كبرى المؤسسات العالمية لرعاية أمراض القلب والأوعية الدموية تجتمع للمرة الأولى في الشرق الأوسط
للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط عموماً، اجتمعت نخبة من الخبراء الأمريكيين والأوروبيين في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية لمناقشة أحدث قواعد الممارسات السريرية المتبعة في إدارة أمراض القلب والأوعية الدموية وتقديم التوصيات. وجاء ذلك في إطار منتدى “آي كير”، الملتقى الإقليمي لخبراء القلب والأوعية الدموية الذي عقد فعاليات دورته الثالثة بحضور نخبة من الخبراء في المنطقة والعالم، لمشاركة أحدث الأفكار والابتكارات وأفضل الممارسات وقصص النجاح التي حققوها في ميادين عملهم.
وركّزت الحوارات على أحدث طرق التشخيص والفحوصات الهادفة إلى الكشف عن هذا النوع من الأمراض غير المعدية ودور المشاركين في الطرق المثلى للتعامل معها. فمنذ انطلاق نسخته الأولى في عام 2017، استعرض برنامج المنتدى الشامل أفضل الممارسات العملية في مجال إدارة أمراض القلب والأوعية الدموية، والتي تطبقها مراكز التميز في المنطقة بما في ذلك دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ولبنان وجمهورية مصر العربية.
وبهذه المناسبة، قال الدكتور عبدالله شهاب، أمين عام جمعية القلب الإماراتية ورئيس الجمعية الخليجية لقسطرة القلب: “يسعدنا المشاركة في المنتدى وتقديم الدعم لمثل هذه المبادرات التي تتماشى مع جهود الحكومة الإماراتية والتزامها الجاد للارتقاء بصحة المجتمع الإماراتي. ونظراً لكون عافية المجتمع وصحته تمثل أهم أولياتنا، فإن منتدى ’آي كير‘ سيساعد قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة على إيجاد حلول فعالة تضمن تحقيق أهدافنا بتقديم أرقى مستويات الرعاية الصحية لسكانها”.
وتشمل أمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة كلاً من النوبات القلبية والفشل القلبي والسكتات الدماغية وعدم انتظام ضربات القلب. وتعد أمراض القلب والأوعية الدموية المسبب الأول للوفاة عالمياً، إذ يفقد عدد كبير من الأشخاص حياتهم سنوياً بسببها مقارنة بأسباب الوفاة الأخرى. وتبلغ نسبة الوفيات الناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية 85% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب[1]. وفي ضوء هذه المعطيات، تضع أمراض القلب والأوعية الدموية عبئاً ثقيلاً على كاهل دول منطقة الشرق الأوسط، ويعود ذلك لحد كبير إلى ارتفاع معدلات انتشار العوامل التي تزيد من مخاطر الإصابة بهذه الأمراض في المنطقة بما في ذلك التدخين وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الكوليسترول والسكري وأنماط الحياة الخاطئة والخاملة[2]. وتعتبر تعد أمراض القلب والأوعية الدموية المسبب الرئيسي للوفاة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تسبب ما نسبته 40% من إجمالي الوفيات لدى البالغين[3].
قال الدكتور شهاب: “تعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية إحدى أهم أولويات قطاع الرعاية الصحية في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن هنا تأتي أهمية إطلاق منتديات على غرار ’آي كير‘، لاسيما إنها توفر للمتخصصين والمتمرسين في قطاع الرعاية الصحية على المستويين المحلي والإقليمي منصة لمشاركة أحدث الممارسات والاطلاع على أبرز التطورات والتقنيات التشخيصية والعلاجية المتوفرة في المنطقة. كما تدعم هذه المنتديات جهود دولة الإمارات العربية المتحدة الرامية إلى تحسين حياة المرضى وتوفير رعاية صحية عالمية المستوى”.
وينعقد منتدى “آي كير” في دبي بمشاركة متخصصين بأمراض القلب والأوعية الدموية من مختلف أنحاء المنطقة، وتنظمه “شركة روش دیاجنوستكس ميدل إيست”، الشريك الرائد في مجال الحلول التشخيصية، انطلاقاً من حرصها المتواصل على توفير حلول الوقاية من مختلف الأمراض وتشخصيها وعلاجها. ويركز المنتدى على تعزيز صحة القلب وإيجاد أفضل الممارسات والحلول لمواجهة قصور القلب وفشل العضلة القلبية. ويأتي ذلك تماشياً مع رؤية الإمارات 2021 لتوفير نظام صحي بمعايير عالمية وخفض عدد وفيات أمراض القلب والشرايين بنسبة 25% لكل 100 ألف نسمة بحلول العام 2021[4].
من جهته، قال هارالد وولف المدير العام لشركة روش دياجنوستكس ميدل إيست: “نفخر بتنظيم هذا الحدث المتميز الذي يوفر لخبراء المنطقة منصة مثالية لمناقشة أحدث التطورات والممارسات الرامية إلى مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية. وتتجلى الدلالة الأبرز على تأثير المنتدى في تطبيق خبراء أمراض القلب والأوعية الدموية للممارسات التي تمت مناقشتها وعودتهم لاستعراض دورها في الارتقاء بمعايير العناية بالمرضى في مؤسساتهم. ومن هنا تأتي أهمية ما نشهده اليوم من تعاون متميز كعنصر محوري لمواصلة تحقيق المنفعة للمرضى والمجتمعات في منطقة الشرق الأوسط”.