خبراء: منتدى أمن الشرق الأوسط خطوة فعالة لإعادة الاستقرار للمنطقة
افتتح منتدى أمن الشرق الأوسط أمس الأربعاء 27 نوفمبر في العاصمة الصينية بكين وسيستمر إلى اليوم 28 من نوفمبر الجاري. وانعقد المنتدى تحت شعار “أمن الشرق الأوسط في الوضع الجديد: التحديات والمخارج”، ويشارك فيه أكثر من 200 مندوب، بمن فيهم كبار المسؤولين والخبراء المؤثرين في مجال الإستراتيجية الدبلوماسية والشؤون الأمنية والدفاعية من الصين والدول العربية وغيرهم من أكثر من 30 دولة ومنظمة إقليمية ودولية معنية، فضلا عن بعض السفراء الصينيين السابقين.
أعرب بوعسيلة إدريس مدير الدراسات بوزارة الخارجية الجزائرية، في مقابلة مع شبكة تلفزيون الصين الدولية عن شكره للحكومة ووزارة الخارجية الصينية على تنظيم هذا المنتدى، وأضاف أنه يعتقد أن المفهوم الجديد للأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام الذي طرحه الرئيس الصيني شي جين بينغ لا يختلف كثيرا عن مبادئ الصين في سياستها الخارجية، وهو مفهوم يمكن تقاسم مبادؤه بين الصين ودول الشرق الأوسط وهو قائم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وأوضح أن الأمن والاستقرار هما ركيزتان أساسيتان من ركائز التنمية، وأن التقدم لا بد أن يكون بدافع ذاتي، والحلول في أي بلد مهمة للغاية، ولا يمكن للتدخل الخارجي أن يحل أي مشكلة في أي بلد، ولا بد للحل أن يأتي من البلد نفسه، وأكد أن هذا المنتدى يقدم شيئا جديدا وهو التشاور بين الدول العربية والصين، خاصة أن الصين الآن بلغت مراحل متطورة جدا على صعيد التنمية الأقتصادية، وهي عضو دائم في مجلس الأمن، وتحتاج إلى أن تلعب دورا أكبر من الذي تلعبه الآن، بحكم أن الصين علاقاتها مع الدول العربية علاقات طيبة وإستراتيجية ولا تقوم على خلفية استعمارية، لذلك فإنها تلقى قبولا واسعا في الدول العربية.
وحول العلاقة بين التنمية والأمن، قال إدريس إن السلام عامل أساسي لتحقيق التنمية وعندما تكون المشكلة ناجمة عن البطالة والحروب، فيستحيل دفع عجلة التنمية.
وأكد إدريس على أهمية بناء “الحزام والطريق” فقال إن المبادرة جديدة، وهي الآن تحاول استنساخ طريق الحرير القديم، وتحاول الصين الآن من خلال ما حققته من تنمية في الجانب الاقتصادي تقاسم ثمار التنمية مع الدول العربية. وثمن دور هذه المبادرة، قائلا “إننا في حاجة أيضا إلى تفسير أكثر والتشاور من أجل أن تكون المنفعة مشتركة بين الشعب الصيني العظيم والشعوب العربية، ونحتاج أيضا إلى التشاور من أجل تعميق مفهوم هذه المبادرة، كي تستفيد منها جميع الأطراف”.
وقال السفير عبد القادر محمد هادي رئيس دائرة مكتب الوزير بوزارة الخارجية اليمنية، في مقابلة مع شبكة تلفزيون الصين الدولية، إن منتدى أمن الشرق الأوسط يتطلع إلى حل القضايا الموجودة في المنطقة، ووضع المعالجات السياسية بحلول سيادية والأفكار لحل القضايا العالقة الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، ويعمل على توجيه الأنظار إلى القضايا الهامة، وهي الخطة المستقبلية للتعاون بين الصين والوطن العربي. وسياسة الصين هي دائما الاهتمام بعملية الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وإن الصين لا توجد لها مصالح سياسية أو عسكرية أو غيرها، بل تعمل على مساعدة هذه الدول من خلال تعاملها التجاري والاقتصادي ودعمها للمنطقة.
ﻭﺃﺷﺎﺩ ﻫﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺼﺮﻱ ﻣﺪﻳﺮ ﻋﺎﻡ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻲ ﻷﺑﺤﺎﺙ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻹﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ ﺑﻤﻨﺘﺪﻯ ﺃﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻗﺎﺋﻼ: “عقد مثل هذا المنتدى مهم جدا، لأن من خلاله يمكن تبادل الأفكار والمعلومات، والحديث عن التنسيق وإطلاق مبادرات من شأنها أن تساهم في تعميق الحوار وإغنائه والتوصل إلى حلول. لأننا في النهاية نريد أن نتقدم إلى الأمام، لا أن نتحدث فقط عن المشاكل وعن أسبابها، الأهم هو أن نقدم الحلول والعلاج المناسب، فبالتالي مثل هذه المنتديات هامة جدا، لأن نوع وحجم المشاركين من مناطق واسعة من العالم والخبرات التي يستندون إليها والبلدان التي يمثلونها تعطي فرصة جيدة من أجل تحقيق هذا الغرض.”
إن منتدى أمن الشرق الأوسط يوفر فرصة ومنصة لجميع الأطراف لطرح أفكار جديدة واستكشاف مسارات جديدة في مجال الحوكمة الأمنية في الشرق الأوسط.