جامعة نيويورك أبوظبي تحتفي بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها
رسخت جامعة نيويورك شراكتها الاستثنائية مع إمارة أبوظبي، بتأسيس جامعة نيويورك أبوظبي التي احتضنت خلال العقد الماضي مجتمعاً واعداً من العلماء والطلاب والباحثين والفنانين والمخترعين، وغيرهم من الشخصيات البارزة، والتي قدمت إسهامات كثيرة بهدف تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي رائد للمعرفة والثقافة من خلال تصميم نموذجاً مبتكراً للتعليم العالي يتماشى مع عالمنا اليوم.
وبهذه المناسبة، قال رئيس جامعة نيويورك أندرو هاميلتون: “تأسست جامعة نيويورك أبوظبي قبل عشرة أعوام بالشراكة مع حكومة أبوظبي، كخطوة لتأسيس مشروع طموح ومبتكر. وخلال العقد الذي مضى منذ اتخاذ هذه الخطوة، نجحت الجامعة في استقطاب نخبة متميزة من الطلاب وأعضاء الهيئة التدريسية من شتى أنحاء العالم، فضلاً عن تطويرها لمناهج فريدة عالمية المستوى، ما رسخ مكانتها كمركز رائد للأبحاث والثقافة والابتكار على مستوى المنطقة.
وفي أعقاب النجاحات الاستثنائية التي سطرتها الجامعة، أخذت أبرز الجامعات الأمريكية خطوات للانضمام إلى مجال التعليم العالي العالمي، الأمر الذي أكّد أهمية وقيمة التعليم العالي في إعداد الطلاب ليصبحوا قادة المستقبل ضمن حقبة العولمة التي نعيشها حالياً. ومع احتفالنا بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيس الجامعة، نتطلع قدماً إلى تحقيق المزيد من الإنجازات والإسهامات الرائدة في المستقبل”.
ومع احتفال مارييت ويسترمان بمنصبها الجديد رسمياً كنائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي في مارس القادم، تستعد الجامعة لعقدٍ جديدٍ يتضمن المزيد من النمو والإنجازات المتميزة.
وصرحت ويسترمان: “استطاعت جامعة نيويورك أبوظبي في غضون عشرة أعوام بابتكار نموذج جديد للتعليم العالي يزود الطلّاب بمهارات القيادة التعاونية اللازمة خلال المساعي الإنسانية كافة، حيث يمكّنهم من إحداث أثر إيجابي ضمن مجتمعاتهم والعالم أجمع. وأثبتت الجامعة أهمية وقدرة التعليم العالي على دمج إيجابيات التوجهات الكلاسيكية والعصرية معاً، وتعزيز الإبداع البشري والتنمية الاجتماعية، فضلاً عن التصدي للتحديات التي تواجه المجتمع العالمي. فإن أكثر ما تتميز به جامعة نيويورك أبوظبي هو توفير فرص تعليمية غنية وقيمة في بيئة إيجابية فريدة، فضلاً عن قدرتها على إعداد طلابها بفاعلية وكفاءة لتولّي المهام القيادية ضمن واقع عالمي معقد تملؤه التحديات”.
ومن جانبها، قالت معالي شما المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، وخريجة جامعة نيويورك أبوظبي دفعة 2014: “لعبت جامعة نيويورك أبوظبي دوراً محورياً في مسيرتي التعليمية على الصعيدين الشخصي والوطني، حيث مكنتني من المساهمة في صياغة الرؤى الطموحة من خلال التعرف على احتياجات الأطراف المعنية في سبيل تلبيتها. كما علمتني الجامعة أن بتوحيد الجهود مع الشغف سنتغلب على أي تحديات حتى وإن كانت تبدو مستحيلة”.
الطلاب والهيئة التدريسية
يعتبر طلاب جامعة نيويورك أبوظبي ضمن نخبة طلاب العالم، ففي غضون عشرة أعوام فقط، وصل عدد طلاب المرحلة الجامعية في الجامعة إلى حوالي 1,450 طالباً من أكثر من 115 دولة، يتحدثون أكثر من 115 لغة. ويشكل الطلبة الإماراتيون غالبية طلاب الجامعة بنسبة 15%، يليهم الطلبة الأمريكيون بنسبة 12%.
وأسهم متوسط القبول البالغ 4% ومعدّل الالتحاق بين طلاب الدورة الجديدة، وهي النسبة المئوية للطلاب الذين اختاروا المضي قدماً والتسجيل في جامعة نيويورك أبوظبي بعد حصولهم على القبول، في جعل الجامعة واحدةً من أكثر الجامعات انتقائية في العالم.
