“مركز دلني” يناقش “واقع المنشآت الصغيرة ومستقبلها” بالرياض
ناقشت ندوة “واقع المنشآت الصغيرة ومستقبلها ضمن برنامج التحول الوطني ورؤية السعودية 2030 ” التي أقامها مركز دلني للأعمال أحد برامج بنك التنمية الاجتماعية، مساء أمس الاثنين بمقر المركز بالرياض الإجراءات الحكومية، والتستر، والتأهيل والتدريب، والسيولة والتدفقات المالية لدى المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وشارك في الندوة المستشار في قطاع الأعمال سليمان العليان، والرئيس التنفيذي لعددٍ من الشركات التقنية الدكتور ياسر العصيفير، والكاتب في صحيفة الرياض ومدير مكتب قناة CNBCراشد الفوزان، ونائب المحافظ للاستراتيجية والشركات الدكتور عبدالله الصغير، وأدار الندوة الرئيس التنفيذي لشركة “TREND ” للاتصال الرقمي حسين الحازمي، وناصر العنزي مستشار مركز دلني للأعمال للخروج بحلول وتوصيات تُساهم في تنمية قطاع الأعمال الذي يعد قطاعًا محوريًا في الاقتصاد الوطني.
الفضول لنجاح رواد الأعمال
وأكد نائب محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة للاستراتيجية والشراكات الدكتور عبد الله الصغير أن قطاع المنشآت الصغيرة قطاع مهم، ويعد شريانًا رئيسًا للاقتصاد الوطني، مشيرًا إلى أن هناك فرصة كبيرة للقطاع لخلق فرص عمل وتخفيف نسبة البطالة، قائلاً إن الهيئة تأمل في العامين القادمين أن ترى ثمار العمل الذي تم في الفترة الماضية كتفعيل لدور هيئة المنشآت.
فيما قال الدكتور ياسر العصيفير إن الإجراءات الحكومية مازالت معقدة وتحتاج إلى كثيرٍ فيما يتعلق بسرعة إنجاز المعاملات وتوفير تقنيات حديثة تُساعد على سرعة إظهار الشركات الصغيرة والمتوسطة.
واستنكر الكاتب الاقتصادي راشد الفوزان وجود عوائق حكومية لممارسة التجارة معتبرًا أن العائق الحقيقي هو رائد الأعمال الذي يضع العوائق قبل البداية أو التجربة، إضافة إلى أن العائق الأساس القناعة بالعمل في أول الأمر، والتستر ونقص السيولة موجودان ولكن ليس هما العائق الحقيقي.
وأشار رجل الأعمال سليمان العليان إلى أن الواقع التجاري غير ما يكتب في تويتر والإعلام قائلاً إنه منذ أن بدأ في التجارة قبل أكثر من 20 عامًا يسمع عن العائق نفسه قاصدًا الإجراءات الحكومية، مضيفًا بالقول إن الحكومة قدمت أكثر مما قدمه الشباب ولا يعتقد أن هناك مشكلة في الإجراءات الحكومية إنما ثقافة الشباب والإعلام هما سبب تصنيف الإجراءات الحكومية كعائق.
ورفض العليان تسمية الإجراءات الحكومية بالعوائق وفضل تسميتها بالتحديات.
وختم العليان النقاش حول محور الإجراءات الحكومية بقوله إن “من أسرار نجاح رواد الأعمال على مستوى العالم هو الفضول”.
التستر سببه المواطن وكارثة على الاقتصاد
وتناول المحور الثاني في الندوة المركزة الثانية قضية التستر التي علق عليها راشد الفوزان قائلاً إن التستر يقوم على المواطن وهو كارثة في الاقتصاد لن يتم حل إلا عن طريق التتبع المالي والتوعية والرقابة المالية، معتبرًا التستر ظاهرة محلية منتشرة في كل العالم وتقتل فرص الأعمال الصغيرة والمتوسطة، مؤكدًا أن حلها لدى الجهات الحكومية، مشيرًا إلى أن ظاهرة التستر يصعب الانتهاء منها كلية لكن لابد من الحد منها.
وطالب رجل الأعمال سليمان العليان بتسهيل نظام الاستثمار الأجنبي بحكم أنه مساهم حقيقي في إيجاد الحلول لظاهرة التستر، واختصر الدكتور ياسر العصيفير تعليقه على ظاهرة التستر بالمراقبة المالية ودعم قطاع ورائدات ورواد الأعمال للحد من الظاهرة.
وأقر نائب محافظ هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة للاستراتيجية والشراكات الدكتور عبد الله الصغير بوجود التستر، مؤكدًا أن أغلبه في قطاع المقاولات والتجزئة وليس في كل القطاعات.
السيولة والتدفقات المالية
وتطرق المحور الثالث من الندوة الثانية لمركز دلني لأعمال السيولة والتدفقات المالية في قطاع الأعمال.
ونصح الدكتور عبد الله الصغير رائدات ورواد الأعمال بالاستعانة بمرشد مارس العمل التجاري كما هو موجود بمركز دلني، مضيفًا أن التخطيط المالي مهم لأي مشروع.
وطالب الكاتب راشد الفوزان رواد ورائدات الأعمال بعدم خلط المال الخاص مع مال الشركاء أو مال المؤسسة في بداية الأعمال وأهمية دراسة التكلفة في أي مشروع مع وضع أسوأ الاحتمالات وتوفير سيولة عند بدء المشروع لتغطية النفقات التشغيلية، مشيرًا إلى أن هناك عوائق بالتمويل تتعلق بالوقت وسهولة الإجراءات.
واعتبر سليمان العليان أن قطاع الأعمال بعيد كل البعد عن التمويل مقارنة بالدول الأخرى قاصدًا التمويل غير الحكومي الذي يفتقر لثقافة التمويل الذي تعدى الاعتماد على الدولة كممول، قائلاً إن الإبداع هو رأس المال الذي لا يمكن تجاهله في بيئة الأعمال، مضيفًا بالقول إن “الأفكار لا تمول إلا عندما تكون واقعًا”.
التأهيل والتدريب
وختمت الندوة بمحور التأهيل والتدريب وأثنى الدكتور ياسر العصيفير بما يقوم به مركز دلني فيما يتعلق بالتدريب.
وقال راشد الفوزان: “التدريب متاح وهناك فرص لا تنتهي وهناك مهن وحِرف لا تحتاج إلى تدريب عالٍ والاحتياج التدريبي حسب المهنة”.
وشهدت الندوة تفاعلاً كبيرًا من قِبل رائدات ورواد الأعمال الذين طرحوا أسئلتهم على المشاركين.
يُذكر أن مركز دلني للأعمال هو أحد برامج بنك التنمية الاجتماعية التي تعمل على استدامة المشروعات الصغيرة في المملكة تماشيًا مع الجهود المبذولة للمحافظة على المكانة الاقتصادية التي تتمتع بها من خلال رؤية 2030 الطموحة، وذلك من خلال تقديم حزمة متكاملة من الخدمات المساندة غير المالية للمشروعات التي تواجه تحديات وذلك من خلال خبرات علمية وعملية وشراكات عالمية مع جهات داعمة للمنشآت الصغيرة، بهدف زيادة قدرة المنشآت الصغيرة على توليد الوظائف وزيادة أرباحها، ورفع فرص استمرارية عملها على المدى الطويل.