“الغامدي”: مستقبل السعودية المائي مخيف.. خطأ تاريخي للوزارة تحمّله للمواطن
كشف الكاتب والمختص في شؤون المياه الدكتور محمد الغامدي أن مستقبل المياه في المملكة مخيف؛ في ظل الهدر الحالي من المياه الجوفية على المزارع، وعدم وجود خطط استراتيجية تقنّن من هذا الهدر للمياه تضمن للأجيال القادمة العيش وتحدّ من العطش.
وقال “الغامدي”، في مداخلة لبرنامج “المرصد” بالقناة الثقافية السعودية: إنه وفقاً للمؤشرات الحالية ما أراه حالياً وضع مؤلم جداً، ومستقبل مخيف، ووضع يتطلب علاجاً سريعاً لا يحتمل التأخير، مؤكداً أن المياه في المملكة العربية السعودية تعاني الندرة وشح الموارد المائية، وهي كذلك محدودة الكميات، والوضع الراهن أراه مؤشراً على قلق عظيم أعتقد أنه يستمر للأسف.
وعن تصويت الوزارة للمياه والبيئة الزراعية والذي أبدى أغلبية المصوتين فيه من المواطنين رفضهم لنظام المياه الجديد، قال “الغامدي”: “التصويت يزيدني ألماً يرفع من قنوطي لإيجاد حلّ لهذه المشكلة، مع الأسف وزارة المياه ارتكبت خطأ تاريخياً، والآن تسعى لتعديله بخطأ تاريخي آخر، بدلاً من أن تتحمّل المسؤولية بكل شجاعة ترمي بالمسؤولية على المواطنين، المواطنون الآن أصبحوا في وجه الخطورة، هل تسعى وزارة الزارعة إلى أن تبحث عن سبب لا تحل فيه المشكلة، وترمي المشكلة إلى ملعب المواطنين، ثم تأتي في مرحلة أخرى وتقول: المواطن هو الذي رفض الحلول؟ وتساءل “الغامدي”: “هل أخذت الوزارة من المواطنين الموافقة عندما بدأت مشاريعها الزراعية العشوائية؟”.
وتابع: “الوضع لا يحتاج إلى الاستفتاء، نحن وصلنا إلى مرحلة الكيّ، وجب على الوزارة أن تترفع عن هذه التصرفات، المواطن بريء، وما يجري من استفتاء نوع من العبث ونوع من الإهدار للمزيد من المياه، وله أكثر من قراءة، والقراءة التي أراها هي هروب وزارة الزراعة من الورطة التي وضعت البلاد فيها؛ بدلاً من أن تحاسب نفسها تحيل الملف كاملاً إلى المواطن”.
وأضاف: “الخطأ التاريخي الذي وقعت فيه الوزارة هو التوسع الزراعي العشوائي دون النظر إلى محدودية موارد المياه وندرتها في البلاد، كيف يمكن توزيع أربعة ملايين هكتار في مناطق صحراوية، من يتحدى البيئة فهو غبي، ونحن نتحداها.
وطالب “الغامدي”، خلال مداخلته، الوزارة بتقديم استراتيجيات مرسومة ورؤية واضحة، بدلاً من الإجراءات الفنية، مشيراً إلى أن ما يجري الآن عبث واجتهادات، مضيفاً: “إذا كانت الوزارة غير قادرة على حماية مياهنا الجوفية فعليها إغلاق أبوابها، فالعبث بالمياه جرم في حق الأجيال القادمة”.
وبيّن: “الآن تبحثون عن حلول مجنونة لمشاكل مجنونة، فإلى أين نحن ذاهبون؟”، موضحاً أنه في الوقت الحالي المياه المحلاة المستهلكة سنوياً بمنازل المواطنين 22 مليار متر مكعب، ويحمل المواطن قيمتها، بينما 17 مليار متر مكعب تستهلكها المزارع سنوياً وبالمجان، مشيراً، في الوقت نفسه، إلى أن التحلية فيها خطورة، ويجب وقفها.
وأوضح: “نحن ماضون إلى طريق نهايته العطش، ففي الماضي كانت المياه الجوفية على بُعد عشرين متراً، وفي الوقت الحالي المياه على بعد 200 متر”، مضيفاً: “الحل في مشكلة المياه في المملكة يكمن في الاستفادة من المناطق المطيرة”.
واختتم “الغامدي” مداخلته في برنامج “المرصد” بالقناة الثقافية السعودية، بمطالبة المواطن بالحفاظ على المياه، وعدم إهدارها، والتفكير في مستقبل الأجيال، وقال للوزارة: “اتقوا الله في الأجيال القادمة”.