وحاز 14 من طلاب الجامعة على منحة “رودس” خلال سبعة أعوام تخرّج فقط، لتكون بذلك الجامعة ذات معدل المنح الأعلى بالنسبة لعدد طلابها على مستوى العالم. كما حصل خريجو الجامعة على عدد من أرقى المنح الدراسية البارزة، بما فيها منح “ترومان” و”شوارزمان” و”فولبرايت” و”ينتشينج” و”بسيسو كامبردج” و”إيراسموس موندوس”.
وبالإضافة إلى طلاب المرحلة الجامعية، تضم الجامعة أكثر من 80 طالب دكتوراه في مجال العلوم والهندسة، والذين يرتبطون ارتباطاً وثيقاً ببرامج الدراسات العليا في نيويورك. وكانت الجامعة قد أعلنت مؤخراً عن إطلاق برنامجين جديدين لدراسة الماجستير بدوام كامل في اختصاصي الاقتصاد والفنون الجميلة. ويُعد برنامج ماجستير العلوم في الاقتصاد البرنامج الأول من نوعه في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يوفر للطلاب مزيجاً متنوعاً من النماذج التحليلية النظرية والكمية، ما يتيح لهم تعلّم كيفية تحليل البيانات المعقدة وحل التحديات الاقتصادية، فضلاً عن تطبيق النظرية الاقتصادية والتقنيات الكمية لبلورة فهم واضح حول القضايا الاقتصادية الرئيسية. بينما يهدف برنامج الماجستير الفنون الجميلة في الفن والإعلام، وهو الأول من نوعه في الإمارات أيضاً، إلى استقطاب المواهب الإبداعية الواعدة التي تتطلع لتحقيق النجاح والازدهار في بيئة تعليمية ضمن الاستديوهات الفنية. وتستقبل الجامعة طلبات التقديم في الوقت الحالي (مواعيد إطلاق البرامج مرهونة بالاستكمال الناجح لإجراءات الاعتماد من قبل هيئة الاعتماد الأكاديمي).
ومن ناحية أخرى، تضم الجامعة أكثر من 300 من أعضاء الهيئة التدريسية مما يزيد عن 45 دولة حول العالم، بمن فيهم نخبة من أهم الباحثين والعلماء والكتّاب والفنانين الفاعلين ضمن طيف واسع من التخصصات، حيث حاز مدرسو الجامعة على مجموعة واسعة من الجوائز والتكريمات العالمية المرموقة، بما فيها الترشيحات لعضوية الأكاديمية الوطنية للعلوم، وبرنامج زمالة “تيد”، وبرنامج زمالة “معهد رادكليف”، وجائزة “الشيخ زايد للكتاب”، وجائزة “مور للرواية”، و”الجائزة الهندية للأدب”، وجائزة “أمانة رودس للمعلمين الملهِمين” وغيرها.
وتعمل الجامعة نحو استقطاب المزيد من طلاب المرحلة الجامعية وطلاب الدراسات العليا وأعضاء الهيئة التدريسية خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وذلك بهدف مواصلة إجراء الأعمال البحثية والإشراف على الطلاب بما يتناسب مع أعدادهم المتنامية.
المجالات الأكاديمية
يضم المنهاج الجامعي 24 تخصصاً دقيقاً، ويستند إلى أساس متعدد التخصصات، وصولاً إلى إعداد مشروع تخرج مستقل يمتد لعام كامل. ولا تقتصر الأنشطة التعليمية والبحثية والمشاركة المجتمعية على الصفوف الدراسية وحسب، بل تتعداها لتشمل مساكن الطلاب وقاعات الطعام، وصولاً إلى مختلف أرجاء أبوظبي ودولة الإمارات وشتى أنحاء العالم.
ويشكل التعليم العالمي عنصراً أساسياً من عناصر الرسالة التعليمية والمنهج الدراسي لجامعة نيويورك أبوظبي. ويتم الوصول إلى الأهداف التعليمية عبر تسلسل دقيق من التجارب الثقافية والأكاديمية الغامرة والمترابطة على مدار أربعة أعوام والتي تسهم في تعزيز الفهم الثقافي المتبادل لقيم المسؤولية المجتمعية على المستويين المحلي والعالمي.
الأبحاث
منذ تأسيسها، أطلقت جامعة نيويورك أبوظبي رؤية طموحة تهدف لتصبح إحدى أبرز الجامعات البحثية على مستوى العالم، في سبيل معالجة التحديات الصعبة ذات الأهمية الكبرى على الصعيدين المحلي والعالمي. ومنذ ذلك الحين، ضمت الجامعة أكثر من 80 مختبراً ومشروعاً بحثياً، بالتعاون مع 14 مركز بحثي مستقل بقيادة نخبة من أبرز قادة الفكر. وخلال عشرة أعوام فقط، عمل الباحثون والعلماء والكتّاب والفنانون في الجامعة على ما يزيد عن 3500 من الدراسات الأكاديمية والمقالات والكتب، وصناعة وإخراج أكثر من 250 عملاً إبداعياً التي حصدت تقديراً واعترافاً عالمياً واسعاً.
