخارج قد تبلورت على شكل تجارب مميزة لفترة ما قبل السفر ويستمتع بها المسافر محلياً أيضاً. وبدورها، أطلقت الهيئة العامة للطيران المدني مؤخرًا سلسلة من المبادرات التي تهدف إلى تحسين جودة الخدمات في مطارات المملكة، بما في ذلك التعهد بتحسين تجربة العملاء عموماً. إن تنامي توقعات المسافرين، إلى جانب الاستثمار في البنية التحتية للطيران، الحالية والجديدة، في جميع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى فتح أبواب المملكة للسياحة، يجعل هذا الوقت مليء بالإثارة والحماس بالنسبة لمشغلي الطيران السعودي والمطارات. باختصار، تتيح المملكة مجموعة من الفرص التي تتطلب فهماً عميقاً وتلبية للمتطلبات المحددة التي يبحث عنها المسافرون بدءاً من تجربة ما قبل السفر، وصولاً إلى تجربة السفر في المطارات.”
وقال كريستوفر إيفانز، الرئيس التنفيذي المشترك في شركة “كولينسون” Collinson، “يركز المسافرون ومنذ فترة طويلة اهتمامهم على وجهتهم المقصودة، غير أننا نرغب بجعل هؤلاء يستمتعون برحلة سفرهم ككل. إن تجربة السفر تنطوي على ما هو أكثر من مجرد الانتقال من الوجهة أ إلى الوجهة ب، وبالتالي، يتعين على المعنيين في القطاع لعب دور فاعل لتمكين المسافرين من اكتشاف تلك الآفاق.”
“ومن الملاحظ أن التنافس على الاستفادة من رحلة المسافر وتحويلها إلى مصدر مدر للدخل سرعان ما يكتسب زخماً متنامياً. إن التحدي والفرص السانحة أمام موردي خدمات السفر وتجارب السفر في المطارات يكمن في إدراك المجالات التي تتماشى فيها العروض والمنافع التي يقدمونها مع متطلبات ملايين رحلات السفر الفريدة التي نشهدها يومياً، ويكمن كذلك في معرفة كيفية تمكنهم من إحداث تأثير إيجابي على المسافرين، سواء في الوقت الراهن وعلى صعيد تجربة سفرهم الشاملة والأوسع نطاقاً.”
وأضاف إيفانز قائلاً، “نحن ندرك أيضاً بأن المسافرين على استعداد للدفع، وبأنهم غالباً ما ينتظرون بفارغ الصبر حصولهم على تجارب سفر محسنة ومطورة. وهذا هو الاتجاه الذي نشهده في المجتمع ككل، لا سيما مع تنامي مفهوم الاقتصاد القائم على الاشتراك، بحيث يختار الأفراد الدفع بشكل فردي مقابل خدمات لطالما انتظروا الحصول عليها عن طريق برنامج الولاء.”
وخلص إيفانز إلى القول، “يحظ المسافرون اليوم وعلى نحو غير مسبوق بالكثير من فرص الاسترخاء والاستمتاع برحلة سفرهم، بدءاً من صالات الانتظار في المطارات وتجارب التسوق وخدمات المراكز الصحية (السبا) وخدمات توصيل الطعام إلى البوابة التي يتواجدون فيها. ومع ذلك، أظهرت نتائج استطلاعنا بوضوح بأنه وقبل كل شيء، يتطلع الأفراد إلى الاستمتاع برحلة سفر مريحة وخالية من التعب والتوتر. ولتلبية تلك التطلعات، يتعين على المعنيين في القطاع معرفة كيفية العمل بفاعلية كجزء من نظام إيكولوجي يضم شبكة متداخلة من الموردين، مع التركيز على العميل والتجربة الخدمية المقدمة له. وهذا يعني العمل بتعاون وثيق لجعل حب رحلة السفر يتمركز في المقدمة وفي الوسط.”
ومن المرتقب أن تعلن “كولينسون” قريباً عن أسماء الفائزين بجائزة أفضل صالة مطار دولية من “برايوريتي باس” لهذا العام، والتي تُمنح لصالات المطارات التي توفر تجارب سفر متميزة واستثنائية. ويتم اختيار الفائز بناءً على ملاحظات أعضاء “برايوريتي باس”، مما يتيح تصورات أوسع وأعمق حول النهج الذي تتبعه صالات الانتظار العالمية للارتقاء بمستواها نحو آفاق أفضل لتوفر تجارب ذات مزايا أكثر راحة للمسافرين.