وتمثل جهود الدعم المتبادل للأفكار والاستثمار في التقنيات البحثية المتطورة عوامل رئيسية وراء النمو المتواصل الذي تسجله الجامعة ضمن أهم مجالات الأبحاث متعددة التخصصات، بما فيها الصحة والابتكارات البيولوجية، والمدن، والثقافة والتراث والاستدامة البيئية، والحوكمة والسلام.
الخريجون
يحظى خريجو جامعة نيويورك أبوظبي بمعدل قبول يبلغ 97% ضمن الوظائف وجامعات الدراسات العليا خلال أول ستة أشهر بعد التخرج. ويسطر الخريجون، البالغ عددهم حوالي 1,100 حتى الآن، إنجازات غير مسبوقة ضمن مجموعة واسعة من القطاعات ومؤسسات التعليم العالي. وقد اختار حوالي 50% من الخريجين العاملين الانضمام إلى سوق العمل في دولة الإمارات لدعم مسيرة النمو والتنمية المستمرة في المنطقة، حيث يعملون في نخبة من أبرز مؤسسات القطاع الخاص والهيئات الحكومية على حد سواء، بما يشمل جهاز أبوظبي للاستثمار، و”ماكنزي آند كو.”، و”برايس ووترهاوس كوبرز”، والاتحاد للطيران ومصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.
في المجتمع
معهد جامعة نيويورك أبوظبي
تأسس معهد جامعة نيويورك أبوظبي عام 2008، ويضم مجموعة من الكوادر التعليمية والأخصائيين والقادة من كافة أنحاء العالم تحت مظلة مؤتمراته الأكاديمية وبرامجه العامة، والتي تركز على مناقشة المجالات البحثية والمواضيع ذات الأهمية على الصعيد المحلي والعالمي. وحتى يومنا هذا، استقبل المعهد أكثر من 72 ألف زائر لحضور ما يزيد عن 800 مؤتمر أكاديمي، بالإضافة إلى فعاليات برامجه العامة التي استضافت أكثر من 800 متحدث.
منصة “ستارت إيه دي”
تعد “ستارت إيه دي” منصة ابتكار وريادة أعمال تتخذ من أبوظبي مقراً لها. ومن موقعها في جامعة نيويورك أبوظبي وبدعم من شركة “تمكين”، تزوّد “ستارت إيه دي” الشركات الناشئة بالحلول التجريبية من رواد القطاع، مع تمكين الشركات من الابتكار فيما تحقق الشركات الناشئة قفزات نوعية مع أعمالها الأساسية. استقطبت برامج منصة “ستارت إيه دي” حتى الوقت الحالي أكثر من 7 آلاف مشارك، من ضمنهم العديد من رواد الأعمال الشباب الطموحين والمستثمرين والهيئات الحكومية. ومنذ إطلاقها عام 2016، تعاونت المنصة مع 112 شركة ناشئة من 24 بلداً حول العالم، والتي قدمت ما يزيد عن 50 مشروعاً تجريبياً لصالح الشركات المختلفة، ونجحت بجمع تمويل بقيمة 45 مليون دولار أمريكي، فضلاً عن توفير 230 فرصة عمل.
مركز الفنون
منذ افتتاحه عام 2015، استضاف مركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي قرابة 400 عرضٍ قدمها ما يزيد عن 1,400 فنان من 50 بلداً حول العالم. واستقطبت هذه العروض الفنية أكثر من 78 ألف زائر حتى شهر ديسمبر 2019. وأصدر مركز الفنون تكليفاً فنياً لـ22 من عروض الأداء الجديدة، والتي عرض أغلبها ضمن جولات حول العالم، كما نظّم أكثر من 700 من الفعاليات المجتمعية والجامعية وأخرى تعليمية بمشاركة ما يزيد عن 11 ألف شخص.
رواق الفن
استضاف رواق الفن في جامعة نيويورك أبوظبي منذ انطلاقه 12 معرضاً فنياً بارزاً ضمن موقعه الرئيسي، بالإضافة إلى أكثر من 70 معرضاً مجتمعياً وطلابياً ضمن “مساحة المشروع” التابعة له. كما أصدر رواق الفن خمسة منشورات علمية، وعشرة منشورات من دليل خاص مصمم للشباب من إبداع نخبة من الفنانين المحليين وتحت إشراف فريق رواق الفن، بالإضافة إلى تقديم سبع من جوائز كريستو وجان-كلود، كما نظم 110 برنامجاً عاماً. ونجح رواق الفن في جذب حوالي 60 ألف زائر حتى الوقت الحالي من خلال فعالياته المختلفة.
العمل التطوعي والمشاركة المجتمعية
توفر الجامعة العديد من الفرص التعليمية وبرامج التوعية والمشاركة المجتمعية والمُصممة بهدف التشجيع على المشاركة الفاعلة، واحتضان التنوع الاجتماعي الغني الذي تتميز به دولة الإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن غرس مفاهيم القيادة الأخلاقية. وتؤثر أنشطة الجامعة بشكل إيجابي وتدعم 1,250 من أفراد المجتمع الإماراتي عبر 60 مؤسسة شريكة في دولة الإمارات. ويُشارك مجتمع الجامعة بمتوسط 650 ساعة تطوعية كل عام ضمن المراكز التعليمية المخصصة لدعم الأطفال من أصحاب الهمم. كما أسهم مكتب التواصل المجتمعي في جامعة نيويورك أبوظبي بجمع أكثر من 700 من تلاميذ المرحلتين الإعدادية والثانوية مع ما يزيد عن 330 من متطوعي الجامعة ضمن برنامجي “شبكة تعليم الشباب” و”شبكة تعليم الفتيات” لتنمية المهارات القيادية، والحائزين على جائزة “دالاي لاما” المرموقة. وفي إطار مساعيها لدعم الاستدامة والحوار، استقطبت الجامعة أكثر من 600 متطوع من شتى أنحاء الإمارات ضمن أربع حملات تفاعلية تثقيفية للبحث عن جزيئات البلاستيك، والتي نجحت بجمع أكثر من 68,900 قطعة من الجزيئات البلاستيكية من الشاطئ.
نظرة مستقبلية
في معرض تعليقها على الفرص والتوجهات المستقبلية للجامعة، قالت مارييت ويسترمان نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: “نشهد في جامعة نيويورك أبوظبي فترة متميزة في الوقت الحالي، نبدأ خلالها عقدنا الثاني بالوصول إلى أهداف وإنجازات أكبر وأكثر. وفي إطار النمو الزمني المخطط له، سنعمل على زيادة عدد طلاب المرحلة الجامعية، واستقطاب المزيد من طلاب الدراسات العليا للتسجيل في برامج الماجستير والدكتوراه الجديدة، فضلاً عن تعيين المزيد من المدرسين المرموقين، ومواصلة ترسيخ مكانتنا الرائدة في المنطقة بمجال البحوث المتطورة، وتعزيز مشاركتنا بشكل أكثر تميز وتأثير وفاعلية مع المجتمعات المحلية في أبوظبي وشتى أرجاء الإمارات، ونحن نسعى من خلال تعاوننا سوياً للارتقاء بمكانة جامعة نيويورك أبوظبي إلى مصاف أفضل الجامعات في أبوظبي وحول العالم، بهدف النمو نحو مستقبل أفضل”.
وتكريماً للعقد المكلل بالتميز والنجاح، تحتفي جامعة نيويورك أبوظبي والمجتمع الأوسع لشبكة جامعات نيويورك حول العالم، بهذا الإنجاز الهام في تاريخ الجامعة، وستعمل على استضافة سلسلة من الفعاليات، توفر من خلالها العديد من فرص التبادل الثقافي والمبادرات التي تستحضر الإنجازات الاستثنائية التي حققتها الجامعة خلال عقدها الأول. كما سيشهد العام الحالي إطلاق مشروعين تذكاريين متفردين سيمكّنان أعضاء مجتمع الجامعة من تسجيل ومشاركة وحفظ ذكرياتهم وقصصهم المحكيّة حول الجامعة، والتي ستتواجد بصيغ متنوعة على موقع الجامعة، كما ستُحفظ في أرشيفها.
للمزيد من المعلومات حول الأنشطة الخاصة بالذكرى السنوية العاشرة لجامعة نيويورك أبوظبي، بما يشمل الفعاليات المستقبلية، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة نيويورك تتبوأ المرتبة 29 عالمياً على قائمة مجلة تايمز للتعليم العالي لعام 2020، والمرتبة 11 عالمياً على قائمة مؤسسة “كيو إس” لتوظيف الخريجين لعام 2019. وتستند كافة التصنيفات على معدلات الالتحاق والبرامج في جميع الجامعات التابعة لجامعة نيويورك، بما فيها جامعة نيويورك أبوظبي.